بعد التطبيع العربي.. هل يستطيع الأسد وقف تدفق المخدرات السورية إلى الشرق الأوسط؟

الأحد 14 مايو 2023 07:27 ص

مع إعادة دمج سوريا رسميًا في جامعة الدول العربية، يتوقع أعضاؤها أن ينهي الرئيس بشار الأسد تدفق المخدرات غير المشروع على نطاق واسع من الأراضي السورية إلى الأردن ودول الخليج ودول الشرق الأوسط الأخرى.

يتناول تقرير "جيروزاليم بوست" الذي ترجمه "الخليج الجديد" ملف تهريب الكبتاجون وتوقعات الدول العربية من النظام مكافحتها، وقد تتبعت الدول الغربية ومعظم الدول العربية على حد سواء عمليات تهريب الكبتاجون، وهي مادة غير مشروعة ومسببة للإدمان، حتى وصلت أن مصدرها إلى الأراضي السورية. ومع عودة سوريا حديثًا إلى جامعة الدول العربية تتوقع الجامعة أن تعمل سوريا على وقف التدفق.

ويشير التقرير إلى ما قاله أشواث كوماث، المحلل الجيوسياسي في شركة استشارية خاصة للمخاطر، أن الكبتاجون منتشر بكثرة في الشرق الأوسط. وقال إن حجم تهريب المخدرات غير المشروعة الأخرى، مثل الماريجوانا، لا يقارن بحجم الكبتاجون.

وفقا للتقرير تم تصنيع الكبتاجون لأول مرة في عام 1961، وعادة ما يأتي على شكل أقراص. كان يستخدم في الأصل لعلاج فرط النشاط واضطرابات نقص الانتباه والاكتئاب. في عام 1981، قرر الأطباء أن خصائصه المسببة للإدمان تجاوزت فوائده السريرية، وبحلول عام 1986، أصبح غير قانوني. حاليًا، يتم إنتاجه بشكل غير قانوني ويستهلكه في الغالب الشباب في الشرق الأوسط وبعض أجزاء أوروبا. وحسب محللين فإن الشرط الأردني المسبق للتطبيع مع سوريا هو أن ينهي الأسد مع تدفق المخدرات.

وبالنسبة للدول العربية الأخرى المتضررة، فإن الأمر أقل إلحاحًا. وقد قال كوماث: "في حين أن بعض الدول مثل الأردن أكثر تشددًا، بمعنى أنها ترغب في جعل عودة سوريا مشروطة باتخاذ خطوات كبيرة في مكافحة المخدرات، فإن دولًا مثل السعودية أكثر ارتياحًا في موقفها".

وينقل المقال عن محللين أن مسألة التعامل مع قضية المخدرات بالنسبة للأسد تنحصر في معادلة التكلفة والعائد. هل سيكسب المزيد من الاتجار بالمخدرات أم من التقارب مع المنطقة؟ ومع محادثات إعادة الإعمار، من الواضح بالفعل أن الحوار الإقليمي سيكون أكثر فائدة.

ومع ذلك، قالت إن وقف تجارة المخدرات قد يكون صعبًا على الأسد. بالرغم من انتشار شبكات التهريب في سوريا، لكن مصادرها موجودة في لبنان.

ويورد التقرير أن هناك العديد من المصانع التي أنشأها "حزب الله" والجماعات التابعة له في جنوب سوريا، خاصة للكبتاجون، وبعضها ينتج الميثامفيتامين البلوري. ويرى التقرير أن للسيطرة على تدفق المخدرات والمواد الخام من لبنان إلى سوريا مع الحفاظ على علاقات جيدة مع "حزب الله" والجماعات التابعة له في سوريا ستكون تحديا للأسد.

ويذكر التقرير أن أشخاصا في دائرة الأسد المقربة متورطون في تدفق المخدرات. وتشير الدلائل إلى أن الفرقة الرابعة المدرعة بقيادة ماهر الأسد و"حزب الله" هم الجناة الرئيسيون. وأضاف أن التكتيكات والأسلحة المستخدمة في التهريب تشير أيضا إلى غطاء رسمي أو شبه رسمي. ويرى بعض المحللين أن المشكلة ربما تطورت إلى حجم خارج سيطرة الأسد ما يصعب من قدرته على السيطرة عليها.

ويشير متابعون إلى أن الأسد لا يحتاج إلى وقف تدفق المخدرات بشكل كامل لإرضاء القادة العرب الآخرين بل عليه فقط إظهار الجهود التي يحاول القيام بها. لذلك في الأشهر المقبلة، قد تكون هناك زيادة في عدد عمليات ضبط شحنات المخدرات داخل سوريا، أو قد يكونون أكثر استعدادًا لتبادل المعلومات حول تدفقات المخدرات عندما تصل إلى دول أخرى مثل الأردن أو السعودية. وفي حال قد يكون عقبة أمام المزيد من التطبيع.

المصدر | ديبي مونبلات | جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا الكبتاجون الخليج الجامعة العربية

أكبر سوق في الشرق الأوسط.. الكبتاغون يغزو الطبقات العاملة في السعودية

بين الكبتاغون والميليشيات.. ماذا وراء "انقلاب" موقف الأردن تجاه إيران؟

العرب يعتقدون أن إعادة العلاقات مع الأسد ستخرج إيران من سوريا.. إنهم مخطئون