صحيفة يابانية: الدول العربية فضلت المصالح على القيم بعد احتضان النظام السوري

الأربعاء 24 مايو 2023 04:09 م

اعتبرت صحيفة اليابان نيوز الناطقة بالإنجليزية، أن الدول العربية اختارت المصالح على حساب القيم عقب استعادة سوريا لعضويتها المعلقة في الجامعة العربية منذ 2011.

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها، أنه لا مفر من الشعور بأن ثمة شيء خاطئ في قرار عودة سوريا للجامعة العربية والذي من شأنه إعادة تأهيل نظام الرئيس بشار الأسد بعد 12 عام من عزلته جراء جرائمه التي ارتكبها بحق شعبه.

وأوضحت أن مشهد احتضان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس السوري في القمة العربية الأخيرة أعطى انطباعا قويًا بأن سوريا عادت إلى الساحة الدبلوماسية.

صرح ولي العهد في المؤتمر أن السعودية "لن تسمح لمنطقتنا بأن تتحول إلى ساحة صراعات"، لكن بحسب الصحيفة فإن نظام الأسد هو الذي خلق مستنقع الصراع.

وذكرت أن الأسد أقدم على قمع المظاهرات التي انتشرت للمطالبة بتنحيه إبان الربيع العربي، بشدة، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية مع المتمردين على حكمه.

وفي أعقاب ذلك، استنكر المجتمع الدولي استخدام الأسلحة الكيماوية والمجازر من قبل قوات نظام الأسد، كما قامت الجامعة العربية بطرد سوريا أيضًا.

حتى الآن، من بين حوالي 21 مليون نسمة في سوريا، لقي أكثر من 350 ألف شخص حتفهم في الحرب الأهلية، وأجبر حوالي 12 مليونًا على الفرار داخل وخارج البلاد.

كانت السعودية ودول أخرى تدعم المعارضة السورية، ولكن طالما أن الأسد سيبقى على يقين في السلطة، فربما اعتبروا أنه من المستحسن قبول الوضع الراهن والحفاظ على مستوى معين من العلاقة مع النظام.

وجاءت الخطوة العربية بالتطبيع مع سوريا بالرغم من موقف النظام في دمشق لم يتغير، لكن هذه الخطوة ربما ترمز إلى الاتجاه المتنامي في الشرق الأوسط نحو إعطاء الأولوية للمصالح على حساب القيم مثل الحرية وحقوق الإنسان.

ربما يكون وراء تلك الخطوة العربية تجاه سوريا التراجع الكبير في نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ونأي الرياض بنفسها عن واشنطن التي أصبحت أكثر ميل للانخراط في منطقة المحيطين الهندي والهادي وانتقاد حقوق الإنسان بالمملكة.

في الوقت نفسه، تعمل روسيا على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط من خلال مساعدتها العسكرية لنظام الأسد. كما جعلت الصين وجودها محسوسًا من خلال التوسط في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران في مارس/ أذار من هذا العام.

وقالت الصحيفة إنه هناك شكوك في أن لعبة القوة التي تشمل الصين وروسيا ستزيد من تعقيد الوضع الإقليمي. هناك مخاوف بشأن الوضع الذي ستنتشر فيه سياسات الذراع القوية، وأن تصبح الحالة العامة للشرق الأوسط أكثر سيولة.

 

المصدر | اليابان نيوز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليابان الشرق الأوسط المصالح العربية