استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حصاد التنازلات الإيرانية!

الاثنين 1 فبراير 2016 07:02 ص

تحتفل إيران، بعد أسبوع، بالذكرى السابعة والثلاثين لقيام الثورة التي أطلقها الخميني من منفاه في باريس. وللمفارقة عاد للتو أيضاً الرئيس الإيراني «حسن روحاني»- الذي يُوصف بالاعتدال في توزيع الأدوار داخل مؤسسة الحكم في إيران- من باريس بعد أن فُرش له السجاد الأحمر واجتمع مع الرئيس فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس، وقبلها مع رئيس وزراء إيطاليا والرئيس الإيطالي الذي غطى التماثيل العارية في قصر «كابتوليني» في احترام لمشاعر روحاني، كما اجتمع أيضاً مع البابا!

ووقع على صفقات لشراء 118 طائرة مدنية، وعلى صفقات بنى تحتية، وأخرى في مجال صناعة السيارات لتعود شركة «بيجو» الفرنسية إلى إيران. وشملت الصفقات كذلك قطاعات الصحة والزراعة وتكنولوجيا التواصل المعلوماتي، لتبلغ قيمتها نحو 30 مليار «يورو» في فرنسا، و17 مليار «يورو» في إيطاليا. وهذا يؤكد عودة طهران مسلحة بالمال للمجتمع الدولي، وسيتقاطر مديرو كبريات الشركات على السوق الإيرانية الكبيرة، ما يفيد إيران ليس فقط كدولة تثير لُعاب الغرب وشركاته للاستثمار في سوقها الكبيرة، وإنما للتحالف في التعامل مع ملفات المنطقة الشائكة والمعقدة من أفغانستان إلى سوريا.

وسيشهد عام 2016 تحولات جذرية كبيرة على رغم صعوبته، والبداية كما نرى بالزخم لمحور روسيا وإيران والعراق وسوريا و«حزب الله». فروسيا تجر المعارضة السورية مرغمة إلى جنيف 3 في مفاوضات سراب، ووضع بشار الأسد أفضل عشرة أضعاف اليوم مما كان عليه قبل تدخل روسيا في سوريا، و«حزب الله» يمسك بالأمور في لبنان وأمينه العام يلقي بثقله خلف ميشيل عون، مرشحهم للرئاسة بعد أن فرّغ لبنان من مؤسساته ومنع انتخاب رئيس منذ مايو 2014!

وإيران تتحالف عسكرياً مع روسيا، وسياسيا وأمنياً واقتصادياً مع أميركا والغرب الذي يغض الطرف عن مشروعها الإقليمي ولا يستهدف حلفاءها في العراق وسوريا أو يصنفهم إرهابيين، ولا ينبس ببنت شفة حول تدخلاتها، وخلايا التجسس الإرهابية، وحربها الباردة ضدنا والتصعيد ضد السعودية، ويرفض روحاني من أوروبا الاعتذار للسعودية عن الاعتداءات على بعثتها الدبلوماسية في بلاده، بينما سارع وزير خارجيته للاعتذار للأمم المتحدة عن الاعتداءات وتعهد بعدم تكرارها!

هذه هي إيران بعد سبعة وثلاثين عاماً من الثورة، لا تزال تتصرف كثورة وبروح المواجهة والتحدي والتدخل باستفزاز في محيطها وجوارها العربي والإسلامي. وفي المقابل تتصرف بكل واقعية وبـ«تنازلات بطولية» وكدولة يُعول عليها وتُعقد الصفقات معها حين يتعلق الأمر بالغرب! ومع هذا فالغرب يرى ويتابع، ونحن معه، كيف أن إيران لم تنتقل بعد سبعة وثلاثين سنة على الثورة من مرحلة مشاغبة الثورة إلى رصانة ومسؤولية وكيان الدولة!

ومنذ البداية كانت طهران تنظر إلى برنامجها النووي وقد قال الرئيس أوباما ووزير خارجيته كيري: إن إيران كانت على بعد أشهر فحسب من أن تمتلك القنبلة النووية قبل أن تنجح مجموعة (5+1) من خلال سياسة العصا والجزرة في الإقناع بتجرع كأس السم من قبل مرشد آخر، ليبرر الجلوس مع الشياطين «الأكبر» و«الأصغر»، للتفاوض حول النووي، تحت شعار سوّغه الجناح المحافظ الحاكم بما أطلق عليه «التنازلات البطولية»! 

حيث أجبرت العقوبات القاسية والمؤلمة القيادة الإيرانية على الانحناء للعاصفة والرضوخ للواقع والانخراط في مفاوضات ماراثونية مع القوى الكبرى وصولًا لاتفاق إطار في نوفمبر 2013 واتفاق نهائي في يوليو 2015 وتطبيق الاتفاق النووي النهائي في يناير 2016 ورفع العقوبات وتعويم إيران وعودتها كدولة يُستقبل رئيسها ويُفرش له السجاد الأحمر في عواصم صنع القرار في أوروبا، بانتظار تتويج التقارب الأميركي- الإيراني بلقاء بين أوباما وروحاني، أو حتى اتصال.. بعد رفع العقوبات الأميركية والإفراج عن مليارات الأرصدة المجمدة.

لكن يجب الاعتراف أيضاً بأن إيران ليست كوبا والتقارب معها لن يكون بالسهولة التي يتصورها البعض.

وما نشهده اليوم في العلاقة المتردية بيننا وبين إيران، وفي المقابل العلاقة المزدهرة والمتنامية بينها وبين الغرب، هو تعبير عن سياسة البراغماتية الإيرانية ونتاج «تنازلات المرشد البطولية». وفي هذا مخالفة واضحة وصريحة لأهم مرتكزات الثورة الإيرانية، بالجلوس مع «الشيطان الأكبر».

وأخطر إنجازات «تنازلات المرشد البطولية» هو الاتفاق النووي مع القوى الكبرى. وعلى رغم ثغراته، إلا أنه حوّل إيران من خصم وعدو إيديولوجي واستراتيجي لأميركا والغرب إلى حليف، بل شريك إقليمي، وأطلق يد طهران في المنطقة لتقدم أوراق اعتمادها كوكيل حيث منحت الضوء الأخضر والغطاء الدولي، مع حلفائها وأذرعها، للمضي في مشروعها على حساب حلفاء الغرب التقليديين.

والملفت أكثر هو كيف تجاهل الغرب، وخاصة إدارة أوباما، العديد من الثغرات التي كان من الممكن تداركها لو أرادوا. ولكن هوس «أوباما» شخصياً ووزير خارجيته «كيري» اللذين لا يفوتان فرصة إلا ويدافعان فيها عن الاتفاق النووي وعن الاستجابة لرغبات المرشد بحصر التفاوض في الملف النووي دون غيره، أوجد تلك الثغرات في الاتفاق النووي، التي سأناقشها في المقال القادم.

* د. خليفة عبد الله الشايجي رئيس قسم العلوم السياسية- جامعة الكويت.

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

إيران الثورة الإيرانية الخميني روحاني خامنئي إيطاليا فرنسا المجتمع الدولي الاتفاق النووي أمريكا

الوجه الآخر لإيران

الهذيان الإيراني والخفة الروسية

هل أصبح لبنان جزءا من النفوذ الإيراني؟

ماذا يعرف العالم عن إيران؟

إيران وخسارة العقول والقلوب

الغرب و«التطبيع» مع متشددي إيران عبر «الإصلاحيين»

أسطورة التشدد والبراغماتية في إيران

هل تصبح إيران شيطان العرب الأكبر؟