قلة الخبرة بحرب المدن ترجح عدم حسم معركة الخرطوم عسكريا

الأحد 28 مايو 2023 05:01 م

قال أندرو مكجريجور، وهو خبير في القضايا الأمنية، إن القدرات المختلفة لكل من الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية وقلة خبرتهما في حرب المدن، تجعل من الصعب على كل منهما الانتصار في معركة الخرطوم.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)؛ ما أودى بحياة مئات المدنيين وأصاب الآلاف بجروح، وأطلق موجة جديدة من النزوح واللجوء في أحد أفقر دول العالم.

مكجريجور تابع، في تحليل بـ"مؤسسة جيمس تاون" الأمريكية للأبحاث (The Jamestown Foundation) ترجمه "الخليج الجديد"، أن "جناحين مختلفين جدا من الجيش السوداني في صراع للسيطرة على السكان الذين يفضلون إلى حد كبير الحكم المدني الديمقراطي بعد عقود من الركود السياسي والاقتصادي في ظل الحكم العسكري".

وبين القائدين خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد أن انقلب عليهم البرهان في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 حين كان متحالفا مع حميدتي.

وأردف مكجريجور أن "الاختلافات في التكوين العرقي والتدريب والأسلحة دفعت الجيش والدعم السريع إلى تبني استراتيجيات وتكتيكات مختلفة في بحثهم عن النصر، وعلى الرغم من أن السودان ثالث أكبر دول أفريقيا مساحة، إلا أن ساحة المعركة الرئيسية هي منطقة ثلاثية المدن وهي الخرطوم وأم درمان وبحري، مما يشكل مشكلة للمقاتلين".

تضاريس مختلفة 

و"لا يمتلك الجيش ولا الدعم السريع خبرة كبيرة في حرب المدن، فالحرب السودانية هي قتال في الصحراء والأدغال والجبال"، وفقا لمكجريجور.

وأضاف أنه "في البداية، كان الهدف من قوات الدعم السريع هو العمل في المساحات المفتوحة الكبيرة في السودان والحدود البعيدة ذات الأهمية الاستراتيجية، وتتكون معداتها التشغيلية الرئيسية من سيارات دفع رباعي مسلحة بمدفع رشاش من عيار 50".

وأوضح مكجريجور أنه "على الرغم من أن هذه التقنية مصممة للاستخدام في الصحراء، إلا أنها أكثر ذكاءً في حرب المدن من مدرعات الجيش. وبدأت قوات الدعم السريع بدون مدرعات خاصة بها ثم استولت على الكثير وبينها دبابات أوكرانية الصنع، على الرغم من أنها لا تملك أطقم مدربة لتشغيلها".

وتابع أن "الضربات السريعة على قواعد الجيش سمحت للدعم السريع بمصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، كما واصلت تلك القوات الاعتماد على ضربات الكر والفر على البنية التحتية العسكرية والمدنية بدلا من السيطرة على الأراضي والدفاع عنها، وهي تكتيكات مألوفة أكثر للجيش النظامي".

ضغط على الجيش

كما أن قوات "الدعم السريع"، بحسب مكجريجور، "قادرة على سحب معظم قواتها إلى العاصمة لأنها لا تتحمل حاليا أي مسؤولية عن الأمن القومي، بينما لا يزال الجيش مسؤولا عن الحدود التي كانت في السابق مسؤولية الدعم السريع، واحتواء حركات التمرد في جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق".

وأردف أن "استراتيجية الدعم السريع تتمثل في تفريق قواتها بالمناطق المدنية في المدينة الثلاثية لإبطال تفوق الجيش في المدرعات والطائرات والمدفعية، مع ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي على الجيش بحرمان السكان المدنيين من الاحتياجات والخدمات الأساسية".

واستطرد: "كما تستخدم الدعم السريع الميزة الجوية للجيش ضده، فالأضرار التي لحقت بالمناطق السكنية والبنية التحتية من القصف تنفر السكان من الجيش، فيما حصلت الدعم السريع على أنظمة صواريخ مضادة للطائرات أثناء انتشارها في اليمن، وربما استولت على المزيد في الأيام الأولى للصراع، ومنذ ذلك الحين ادعت أنها أسقطت عدة طائرات تابعة للجيش".

ورجح مكجريجور أنه "مع عدم احتمال الحسم عسكريا، وفي ظل تعقيد المفاوضات (تستضيفها في السعودية) بسبب الخصومات القبلية وعودة ظهور الإسلاميين الذين هيمنوا (على السلطة) لفترة طويلة، تزداد احتمالات العودة إلى السلام على المدى القصير أكثر من أي وقت مضى".

المصدر | أندرو مكجريجور/ مؤسسة جيمس تاون - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان الجيش حرب المدن الدعم السريع حسم عسكري