استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ديسانتس وترامب وسباق الرئاسة الأمريكية

الأربعاء 31 مايو 2023 04:34 ص

ديسانتس وترامب وسباق الرئاسة الأمريكية

أعلن رون ديسانتس، خوض سباق الرئاسة فى 2024 وهو حاكم فلوريدا الولاية التي «تشن حربًا شاملة ضد السود».

حظرت فلوريدا الحديث عن العنصرية بالمدارس وتدريس تاريخ السود وأوقفت تمويل جامعات الولاية التى تسعى لإرساء التعددية.

قبل انتخابه لمجلس النواب كان رون ديسانتس بالجيش وخدم فى سجن غوانتانامو وأشرف شخصيًا على التعذيب. ثم خدم فى العراق أيضًا.

أطلقت كبرى منظمات السود الأمريكية بيانًا دعا سود أمريكا لتجنب زيارة ولاية فلوريدا مشيرة إلى أن الولاية باتت أرضًا «معادية علنًا لسود أمريكا»!

يعادي ديسانتس المهاجرين، مثل ترامب، ويدعم بناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك، وشحن المهاجرين فى باصات إلى مدن يحكمها ديمقراطيون ليتخلص منهم.

يستخدم ديسانتس خطابًا يخلو من العبارات الفجة التى يستخدمها ترامب، فضلًا عن أنه يبلغ من العمر 44 عامًا، أى أنه أصغر من ترامب، بل وبايدن، بحوالى ثلاثين عامًا.

لا فرق بين ترامب وديسانتس حول السياسات، بل حول الأسلوب والمسلك الشخصى. فمنذ بات حاكم الولاية يشن ديسانتس حملة لتطهير المكتبات من أي إشارة للعنصرية أو لتاريخ أمريكا الحقيقي.

* * *

على طريقة بيانات التحذير التى تُطلقها وزارة الخارجية الأمريكية تنصح فيها رعاياها فى الخارج بتجنب زيارة مناطق تراها تهدد حياتهم، أطلقت كبرى منظمات السود الأمريكيين، «الاتحاد القومي لنهوض الملونين» NAACP، بيانًا دعا سود أمريكا لتجنب زيارة ولاية فلوريدا، مشيرة إلى أن الولاية باتت أرضًا «معادية علنًا لسود أمريكا»!

ومناسبة الحديث عن البيان أن حاكم الولاية، رون ديسانتس، أعلن خوض سباق الرئاسة فى 2024. والبيان أكد أن الولاية «تشن حربًا شاملة ضد السود»، عبر حظر الحديث عن العنصرية بالمدارس ومحاربة تدريس تاريخ السود ووقف تمويل جامعات الولاية التى تسعى لإرساء التعددية.

وقالت مسؤولة الاتحاد بالولاية إن التحذير هدفه أن تعرف باقى الولايات الأمريكية حجم الألم الذى يُلحقه ديسانتس بسود الولاية. وأضافت: «نرجوكم، قبل السفر للولاية، أن تدركوا أن فلوريدا تحط من شأن إسهامات السود الأمريكيين وتُهمشها، وتنتبهوا للتحديات التى تواجه السود وغيرهم من غير البيض فى الولاية».

ورون ديسانتس، الجمهورى، الذى يمثل أقصى يمين الحزب، ليس غريبًا عن الساحة السياسية. فهو كان، قبل منصبه الحالى، عضوًا بمجلس النواب ثلاث دورات متتالية.

ورغم أن الرجل فاز بالمنصب بهامش ضئيل للغاية فقد أعيد انتخابه العام الماضى بأغلبية مريحة. وقبل انتخابه لمجلس النواب كان ديسانتس بالجيش وخدم فى سجن غوانتانامو، وأشرف شخصيًا على التعذيب. ثم خدم فى العراق أيضًا.

وديسانتس حين انتُخب أول مرة بمجلس النواب عام 2012، قال إن هدفه الأساسى هو «تعطيل أوباما»، وهو يقول اليوم علنًا إنه لو فاز بالرئاسة فسوف يلغى كل ما حققه بايدن داخليًا.

وحين ترشح لمنصب حاكم الولاية عام 2018، سعى للحصول على دعم ترامب، الذى أيده فعلًا ووصفه بأنه «عظيم». لكنهما اليوم يتنافسان على ترشيح الحزب الجمهورى فى 2024.

والحقيقة أنه لا يوجد اختلاف بين ترامب وديسانتس حول السياسات، وإنما حول الأسلوب والمسلك الشخصى. فمنذ توليه منصب حاكم الولاية يشن ديسانتس حملة لتطهير المكتبات من أى إشارة للعنصرية أو لتاريخ أمريكا الحقيقى.

وهو فى ذلك يقدم نسخة مصغرة لما فعله ترامب فى الحكم حين شكل لجنة لدعم ما سماه «تعليم الوطنية» قامت قبل نهاية عهده بيومين فقط بإصدار تقرير قال أساتذة التاريخ إنه عبارة عن «تسييس للتاريخ»، ويقدم صورة ملفقة انطوت على عشرات الأخطاء.

وديسانتس يعادى المهاجرين، تمامًا مثل ترامب، ويدعم بناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك، بل إنه شحن المهاجرين فى باصات إلى مدن يحكمها ديمقراطيون ليتخلص منهم. لكن ديسانتس يستخدم خطابًا يخلو من العبارات الفجة التى يستخدمها ترامب، فضلًا عن أنه يبلغ من العمر 44 عامًا، أى أنه أصغر من ترامب، بل وبايدن، بحوالى ثلاثين عامًا.

وهو بارع فى جمع الأموال اللازمة لحملاته الانتخابية وجذب جماعات المصالح، وكلاهما جوهرى بمعركة الرئاسة. انظر لزيارته لإسرائيل حتى قبل أن يُعلن رسميًا ترشحه للرئاسة.

واللافت للانتباه أن ديسانتس فى خطابه يوم إعلان ترشحه، وعلى طريقة ترامب، لم يخاطب إلا قاعدة الحزب الجمهورى، أي أقصى يمين الحزب، بما يعنى أنه ينافس ترامب فى ملعبه الرئيسي.

ومع ذلك، يظل من المبكر للغاية التقليل من فرص ديسانتس. صحيح أن ترامب لايزال يتمتع بشعبية كاسحة لدى قواعد الحزب الجمهورى، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان قطاع من اليمين الدينى، على الأقل، سيجد ضالته فى ديسانتس فترجح كفته.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب ديسانتس فلوريدا سود أمريكا عنصرية تاريخ أمريكا اليمين الديني قاعدة الحزب الجمهوري سباق الرئاسة الأمريكية