الاستنزاف .. فن التخطيط للهدنة
الاحتلال دخل مستنقع الاستنزاف بعجزه عن الحسم و فقدانه القدرة على الردع والمناورة بعد أن خاض ثلاث مواجهات في أقل من شهرين.
الإحتلال لم يعد قادرا على فرض الهدوء بمجرد التلويح بالقوة فضلا عن فقدانه السيطرة على الضفة الغربية ويتوقع أن يكون التصعيد فيها سببا لمعركة جديدة.
عجز الاحتلال عن الحسم والشكوك بقدرته على الردع قاده للبحث عن الهدنة في حرب استنزاف طالت مناحي الحياة السياسية والامنية والاقتصادية للكيان المحتل.
رسمت إدارة المواجهة حدود ضيقة لتحرك جيش الاحتلال لاستنزافه وابقائه بحالة تأهب دائم لغياب الردع ومن قبله الحسم فالاستنزاف تحول إلى فن لإدارة الهدنة والتخطيط لها.
* * *
هدنة جديدة يرجح أن لا تطول في ظل الاوضاع المتوترة في الضفة الغربية والقدس والتي تغذيها الاجندة المزدحمة لحكومة اليمين الفاشي بقيادة نتنياهو؛ بدءا بمسيرة الاعلام وليس انتهاءا بالاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى و الانتهاكات اليومية بهدم المنازل وبناء المستوطنات واقتحام القرى والمدن الفلسطينية وتشديد الاجراءات على الاسرى الفلسطينيين.
التصعيد الاسرائيلي قابلة جولات قتال خاطفة انتهت بهدن مع المقاومة في قطاع غزة خلال الأيام الخمسين الفائتة؛ أكدت فيها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بأنها حاضرة وفاعلة في الضفة الغربية.
وبأنها القوة الرئيسية القادرة على مواجهة التصعيد الاسرائيلي ورفع كلف السياسيات والأمنية فالانتهاكات الاسرائيلية في الضفة الغربية تقف خلف المواجهات مع المقاومة في قطاع غزة.
تخطيط الاحتلال للهدنة سبق التخطيط لاطلاقه جولة قتال جديدة باغتيال قادة الجهاد الاسلامي؛ غير أن الهدنة التي تم التوصل أكدت عجز الاحتلال الاسرائيلي عن حسم المعركة في مواجهة حركة الجهاد الإسلامي في الوقت الذي أراده خصوصا أن غرفة العمليات المشتركة التي أدارت المواجهة الاخيرة وضبط ايقاعها رسمت حدود ضيقة لتحرك جيش الاحتلال بما يضمن استنزافه وابقائه في حالة تأهب دائم لغياب الردع ومن قبله الحسم خصوصا وان الاستنزاف تحول الى فن لادارة الهدن والتخطيط لها.
الاحتلال دخل مستنقع الاستنزاف بعجزه عن الحسم و فقدانه القدرة على الردع والمناورة بعد أن خاض ثلاث مواجهات في أقل من شهرين بدأت في شهر رمضان في الثلث الاخير من أذار /مارس الماضي الى منتصف أيار/ مايو الحالي؛ فالإحتلال لم يعد قادراً على فرض الهدوء بمجرد التلويح بالقوة فضلا عن فقدانه السيطرة على الضفة الغربية التي يتوقع أن يكون التصعيد فيها سببا لجولة قتال جديدة.
ختاما ..عجز الاحتلال عن الحسم وتنامي الشكوك بقدرته على الردع قاده تلقائيا الى البحث عن الهدنة في حرب استنزاف طويلة طالت كافة مناحي الحياة السياسية والامنية والاقتصادية للكيان المحتل.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي