مهندسة اتفاقية باريس التاريخية للمناخ: نهج الإمارات إزاء "كوب 28" يمثل خطرا كبيرا

الأربعاء 17 مايو 2023 09:42 ص

اعتبرت كريستيانا فيجيريس، الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أن نهج الإمارات تجاه قمة المناخ "COP28"، التي ستترأسها في نوفمبر/تشرين الثاني، بات "خطيرا للغاية"، و"تهديد مباشر لبقاء الدول المعرضة للخطر بسبب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية".

تصريحات فيجيريس، والمعروفة بأنها مهندسة اتفاقية باريس التاريخية لعام 2015، جاءت تعليقا على حديث رئيس القمة سلطان الجابر، قبل أيام، والذي قال إن دبلوماسية المناخ ينبغي أن تركز على التخلص من انبعاثات النفط والغاز، تاركاً الباب مفتوحاً أمام استمرار استخدام الوقود الأحفوري، فيما يجري تطوير تقنيات احتجاز التلوث بالكربون الناتج عن حرقه.

وقالت فيجيريس إن الدولة التي تتولى رئاسة قمة الأمم المتحدة لا يمكنها طرح موقفها الخاص ويجب أن تكون محايدة، لا سيما أنها منتج كبير للوقود الأحفوري (النفط والغاز)، وفقا لما نقلته صحيفة "الجارديان"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد".

وسلطان الجابر، رئيس القمة، هو أيضًا رئيس شركة النفط والغاز الوطنية في الإمارات العربية المتحدة "أدنوك".

واعتبرت المسؤولة الأممية البارزة أن تصريحات الجابر تعد "محاولة للرقص على السلم"، مضيفة: "حقيقة أنه يعتقد أن طاقة الوقود الأحفوري المستخدمة اليوم ستستمر في كونها جزءًا من مزيج الطاقة العالمي في المستقبل المنظور هو أمر مقلق"، لا سيما أنه رئيس القمة التي من المفترض أن تحمي الدول المهددة من التغيرات المناخية.

وأكدت فيجيريس أنه يجب على العالم أن يخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 45% بحلول عام 2030 ليحظى بفرصة الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية، مضيفة: "ليس لدينا برنامج احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه متاحًا تجاريًا وقابل للتطبيق على مدى السنوات الخمس إلى السبع القادمة".

وختمت: "ما يدهشني هو أن صناعة النفط والغاز لا تبذل أي جهد على ما يبدو للوصول إلى الجانب الصحيح من التاريخ.. إنهم يتباهون بأرباحهم أمام الجميع دون أي حساسية لتأثير ذلك".

ولفتت "الجارديان" إلى حالة الجدل التي صاحبت قرار تعيين الجابر رئيسًا لـ "COP28"، وهو القرار الذي صدر في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث كشفت الصحيفة في أبريل/نيسان الماضي أن دولة الإمارات لديها ثالث أكبر خطط في العالم للتوسع في استخراج النفط والغاز، ولا تتفوق عليها سوى السعودية وقطر.

وكانت وكالة الطاقة الدولية (IEA) قالت إن مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة التي بدأت بعد عام 2021 لا تتوافق مع الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

بدوره، قال متحدث باسم "COP28" إن الجابر "ملتزم بقيادة عملية محايدة تمنح مساحة لجميع البلدان للتعبير عن آرائها وإيجاد أرضية مشتركة".

وأضاف أنه من "سوء الفهم" التفكير في أن عبارة "التخلص التدريجي من انبعاثات الوقود الأحفوري" تشير فقط إلى احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه.

وأشار إلى دعوة الجابر إلى مضاعفة طاقة الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة إنتاج الهيدروجين بحلول عام 2030 أثناء استخدام احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه لإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة المطلقة للانبعاثات.

وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، السبت الماضي: "تضرر الكثيرون بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة في عام 2022. لكن بالنسبة لصناع النفط والغاز، فقد كان عامًا من الأرباح القياسية، وقد حان الوقت الآن لاستخدام ذلك لتحقيق فائدة أوسع".

وأوضح أن الانبعاثات الناتجة عن عمليات صناعة النفط والغاز تنتج 15% من الانبعاثات العالمية، لكن يمكن خفضها بنسبة 60% بحلول عام 2030 باستثمارات تبلغ 600 مليار دولار.

المصدر | داميان كارينجتون / الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التغير المناخي قمة المناخ COP28 سلطان الجابر انبعاثات الكربون الوقود الأحفوري

خلال قمة بون للمناخ.. دعوة حقوقية للضغط على الإمارات بشأن حقوق الإنسان