لماذا لم تشارك حماس في التصعيد الأخير ضد غزة؟ وماذا لو انضمت للمعركة؟

الاثنين 15 مايو 2023 01:50 م

"لماذا لم تنضم حماس لجولة القتال الأخيرة في غزة؟، وماذا لو انضمنت في المرة المقبلة؟".. سؤلان طرحتهما صحفيتان عبريتان، مع إعلان نهاية العملية العسكرية ضد قطاع غزة، السبت، بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي".

البداية مع تقرير صحيفة "هآرتس" العبرية، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، حيث قال إنه منذ 2019 تركز إسرائيل في نشاطاتها بالقطاع على "الجهاد الإسلامي"، ابتداءً من اغتيال القائد الكبير في هذا التنظيم بهاء أبوالعطا، مروراً بعملية "بزوغ الفجر" في أغسطس/آب الماضي وانتهاءً بالتصعيد الأخير.

وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد عملية "حارس الأسوار" في 2021، باتت حماس تتخذ استراتيجية مختلفة، أساسها تجنب إشعال قطاع غزة ما دام مسلحون في الضفة الغربية يقودون المقاومة ضد إسرائيل.

وتضيف: "ليس لإسرائيل بالتالي مصلحة في إيجاد حل لمشكلة غزة، فعلى المستوى السياسي، الوضع القائم هو الأفضل لها، فهناك فصل سياسي بين الضفة والقطاع، وقطيعة بين كلتا القيادتين، وسيرة حرب مطلقة على السكان المدنيين، وتسهيلات مدنية، وإدخال بضائع تجني منها إسرائيل ربحاً".

وتتابع: "كل هذا مريح لإسرائيل، وما دامت لا تتعرض لتهديد استراتيجي حقيقي، فهي قادرة على القيام بعملية عسكرية من حين لآخر مثل العملية التي نشهدها منذ الأسبوع الماضي".

ووفق الصحيفة، خلال العملية وحتى الإعلان عن وقف إطلاق النار، وجهت إسرائيل هجماتها فقط نحو أهداف تعود لـ"الجهاد الإسلامي" ولتنظيمات أصغر مثل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

في حين أن "حماس"، والحديث لـ"هآرتس"، ادعت بصورة رسمية أنها تشارك في غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية، وكلا الطرفين يدرك أن حماس ضبطت نفسها إزاء الهجمات الإسرائيلية؛ نظراً لخوفها من الرد، وأنها غير معنية بفقدان ممتلكات والمس ببناها التحتية التنظيمية.

وتوضح أنه: "فعلياً، لو وفرت حماس لباقي الفصائل الفلسطينية مساعدة لوجستية محدودة أو استشارة، فالتنظيم لم يكن شريكاً في القتال بصورة فعّالة، الأمر الذي مكن إسرائيل من تجنب مهاجمته".

وتقول الصحيفة إن إسرائيل قد تدعي بأن عدم مشاركة حماس على نحو فعّال في القتال يشكل إنجازاً ويدل على أنها خائفة، ولكن "حماس رسخت مكانتها كضلع رئيسي في ميزان الردع".

وتستطرد بالقول: "في الواقع، هي ليست بمستوى حزب الله في لبنان، ولكن التصريحات الإسرائيلية التي تعتبر عدم تدخل حماس كهدف، تدل على أن بإمكان هذا التنظيم أن يتحدى دولة مثل إسرائيل".

ويتابع: "في الواقع لحماس قدرة عسكرية كبيرة، وهذا التنظيم يطور أسلحة وصواريخ، ولكنه مسؤول عن مجموعة سكانية كبيرة، التي تغير منظومة اعتبارات قادتها، بحيث إنه حتى ولو تفاخروا بكونهم تنظيم مقاومة شعبياً، فإنهم بالفعل يتبنون نماذج السلطة الفلسطينية".

أما صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، فقالت في تقريرها الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه من المفيد أن ننظر باهتمام إلى نجاح الجيش الإسرائيلي في إبعاد حماس عن القتال هذه المرة، والذي تحقق "من خلال تحركات تكتيكية واستراتيجية متعددة".

هذه التحركات، وفق الصحيفة، تلخصت في عمل الجيش الإسرائيلي لوقت إضافي في دقة استخباراته للتأكد من أنه أصاب أهداف الجهاد الإسلامي فقط وليس أهداف حماس.

