بوليتكو: على الغرب تعلم كيفية التعايش مع أردوغان

الجمعة 19 مايو 2023 04:11 م

سلطت مجلة بوليتيكو الأمريكية، الضوء على نتائج الانتخابات التركية، التي أوشك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حسمها من الجولة الأولي بعد حصوله على 49.5% من أصوات الناخبين، على عكس توقعات معارضيه في الداخل والخارج.

ورأت المجلة في تقريرا نشرته على موقعها الإلكتروني، أن الاتحاد الأوروبي ربما يجد نفسه في نهاية المطاف بعد الجولة الثانية مضطرا لتعلم كيفية التعامل مع أردوغان الذي يقترب من دخول عهده الثالث على رأس السلطة في تركيا.

ووفق التقرير فإن نتائج الانتخابات كشفت على العديد من المفارقات، من بينها أنه بالرغم أن تركيا لا تعد ديمقراطية ليبرالية فإن مجتمعها أظهر مرونة ديمقراطية مثيرة للإعجاب.

وأشارت إلي أن نسبة التصويت في الانتخابات التركية التي بلغت 89% في بلد يقارب 90 مليون نسمة هي نتيجة انتخابية تضع معظم الديمقراطيات الليبرالية في العار.

ووفق المجلة، فإن الجولة الأولي من الانتخابات جاءت نزيهة ولم يتمكن أي من المنافسين حسمها، على الرغم من أن الاتهامات الموجهة للنظام التركي بانتهاك حقوق الإنسان وغيرها.

ولفتت إلى أن يصعب تصور إجراء جولة إعادة في انتخابات روسية تحت حكم فلاديمير بوتين، أو في الصين تحت حكم شي جين بينج، أو مصر تحت حكم عبد الفتاح السيسي، وبغض النظر عن نتيجة الجولة الثانية، فإن نتائج الجولة الأولي تستحق التأمل.

ورجحت المجلة أن يحقق الرئيس أردوغان فوزا واضحا خلال جولة الإعادة على زعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو استنادا إلى الصفقات الانتخابية التي التوصل خلال الأسبوعين المقبلين.

وذكرت المجلة أن نتائج الجولة الأولي من الانتخابات التركية التي جاءت على عكس توقعات المعارضة تشير إلى أن تركيا بلد ينقسم جغرافيا أكثر فأكثر، ويشهد وتيرة متزايدجة للنزعة القومية، إلى جانب حرب ثقافية عميقة الجذور، وحضور وجاذبية لما وصفته بالاستبداد الشعبوي.

وعلى عكس ما كان يأمل الغرب، فإن إعادة انتخاب الأتراك لرجب طيب أردوغان ربما يكون النتيجة المناسبة لأوروبا، إذ سيتمكن التكتل الأوروبي بموجب ذلك من مواصلة توجيه انتقاداته للنظام في أنقرة دون أن يملك عليه أي تأثير، وفي نفس الوقت مواصلة التعامل مع أردوغان الذي ينتهج بشكل واضح البرجماتية السياسية.

واستشهد التقرير باستمرار اتفاقية الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والتي بموجبها تحد الأخيرة من عدد المهاجرين الوافدين إليه من الجانب الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

وذكر المجلة أنه إلى حد جرى انتقاد أردوغان بسبب موقفه المحايد من غزو روسيا لأوكرانيا، ولكن على الرغم من ذلك نتج عن ذلك بعض الفوائد مثل الوساطة التركية في صفقة الحبوب.

وعقبت المجلة أنه يمكن القول إنه لو كان منافس أردوغان كيليتشدار أوغلو في السلطة حينها لكان اتخذ موقفا مختلفا تماما.

ورأت أنه بينما من المحتمل أن يضع كيليتشدار أوغلو جال فوزه الديمقراطية التركية في مسارها الصحيح، أو الذي يرضى الغرب، فإن ذلك سوف يتطلب في المقابل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

 وبالتالي، فإن انتصار المعارضة على أردوغان سيضطر الاتحاد الأوروبي إلى النظر في المرآة وكشف التناقضات الكثيرة فيما يتعلق بتركيا.

ولفتت المجلة أن نتائج الانتخابات التركية حتى في حالة فوز أردوغان تشير إلى أن تركيا وأردوغان ليسا مترادفين.

وتابعت أنه هذا يعني بالنسبة لأوروبا الامتناع عن زيادة الانتقادات الموجهة للديمقراطية التركية لأن ذلك سوف يؤدى إلى نتائج عكسية في مجتمع تتزايد فيه النزعة القومية.

وبدلا من ذلك، يتطلب الأمر من أوروبا البحث عن طرق بديلة للتفاعل مع المجتمع التركي خارج إطار قائده، فالاستمرار في علاقة التعامل الحصرية مع تركيا من خلال أردوغان لا يعطي العدالة للبلد، ولا لديناميتها أو إمكاناتها للتغيير، ولكن من الأفضل إجراء حوار صادق مع تركيا بشأن ما يحتاجه الطرفان وما يمكن أن يقدموه.

المصدر | بوليتيكو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الانتخابات التركية الاتحاد الأوروبي

الانشقاقات تتوالى.. وزير أسبق عن حزب كليتشدار أوغلو يعتزم التصويت لأردوغان

فرانس برس: لهذه الأسباب "الريس" أردوغان لا يقهر

للتأثير على الانتخابات.. تغطية إعلامية غربية مناهضة لأردوغان

إقرار بشعبيته ومخاوف من طموحه.. فوز أردوغان في صحف غربية

بعد إعادة انتخابه.. أردوغان يتجه إلى الغرب ويصلح علاقات تركيا المضطربة