تعاون خليجي أمريكي هندي لإنشاء شبكة تجارية ودفاعية

الأحد 14 مايو 2023 04:29 م

قال محمد سليمان، مدير برنامج التقنيات الاستراتيجية والأمن السيبراني بمعهد الشرق الأوسط، إن دول الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات تعمل على إنشاء شبكة تجارية ودفاعية لحماية مصالحها الاقتصادية والأمنية.

وقال سليمان، في تحليل لموقع المونيتور، ترجمه "الخليج الجديد"، إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان التقى بالسعودية، في 7 مايو/ أيار الجاري، مع كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال.

وأوضح أن "هدفهم كان زيادة ربط منطقة الشرق الأوسط بالهند والعالم، بناء على العلاقات السعودية الهندية القوية.. والعمل مع دلهي هو نهج أمريكي جديد للشرق الأوسط لخلق تآزر استراتيجي حول الحافة الأوروبية الآسيوية من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيطين الهندي والهادئ".

وأضاف أن "الواقع الحالي يدعم إطار عمل للتحالف المستمر وغير المسبوق بين الهند وإسرائيل والدول العربية السنية (الإمارات والسعودية ومصر) لتحقيق التوازن بين القوى الأوروبية الآسيوية الصاعدة في المنطقة والتحضير لتحول أمريكي نحو المحيطين الهندي والهادئ (لمواجهة نفوذ الصين المتصاعد)".

وتابع: "كان الصراع العربي الإسرائيلي والصراع الهندي الباكستاني عقبتين رئيسيتين، لكن نظرا لأن العالم ينجرف نحو نظام متعدد الأقطاب، فإن البراجماتية هي السائدة، مما مهد الطريق أمام اتفاقيات إبراهيم عام 2020 (لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية بينها الإمارات) والمزيد من العلاقات القائمة على المصالح بين الهند والسعودية والإمارات مصر".

تحالف رباعي

ويعد تحالف أعمال "I2U2"، الذي أُطلق في أبريل/ نيسان الماضي بين إسرائيل والهند والولايات المتحدة والإمارات، هو الشكل الأول الذي يجمع الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وفقا لسليمان.

واستطرد بالقول: "في خطاب أمام معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال سوليفان إن  I2U2 يربط جنوب آسيا بالشرق الأوسط بالولايات المتحدة بطرق تعزز تقنيتنا الاقتصادية ودبلوماسيتنا".

وأوضح سليمان أنه "على الرغم من تركيزهم على الاتصال والتكنولوجيا والأمن الغذائي، إلا أن قادة دول I2U2 يعتزمون إنشاء بنية أمنية مدمجة.. ومع ذلك، فإن I2U2 ليس غاية في حد ذاته، بل أداة لتعزيز التعاون بين الدول المطلة على البحر المتوسط والمحيطين الهندي والهادئ، وإقامة توازن قوى لهذا النظام".

واعتبر أن "العلاقة القوية الحالية بين السعودية والهند تشير إلى خروج عن استراتيجية الرياض طويلة الأمد المتمثلة في الميل نحو باكستان (أغلبية مسلمة) في جنوبي آسيا، ويمكن أن يُعزى هذا التحول إلى المقاربات البراجماتية التي اعتمدها أكبر اقتصادين في المنطقة وأهميتهما الاستراتيجية والاقتصادية العالمية المتزايدة".

نظام متعدد الأقطاب

ويبنى الاجتماع الرباعي بين الهند والسعودية والولايات المتحدة والإمارات، بحسب سليمان، على تنسيق "I2U2"، و"يمثل خطوة قوية نحو هندسة غرب آسيا التي تعيد وضع الولايات المتحدة كموازن خارجي بدلا من الضامن الأمني الوحيد للمنطقة".

وأردف أن "هذا الإطار الاستراتيجي يُقرب أيضا بين نيودلهي وواشنطن ويخلق المزيد من التآزر الاستراتيجي. وعلى هذا النحو أعارض بشدة فكرة أن العلاقات بين الولايات المتحدة والهند تتعلق حصريا بمواجهة الصين".

وأضاف: "وفقا لمصدرين من الاجتماع الرباعي الأخير، فإن إحدى الآليات الرئيسية لهذا التكامل المتصور لغرب آسيا هي شبكة من السكك الحديدية بين دول الخليج والدول العربية، مع ربط الهند عبر الطرق البحرية من الموانئ القريبة".

واعتبر أن "هذا يمثل تغييرا مهما في نهج واشنطن تجاه المنطقة"، مضيفا أن "الشرق الأوسط يلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي، ليس فقط كمصدر للطاقة، ولكن أيضا كمركز حيوي للتجارة البحرية بين أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ".

واستدرك: "ومع ذلك، فإن البنية التحتية التي تربط الدول العربية غير كافية حاليا، ويمكن لشبكة النقل المقترحة، بالتعاون مع الهند ودول الخليج، تحسين الترابط الاقتصادي البري مع الهند عبر طرق تمر بباكستان وأفغانستان".

وزاد بأن "الاتصال البحري مع الشرق الأوسط يعتبر أولوية استراتيجية لنيودلهي. وربط الهند بالخليج ومصر، على الرغم من مشاكل القاهرة الاقتصادية، هو آخر قطعة من اللغز بالنسبة لإعادة تشكيل غرب آسيا".

وختم بأن "المبادرة السعودية - الهندية - الأمريكية - الإماراتية تعكس حقيقة أن الدول المطلة على البحر المتوسط إلى المحيط الهندي تعمل على حماية مصالحها الاقتصادية والأمنية عبر إنشاء شبكة تجارية ودفاعية، وقد قررت الولايات المتحدة المساعدة والتأثير في هذا المسعى استعدادا لنظام عالمي متعدد الأقطاب".

المصدر | محمد سليمان/ المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات الخليج الولايات المتحدة الهند شبكة تجارة أمن

نتنياهو وبايدن بحاجة للتطبيع.. فهل يخضعان لمطالب بن سلمان؟

في مواجهة طرق الحرير الصيني.. مشروع أمريكي كبير للبنية التحتية في الشرق الأوسط