سلطت صحيفة "فرونت بيج أفريكا" الضوء على ما وصفتها بـ "فضيحة" اختفاء الآلاف من شكائر الأرز التي تبرعت بها المملكة العربية السعودية إلى ليبيريا، مشيرة إلى اتهامات بتورط مدير الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث (NDMA)، هنري ويليامز، ونائبه، أوجستين تامبا، في عملية "نقل غامض" لـ  5 آلاف شيكارة من مونروفيا إلى مركز في جبارنجا، بمقاطعة بونج.

وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الحكومة السعودية سلمت شحنة الأرز، التي تبلغ قيمتها 500 ألف دولار، إلى مكاتب الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث بالعاصمة مونروفيا، في 5 أبريل/نيسان الماضي، بإجمالي 29412 شيكارة، بهدف توزيعها على ضحايا الكوارث والمواطنين الليبيريين المعرضين للخطر.

لكن الاتهامات تحوم حول الوكالة وإدارتها بالتورط في بيع جزء من شحنة الأرز السعودية، ما دفع الرئيس الليبيري، جورج ويا، إلى تكليف وزير الخارجية، دي ماكسويل كيمايا، بإجراء تحقيق، والذي قام بدوره ببتشكيل لجنة من 4 أعضاء، برئاسة رئيس ديوان وزير الخارجية.

وفي تقييم أولي مسرب، أكدت اللجنة أن وكالة إدارة الكوارث تلقت 29412 شيكارة أرز من شركة Fouta Corporation، فيما تشير السجلات إلى أن الوكالة وزعت 7774 شيكارة فقط.

وأوصت لجنة التحقيق بالتدخل العاجل وإجراء مزيد من التحقيقات لتحديد ما إذا كانت الـ 7774 شيكارة من الأرز قد وصلت إلى المستفيدين المقصودين أم لا.

وأشار التقرير إلى أن رسالة مؤرخة في 12 أبريل/نيسان الماضي، موجهة إلى نائب مدير العمليات، إدريس بيليتي من وكالة الأمن العام، وموقعة من قبل نائب مدير العمليات في وكالة إدارة الكوارث، أوجسطين تامبا، طلبت الإفراج عن 11200 شيكارة من الأرز بشكل تدريجي وفقًا لأمر التوزيع المعتمد من قبل مدير الوكالة، هنري ويليامز.

 وبناءً عليه، طلبت رسالة مؤرخة في 12 أبريل /نيسان الماضي، بتوقيع تامبا، نائب مدير الوكالة بإرسال 5 آلاف شيكارة من أصل 11200 شيكارة مخزنة ليتم نقلها جبارنجا.

ورغم ذلك، أبلغت المشرفة اللوجستية بالوكالة، روسيتا جاباساي بواه"، لجنة الحقيق بأنه لم يتم تسليم أي أرز إلى مركز جبارنجا الإقليمي.

وسلط التقرير الضوء على الحالة المتدهورة للأرز في مستودعات الوكالة، ما يجعل أي جرد مادي لتلك المستودعات مستحيلاً، وشدد على الحاجة إلى التخزين المناسب.

وإزاء ذلك، تجد لجنة التحقيق صعوبة في تحديد ما إذا كان قرار إدارة وكالة إدارة الكوارث بإعادة توجيه 5 آلاف شيكارة من الأرز إلى مواقع مختلفة قد تم بحسن نية أم لا.

غير أن "فرونت بيج أفريكا" علمت، من مصادرها، التي وصفتها بأنها "موثوقة"، أن توزيع شحنة الأرز السعودية في مقاطعة لوفا، تم بإشراف ممثل مقاطعة مونتسيرادو رقم 5، توماس فلاح، وهو عضو في اللجنة التنفيذية الوطنية للائتلاف من أجل التغيير الديمقراطي الحاكم (CDC).

ورغم أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان فلاح قد اشترى الأرز من وكالة إدارة الكوارث  أم لا، فقد ألمح مصدر بالوكالة إلى أن نائب مدير عملياتها، أوجسطين تامبا، كان العقل المدبر وراء تسليم الأرز إلى فلاح.

وعندما تم الاتصال به عبر الهاتف خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال تامبا: "لا أعرف ما الذي تتحدثون عنه. في الواقع، أولئك الذين أجروا التحقيق ليسوا مدققين".

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم إجراء تحقيق جنائي شامل في الواقعة، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن فضيحة الفساد من شأنها أن تثني الدول الصديقة عن مد يد المساعدة إلى الليبيريين.