بفوزه بفترة رئاسية جديدة لمدة 5 سنوات مساء الأحد، تترسخ مسيرة مليئة بالانتصارات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان (69 عاما) زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، مقابل رحلة انتكاسات لزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو (74 عاما).

ووفقا لنتائج رسمية غير نهائية، حصد أردوغان 52.14% من الأصوات مقابل 47.86% لكليتشدار أوغلو، بعد فرز 99.43% من صناديق الاقتراع في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، وفقا لرئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينار.

وخلال 29 عاما، حقق أردوغان انتصارات انتخابية عديدة مع حزبه، بداية من الفوز بانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول في 1994، حتى وصفته وكالة الصحافة الفرنسية، عشية جولة الإعادة، بـ"الزعيم الذي لا يقهر".

ويتولى أردوغان الحكم منذ 20 عاما كرئيس للوزراء ثم رئيس للجمهورية، وفاز مع حزبه بانتخابات برلمانية ورئاسية واستفتاءات، وهي مسيرة لا مجال لمقارنتها بالرحلة السياسية لكليتشدار أوغلو زعيم الحزب الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية عام 1923.

خسائر متتالية

والأحد، خسر كليتشدار أوغلو انتخابات الرئاسة على الرغم من أنه كان مدعوما من تحالف واسع يضم 6 أحزاب معارضة، بالإضافة إلى أنه تلقى مؤخرا دعما من رئيس حزب "النصر" المعادي للاجئين أوميت أوزداغ.

وهذه ليست الخسارة الأولى لكليتشدار أوغلو، ففي 2009 خسر انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول أمام قدير طوباش مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002.

وفي 2010، قاد كليتشدار أوغلو حملة المعارضة لإسقاط استفتاء دستوري دعمته الحكومة لتعديل الدستور وتقريبه من معايير الاتحاد الأوروبي، لكن التعديل حظي بموافقة 57.9% مقابل معارضة 42.1%.

وفي انتخابات 2011، حافظ العدالة والتنمية على أغلبيته البرلمانية ولم يستطع كليتشدار أوغلو أن يحقق ما وعد به أنصاره.

وبعد ثلاثة أعوام، دعم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السابق أكمل الدين إحسان أوغلو في مواجهة أردوغان، لكن الأخير حسم الانتخابات لصالحه.

وخلال انتخابات مبكرة نهاية 2015، استعاد العدالة والتنمية سريعا أغلبيته البرلمانية بعد أن فقدها في وقت سابق من ذلك العام، في ضربة لكليتشدار أوغلو.

وبعد عامين فشل مرة أخرى في منع إقرار تعديلات دستورية عبر استفتاء، أبرزها اعتماد نظام رئاسي بدلا من البرلماني ومنح صلاحيات كبيرة لرئيس الجمهورية وإلغاء منصب رئيس الوزراء.

وفي انتخابات 2018، فاز أردوغان بانتخابات الرئاسة على حساب محرم إنجه مرشح حزب كليتشدار أوغلو.

بالعام التالي، تمكن حزب الشعب الجمهوري من الفوز بمنصبي عمدة كل من أنقرة وإسطنبول، لكن إجمالا فاز العدالة والتنمية في 39 بلدية مقابل 21 لحزب كليتشدار أوغلو.

وفي 14 مايو/ أيار الجاري، فاز تحالف الجمهور، بقيادة العدالة والتنمية، بأغلبية برلمانية مريحة، وتلاه تحالف الأمة، بقيادة حزب الشعب الجمهوري.