تتطلع دول الخليج العربي الغنية بالنفط، ولاسيما الإمارات والسعودية، إلى جذب السياح الصينيين المشهورين بالإنفاق المرتفع لتغذية طموحاتها في التنافس مع المراكز الثقافية في أوروبا ومنتجعات الجزر الآسيوية الشاعرية، وفقا لتوم حسين في تقرير بصحيفة "جنوب الصين الصباحية" (South China Morning Post) ترجمه "الخليج الجديد".

حسين أضاف أنه بعد أن رفعت الصين قيود جائحة كورونا، يشعر المسؤولون في الخليج الآن بالتفاؤل بأن عدد السائحين الصينيين وغيرهم من المسافرين سيصل إلى مستويات ما قبل وباء كورونا، في وقت مبكر من العام القمري الجديد المقبل في فبراير/ شباط  2024.

وأضاف أن شركات الطيران طويلة المدى، مثل "طيران الإمارات" في دبي و"الاتحاد" في أبوظبي و"السعودية"، أعادت إحياء معظم رحلاتها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأفاد بأن الشرق الأوسط، إلى جانب أفريقيا، كانت المنطقة التي سجلت أعلى معدل انتعاش للسفر من الصين في الربع الثاني من 2023، وفقا لشركة تحليلات السفر "ForwardKeys"، التي تتوقع زيادة 75% في السفر الصيني إلى المنطقة.

وأعلنت طيران الإمارات، أكبر شركة طيران لمسافات طويلة في العالم، أنها أعادت 85% من رحلاتها قبل تفشي الوباء إلى الصين.

وقالت سيينا باروليس كوك، مديرة التسويق والاتصالات في شركة "دراجون تريل إنترناشيونال" لحلول التسويق، التي تركز على السفر ومقرها بكين: "نظرا لأن الصين كانت أكبر وأعلى سوق للسياحة الخارجية في العالم إنفاقا لسنوات عديدة قبل الوباء، فإنها "قيّمة للغاية ويطمح إليها العديد من الوجهات السياحية الدولية في جميع أنحاء العالم، والشرق الأوسط ليس استثناءً".

وتابعت أن "المنطقة تزخر بالعديد من المواقع الثقافية والتاريخية القديمة، وهي من عوامل الجذب التي تروق بشدة للصينيين، كما يوجد تسوق جيد للغاية، وهذه دائما ميزة إضافية للسوق الصيني".

250 مليار دولار

ووفقا لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، كانت الصين أكبر مصدر للسائحين على مستوى العالم في 2019، حيث أنفق حوالي 155 مليون سائح أكثر من 250 مليار دولار أمريكي في الخارج.

ويتوقع محللون أن يزور عدد متزايد من رجال الأعمال والسائحين الصينيين الشرق الأوسط، حيث باتت الصين أكثر انخراطا بعمق في برامج تنويع الاقتصاد إلى جانب النفط في دول الخليج.

وبالنسبة للإمارات خاصة، تم تصنيف المشترين الصينيين بين أفضل خمسة مشترين للعقارات السكنية، وبين 2019 و2022، تضاعف عدد السكان الصينيين في الإمارات إلى حوالي 400 ألف، وفقا لإحصاءات الحكومة الصينية؛ مما يجعلها واحدة من أكبر الجاليات خارج شرق آسيا. كما تستضيف الإمارات حوالي 6 آلاف شركة مملوكة للصين تستخدم الدولة الخليجية كمقر رئيسي لمناطق الشرق الأوسط وأفريقيا.

وتابع حسين: "وفي العام الذي سبق تفشي الوباء 2019، كانت الصين على الدوام في أعلى خمسة مصادر لزوار الإمارات، حيث زارها أكثر من مليون سائح صيني في ذلك العام، بفضل قرار عام 2015 بمنح تأشيرات دخول الصينيين عند الوصول".

كما أصبحت الصين ثاني أكبر مصدر للسائحين الأجانب في السعودية، بعد أن بدأت المملكة عام 2019 في تقديم تأشيرات سياحية للزوار من 49 دولة، بينها الصين، يضيف حسين.