ويشير التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر أيضًا تجاهل الأعمال المختلفة التي تقوم بها حماس، حيث كان بإمكان حماس أن تمنع الجهاد الإسلامي من إطلاق الصواريخ لكنها لم تفعل ذلك".

علاوة على ذلك، والحديث للصحيفة، فإنه على الرغم من أن حماس لم تشارك كثيرًا في استخدام القوة العسكرية الفعلية ضد إسرائيل، إلا أن الجيش الإسرائيلي ألمح إلى أنه كان له بعض المشاركة.

فقد أعلنت حماس بصوت عالٍ عن تعاونها مع الجهاد الإسلامي من مركز قيادة مشترك، ولكم الجيش الإسرائيلي نظر في الاتجاه الآخر، حسب الصحيفة التي بررت موقف الجيش بالقول: "إما أنه لم يحدد على وجه التحديد متى تحركت حماس، أو قلل من دورها، أو قرر بشكل عام عدم معاقبة حماس أو مهاجمتها حتى لا تنجذب الحركة إلى القتال".

وأضافت الصحيفة: "ما يعنيه كل هذا هو أن حماس متورطة جزئيًا في الواقع، وهي ليست محبة للسلام مع إسرائيل، وتواصل زيادة قوتها في الصواريخ والطائرات بدون طيار وغيرها من النواقل المحتملة لمهاجمة إسرائيل".

وتزيد: "يأمل الجيش الإسرائيلي أن تردع حماس عن القتال في المستقبل، برؤية 6 من كبار مسؤولي الجهاد الإسلامي قد اغتيلوا".

ومع ذلك، تقول "جيروزاليم بوست" إن ما يمكن أن يغير أي معركة مقبلة مع حماس، هو حجم الصواريخ التي يمكن أن تطلقها الجهاد الإسلامي، والتي بلغت 1400 صاروخ أو نحو ذلك في فترة 3 أيام تقريبًا.

وتنقل الصحيفة عن المطورين الكبار السابقين للدفاع الصاروخي الإسرائيلي، إن حزب الله اللبناني يمكن أن يخترق الدرع الصاروخي إلى حد كبير إذا أطلق 1500 صاروخ في اليوم.

وفي بعض السيناريوهات، حذر مسؤولو الجيش الإسرائيلي من مئات القتلى أو أكثر في الصراع مع حزب الله.

وتعلق الصحيفة على ذلك بالقول: "إذا كان الجهاد الإسلامي الأضعف والأقل تطوراً قد وصل إلى 1400 صاروخ في وتيرة ثلاثة أيام، فهل يمكن اعتبار حماس تهديدًا أكبر شبيهاً بحزب الله؟".

وتزيد: "هل يمكن أن تتخطى وتيرة إطلاق حماس للصواريخ، وتنهي السنوات الـ11 الماضية التي فشلت فيها الصواريخ إلى حد كبير في قتل المدنيين الإسرائيليين؟".

في الوقت الحالي، وفق الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يرى أن حماس لا تزال نسخة أفضل قليلاً من الجهاد الإسلامي، لكنها ليس لديها التهديد الذي يمثله حزب الله.

وينقل التقرير عن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قولها إن الجيش الإسرائيلي ربما استخدم حوالي 10% من قوته الجوية ضد الجهاد الإسلامي، وذلك ببساطة لأن الجماعة صغيرة إلى هذا الحد.

ولكن في قتال مع حماس، يمكن للجيش الإسرائيلي كسر قوته الجوية الكاملة لتقليل عدد الصواريخ.

ويحذر التقرير من إصابة الجيش بالذهول من قدرات حماس في أي حرب مقبلة، فلم يكن يتوقع أحد أن تتمكن الجهاد الإسلامي من إطلاق 1400 صاروخ في 3 أيام.

ويختتم: "ومع ذلك، فمن المرجح بشكل عام أنه حتى لو فاجأت حماس الجيش الإسرائيلي من بعض النواحي في أي جولة مستقبلية، فإن قوة الهجوم والدفاع والاستخبارات المشتركة للجيش الإسرائيلي من المرجح أن تطغى عليها بما يكفي لفرض وقف إطلاق نار مماثل".

المصدر | صحف عبرية - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة إسرائيل الجهاد تصعيد إسرائيلي حماس المقاومة

معهد إسرائيلي: حماس "الرابح الأساسي" من جولة القتال الأخيرة

لبحث مستجدات القطاع.. وفدان من حماس وحكومة غزة يغادران إلى مصر