تبحث الولايات المتحدة ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو) توفير خطة أمنية جديدة لدعم أوكرانيا في الحرب مع روسيا، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal).

الصحيفة تابعت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن قادة غربيين، بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وصفوا تلك الخطة بـ"النموذج الأمني الإسرائيلي"، ورجحت التوقيع عليها بعد قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" المقبلة.

وأوضحت أنه مع الأنباء قبل أيام عن سقوط مدينة باخموت شرقي أوكرانيا في أيدي مجموعة "فاجنر" المرتزقة الروسية، اتجه التركيز إلى كيفية تحويل أوكرانيا إلى "حصن" ضد الغزو الروسي المتواصل منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وعلى الرغم من أن إسرائيل ليست عضوا في "الناتو"، كما أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بتقديم المساعدة لها، إلا أن تل أبيب تتمتع منذ عقود بـ"علاقة خاصة" مع واشنطن، باعتبارها أقوى شريك للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأكبر متلقٍ للمساعدات الخارجية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945).

وحاليا، المساعدات الأمريكية لإسرائيل محددة في اتفاقيات تبلغ مدتها 10 أعوام، ويُلزم أحدث اتفاق واشنطن بتقديم مساعدات عسكرية لتل أبيب بقيمة 38 مليار دولار بين عامي 2019 و2028.

ويرى مسؤولون غربيون أن اتخاذ تدابير مشابهة من أجل أوكرانيا "قد يغير الحسابات" في صراعها الحالي مع روسيا، بحسب الصحيفة.

أولوية لأوكرانيا

وقال الرئيس البولندي أندريه دودا للصحيفة إن "اتفاقا بشأن خطة أمنية على الطريقة الإسرائيلية تتم مناقشته لإعطاء الأولوية لنقل الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة إلى أوكرانيا".

وتابع دودا، أحد أشد المؤيدين لجهود أوكرانيا في الحرب، أن بايدن حين زار بولندا في فبراير/ شباط الماضي ناقش فكرة "النموذج الإسرائيلي".

وأردف أن الفكرة تكتسب زخما بين الحلفاء الغربيين، لتمثل جزءا من جدول أعمال قمة "الناتو" في يوليو/ تموز المقبل بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس.

ومضى قائلا إن "المناقشات بشأن هذا الأمر جارية الآن". لكنه لم يقدم أي تفاصيل بشأن الأسلحة أو التكنولوجيا التي قد يتم نقلها إلى أوكرانيا بموجب الاتفاق، غير أن بلاده زودت كييف بالفعل بمعدات دفاعية بينها مقاتلات سوفيتية من طراز "ميج-29".

فيما أفاد مسؤولون غربيون بأن الاتفاق الأمني المأمول سيكون مرتبطا بعملية التحرك نحو انضمام أوكرانيا إلى الـ"الناتو" في المستقبل، ولكن من دون جعل الحلف طرفا في أي صراع مع موسكو، التي تبرر هجومها بأن خطط كييف للانضمام إلى "الناتو" تشكل تهديدا للأمن القومي الروسي، وفقا للصحيفة.

بعد قمة "الناتو"

ونقلا عن مصادر مطلعة على المناقشات لم تسمها، ذكرت الصحيفة أنه من المرجح التوقيع على الاتفاق الأمني، الذي يستند إلى مقترح يُعرف باسم "ميثاق كييف الأمني"، بعد قمة "الناتو".

وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية للصحيفة إن مناقشة النموذج الإسرائيلي "جاءت كوسيلة لمعالجة القضايا الأمنية لأوكرانيا"، مشددا على أن انضمام أوكرانيا إلى "الناتو" لن يحدث قريبا.

وزاد بأن ملامح الاتفاق الدفاعي مع أوكرانيا لا تزال غير واضحة، حتى وإن كان يستند بشكل كبير إلى النموذج الأمني الإسرائيلي، مضيفا: "ما زلنا نناقش مع أوكرانيا والحلفاء والشركاء الشكل الذي سيبدو عليه النموذج".

مساعدة فورية

وأمام نظرائه في "مجموعة السبع" باليابان قال بايدن قبل أيام إن الولايات المتحدة ستدعم تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات "إف-16"، ما يمثل خطوة هامة لتزويد أوكرانيا بالمقاتلات الأمريكية، وفقا للصحيفة.

لكن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو حذر من أن تزويد أوكرانيا بتلك الطائرات سيؤدي إلى تصعيد الصراع، قائلا إن "الدول الغربية تواصل التمسك بسيناريو التصعيد، والذي يحمل في طياته مخاطر جسيمة".

وقالت "وول ستريت جورنال" إن مجموعة التدابير الأمنية الملزمة ستكون بمثابة وسيلة لتقديم مساعدة فورية للجيش الأوكراني، الذي يستعد لشن هجوم مضاد متوقع، يهدف إلى دفع روسيا خارج الأراضي التي استولت عليها.

وزادت بأن الضغط لإبرام اتفاق أمني يأتي في الوقت الذي يتحرك فيه الغرب لزيادة الدعم المقدم إلى كييف عبر توفير دبابات وأنظمة دفاع جوي أمريكية وألمانية متطورة، وزيادة إنتاج القذائف والذخيرة التي تحتاجها القوات على الخطوط الأمامية للقتال.