أتراك الخليج.. مَن انتخب أردوغان ومَن صوّت لكليتشدار أوغلو؟

السبت 20 مايو 2023 09:09 م

قالت سينم جنكيز، وهي باحثة تركية في في مركز دراسات الخليج، إن معظم الناخبين الأتراك في الكويت وقطر والسعودية صوتوا لصالح تحالف الشعب الحاكم والرئيس رجب طيب أردوغان، فيما اختار الأتراك في الإمارات والبحرين وسلطنة عمان تحالف الأمة المعارض ومرشحه كمال كليتشدار أوغلو في الانتخابات البرلمانية والرئاسية يوم 14 مايو/ أيار الجاري.

واستندت سينم، في تحليل بموقع "أمواج ميديا" (Amwaj.media) ترجمه "الخليج الجديد"، إلى نسب تصويت الناخبين الأتراك في دول مجلس التعاون الخليجي الستة لكل من الفريقين المتنافسين.

ولفتت إلى أنه في ظل عدم حصول أردوغان (49.52%) ولا كليتشدار أوغلو (44.88%) على أكثر من 50% من الأصوات، سيتنافسان في جولة إعادة يوم 28 مايو/ أيار الجاري لتحديد الفائز بفترة رئاسية تمتد 5 سنوات. ويوجد أكثر من 64 مليون ناخب، بينهم 3.4 مليون يقترعون خارج تركيا.

وتابعت أنه "منذ أن سُمح للمغتربين في 2014 بالتصويت في الانتخابات في القنصليات والسفارات، مال المواطنون الأتراك في أوروبا إلى دعم الأحزاب القومية المحافظة، أما الناخبون في دول الخليج فدعموا بأغلبية ساحقة أحزاب المعارضة اليسارية في الانتخابات الرئاسية 2014 والانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران ونوفمبر/تشرين الثاني 2015 واستفتاء 2017 والانتخابات البرلمانية والرئاسية 2018".

وأردفت: "إضافة إلى هذه التعقيدات، بدا الأتراك في السعودية، حيث تقيم أكبر جالية تركية في الخليج، يتميزون بديناميات خاصة، فمثلا لم ينضموا إلى الأتراك في بقية دول الخليج في التصويت ضد الإصلاحات الدستورية في استفتاء 2017، والتي اقترحها الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) وتضمنت إلغاء رئاسة الوزراء واستحداث رئاسة تنفيذية".

واستطردت: "كما أنه في الانتخابات الرئاسية 2018، خالف الأتراك في السعودية الأتراك الآخرين في بقية دول الخليج الذين صوتوا لصالح مرشح المعارضة محرم إينجه بدلا عن أردوغان (يتولى الحكم منذ 20 عاما)".

علاقات ومخاوف

و"العامل الذي يمكن أن يؤثر على دوافع تصويت الأتراك في الكويت وقطر والسعودية هو على الأرجح وضع العلاقة بين تركيا والدول المضيفة المعنية"، وفقا لسينم.

وأوضحت أن "تركيا تتمتع بعلاقات وثيقة مع الكويت وقطر، كما قامت مؤخرا بإصلاح العلاقات مع السعودية والإمارات. وأدت العلاقات المتوترة سابقا بين أنقرة والرياض إلى إغلاق مدارس تركية وفرض حظر تجاري غير رسمي أثر سلبا على الأتراك الذين يعيشون ويعملون في السعودية".

وقال تركي يعيش في السعودية إن "الأتراك الذين يمتلكون شركات في المملكة ربما صوتوا لصالح أردوغان وتحالفه خوفا من تدهور العلاقات الثنائية بين الرياض وأنقرة في حال فاز معارضو أردوغان".

واعتبر تركي في قطر أن "أحد الأسباب المحتملة للدعم الذي حصل عليه التحالف الحاكم قد يكون خطاب التحالف المعارض المعادي للعرب واللاجئين".

فيما قال تركي بالكويت إن "الذين صوتوا للمعارضة في الانتخابات السابقة، فضلوا عدم التصويت لها في انتخابات هذا العام بسبب الانقسام داخل تحالف المعارضة، الذي يتكون من ستة أحزاب ذات آراء سياسية وأيديولوجية متباينة".

جهود التطبيع

وقد تلعب إعادة ضبط مؤشر السياسة الخارجية التركية، بحسب سينم، دورا في تشكيل خيارات التصويت بين الأتراك في دول الخليج العربية.

وتابعت: "هناك عدد كبير من الأتراك في دول الخليج ينحدرون من جنوب تركيا، ولهم أقارب عبر الحدود في سوريا. ويبدو أن تغير سياسة الحزب الحاكم تجاه سوريا هي أحد العوامل المهمة التي تحدد المواقف في هذه الجولة من الانتخابات".

وأردفت أنه "في مقابلة مع قناة الجزيرة، انتقد حلاق تركي يعمل في السعودية سياسة أنقرة تجاه سوريا فقال: "عندما يحدث شيء ما في سوريا، نشعر به نحن. لدينا الجنسية التركية، لكن أصولنا عربية".

وزادت سينم بأنه "على هذه الخلفية، قد تكون جهود التطبيع الأخيرة التي قامت بها تركيا مع الحكومة السورية، وكذلك مع دول المنطقة، أحد العوامل التي حولت الأصوات باتجاه التحالف الحاكم في انتخابات هذا العام".

وختمت بأن "الأتراك في دول الخليج سيتمكنون مرة أخرى من الإدلاء بأصواتهم بين 20 و22 مايو/أيار الجاري لتحديد مَن سيكون الرئيس القادم لتركيا، ويبقى أن نرى ما إذا كانت أنماط التصويت الحالية ستستمر". وعلى عكس نتائج الانتخابات الرئاسية، فاز تحالف الشعب بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 بأغلبية مقاعد البرلمان، واحتل تحالف الأمة المعارض المرتبة الثانية.

المصدر | سينيم جنكيز/ أمواج ميديا- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الخليج الأتراك انتخابات أردوغان كليتشدار أوغلو تركيا