استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مستجدي الأسلحة

الجمعة 19 مايو 2023 04:58 ص

مستجدي الأسلحة

غاية الغرب الأساسية هي إطالة أمد حرب أوكرانيا ما أمكن، وإنهاك روسيا وإضعافها، وهذا ما يفعله بنجاح منذ أكثر من سنة.

قادة الغرب يدركون جيداً أن هناك خطوطاً حمراً لا يمكن تجاوزها في العلاقة مع موسكو، فبعدها لن يكون إلا الجحيم، وهذا ما لا يريده أحد، أو هكذا يفترض!

منذ أشهر وكييف تهدد بقرب هجوم الربيع على القوات الروسية، موحية بأنه سيقلب موازين القوى على الأرض، ويُلحق بروسيا خسائر لا تقوم لها قائمة بعده.

رسالة زيلينسكي لمن قابلهم من زعماء، في برلين وباريس ولندن، هي أن قواته ليست جاهزة بعد لشن هجوم الربيع الموعود، وتخشى إن هي استعجلته أن يرتد عليها عكسياً.

القوات الروسية على الجبهة الأوكرانية تعاني ضغوطات وصعوبات جدية، في إطار لعبة الحرب الشهيرة: الكر والفر، لكن الحلم بهزيمة مدويّة لروسيا على تلك الجبهة وهمٌ كبير.

* * *

«هجوم الربيع» الأوكراني المنتظر لم يأت بعد. أشهر مرّت وكييف تهدد بقرب هذا الهجوم على القوات الروسية، موحية بأنه سيقلب موازين القوى على الأرض، ويُلحق بموسكو أشدّ الخسائر التي قد لا تقوم لها قائمة بعده.

الذي حدث أن الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، يتنقل من عاصمة أوروبية إلى أخرى مستجدياً منها الأسلحة، وكلما أغدقوا عليه بالمتطوّر والمدمّر منها قال: «هل من مزيد؟». والرسالة التي حملها زيلينسكي لمن قابلهم من زعماء، في برلين وباريس ولندن، هي أن قواته ليست جاهزة بعد لشن الهجوم الموعود، وأنها تخشى إن هي استعجلته أن يرتد عليها عكسياً.

لا يعني هذا أن القوات الروسية على الجبهة الأوكرانية لا تعاني من ضغوطات وصعوبات جدية، في إطار لعبة الحرب الشهيرة: الكر والفر، ولكن الحلم بهزيمة مدويّة لروسيا على تلك الجبهة وهمٌ كبير.

صحيح أن الغرب أظهر كرماً مبالغاً فيه، وغير مسبوق أبداً، في الإغداق على كييف بالعتاد والمستشارين والخبرات والمعلومات الاستخباراتية، حتى كاد يكون شريكاً مباشراً في الحرب الدائرة، ولكن قادة الغرب يدركون جيداً أن هناك خطوطاً حمراً لا يمكن تجاوزها في العلاقة مع موسكو، فبعدها لن يكون إلا الجحيم، وهذا ما لا يريده أحد، أو هكذا يفترض، فغاية الغرب الأساسية هي إطالة أمد حرب أوكرانيا ما أمكن، وإنهاك روسيا وإضعافها، وهذا ما يفعله بنجاح منذ أكثر من سنة.

بماذا عاد زيلينسكي من جولته الأوروبية؟ المحللون والمراقبون، أو بعضهم، يقولون: «لاشيء غير الوعود»!

ماذا بوسع الغرب أن يقدّم أكثر، فيما ميدان الحرب يشهد على أن الكثير من الأسلحة التي طلبتها أوكرانيا هي منذ أسابيع، وربما شهور، في أيدي قوات كييف وتستخدمها لقصف القوات الروسية، قاطعة مسافات بعيدة، وموقعة خسائر غير قليلة، حتى أن شكاوى تتصاعد من نفاد مخزون الأسلحة في غير بلد غربي، من دون أن تفلح في إحداث انعطاف جدي في مسار المعارك لمصلحة كييف.

بل إن البلدان الغربية جميعها، باتت تعاني من ضغوط داخلية جراء دعمها السخي لكييف، وتبعات ذلك على الأوضاع المعيشية لمواطنيها.

الداعم الأكبر لكييف، أي الرئيس الأمريكي بايدن، سيكون قريباً أمام تحديات الاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم، حيث يتوقع أن يواجهه خصومه الجمهوريون بحملة معارضة قوية لموقفه هذا، قد تضعف فرص فوز حزبه ثانية، وبالتأكيد سيجد نفسه محمولاً على فرملة هذه الاندفاعة في تزويد كييف بالأسلحة والأموال.

كل تلك عوامل لا تسير لمصلحة مستجدي الأسلحة في كييف.

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا روسيا الغرب زيلنسكي بايدن هجوم الربيع حرب أوكرانيا القوات الروسية البلدان الغربية قادة الغرب