من مهرجان كان.. مشاهد لتنامي القوة الناعمة السينمائية في السعودية

الجمعة 2 يونيو 2023 05:45 م

كانت مرافقة محمد التركي الذي يرأس مؤسسة البحر الأحمر للأفلام في السعودية، للنجمة العالمية نعومي كامبل، على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي، الأسبوع الماضي، أحد أقوى مشاهد المهرجان، خاصة أن التركي يمثل بلدًا تم حظر دور السينما فيه حتى 5 سنوات مضت.

التركي، حسب تقرير موقع "المونيتور"، وترجمه "الخليج الجديد"، انتشر اسمه بشكل كبير في أكبر تجمع سينمائي في العالم على الريفييرا الفرنسية.

وصنعتمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، التي تأسست قبل عامين، في الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي حضورا استثنائيا وفريدا أثبتت من خلاله حضورها القوي والفعال، كأحد أبرز المؤسسات الداعمة للسينما في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم.

وكان للمؤسسة أنشطة متعددة نفذت خلال هذه الدورة من المهرجان، بالإضافة للدعم الضخم للأعمال السينمائية من مختلف المناطق حول العالم، وأخيرا تتويج هذا الأفلام بالعديد من الجوائز، في دلائل واضحة على وصول هذا الدعم لصناع ومشاريع سينمائية قادرة على لفت الأنظار، لتصبح من أبرز الأعمال التي عرضت ضمن فعاليات المهرجان.

ومولت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي 168 فيلمًا في عامين، من بينها 8 أفلام في المسابقة الرسمية بمهرجان "كان" هذا العام.

صندوق مهرجان البحر الأحمر دعم فيلم "Jeanne Du Barry" الذي عرض في حفل افتتاح مهرجان كان، وحصد على اهتمام إعلامي كبير وضخم لكونه العمل السينمائي المنتظر للنجم الأمريكي جوني دياب.

كما مول المهرجان السعودي كذلك فيلم "بنات ألفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، رغم مخالفته للقيم السعودية التقليدية.

وكذلك هناك 4 أفلام أخرى، وهي فيلم "عصابات"، وفيلم "كذب أبيض"، وفيلم "وداعا جوليا"، وفيلم "النذير".

وهناك 5 من الأفلام المدعومة من صندوق البحر الأحمر، وسوق البحر الأحمر، استطاعت أن تحصد العديد من الجوائز ضمن فعاليات الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي، في إشارة واضحة على حجم الاختيار المميز، والدعم الصائب الذي ساهم بقوة في إظهار العديد من المواهب وصناع السينما، خلال فعاليات هذه الدورة.

واستطاعت 4 أفلام أن تحصد جوائز مسابقة "نظرة ما" إحدى أبرز المسابقات المهمة في كان، فحصد فيلم "عصابات"، من إخراج كمال الأزرق، على جائزة لجنة التحكيم، وفيلم "كذب أبيض"، من إخراج أسماء المدير على جائزة أفضل إخراج، وفيلم "وداعًا جوليا" للمخرج محمد كردفاني على جائزة الحرية، وفيلم "النذير"، من إخراج بالوغي على جائزة الصوت الجديد.

كما فاز كذلك كل من فيلم "بنات ألفة" للمخرجة لكوثر بن هنيّة، وأيضا فيلم  "كذب أبيض" للمغربية أسماء المدير، بجائزة العين الذهبية كأفضل فيلمين وثائقيين في الدورة، وقد حصل كل من الفيلمين كذلك على دعم من مؤسسة البحر الاحمر.

يقول عماد إسكندر مدير مؤسسة البحر الأحمر للسينما: "تعلمنا احترام الثقافات الأخرى".

ويتابع قائلاً: "لقد شجّعنا الانفتاح الذي قاده (ولي العهد السعودي) الأمير محمد بن سلمان والملك سلمان بن عبد العزيز"، وخصوصاً المبادرة عام 2017 إلى رفع حظر دور السينما الذي استمر 35 عاماً.

ويضيف: "المؤسسة تركز على صانعي الأفلام العرب والأفارقة"، متابعا: "طالما لدينا الموارد، فنحن نريد خدمة المنطقة، لكننا ننتهز الفرصة أيضًا لمعرفة المزيد".

مهرجان البحر الأحمر اهتم كذلك بالاحتفال بالأصوات النسائية البارزة في السينما، حيثت استضاف المهرجان وفانيتي فير- أوروبا حفلاً لتسليط الضوء على إنجازات المرأة في عالم صناعة السينما، سواء أمام الكاميرا أو خلفها، للحديث عن دورها البارز في تشكيل صناعة السينما وإلهام الجيل الجديد من المواهب في السعودية وأفريقيا والهند.

وخلال الحفل، تم اختيار 6 شخصيات بارزات لتكريمهن، ووقع الاختيار عليهن بفضل جهودهن في اتخاذ خطوات كبيرة وكسر الحواجز وتمهيد الطريق للأجيال القادمة في صناعة السينما.

وشهد الحفل حضور عدد كبير من النجوم حول العالم، ومن بينهم سارة علي خان وفاطمة البنوي ورزان جمال وميلا الزهراني وتارا عماد وكاتي هولمز ومريم أوزرلي وكاثرين دينوف وهند صبري ونعومي كامبل ولوكاس برافو وتوني جارن وغيرهم.

وكتبت كامبل عن التركي على "إنستغرام": "فخورة بكل ما تفعله (redseafilm) الذي يصنع تاريخًا للعديد من الأفلام.. ويغير السرد".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Dr Naomi Campbell (@naomi)

وازدهر الدعم السعودي للفنون في ظل الحاكم الفعلي للمملكة، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع تدفق المليارات على المجالات التي كانت محظورة في السابق مثل الموسيقى والأزياء والرياضة، وفق تقرير "المونيتور".

فيما تقول منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن هذا يهدف إلى "تبييض سجل السعودية الحقوقي السيئ"، وإنه على الرغم من الإصلاحات الأخيرة، تواصل السعودية قمع المجتمع المدني، وإعدام المعارضين، والتمييز ضد المرأة، ودفن التحقيق في مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.

لكن معظم السعوديين يؤيدون الإصلاحات، ويقول مسؤولوها إنه من السخف توقع تحول المملكة إلى جنة ليبرالية، بين عشية وضحاها.

ويعتبر إسكندر أن مقولة إن المملكة تسعى إلى تلميع صورتها من خلال السينما لا تعدو كونها "كلاماً فارغاً".

ويضيف: "(هذه الاتهامات) تحزننا أكثر من أي شيء آخر.. تعالوا للتعرف على السعودية ثم تحدثوا عنا".

وبتابع: "لاحظ أن "الغرب وصل إلى ما هو عليه بعد سنوات من الحروب والنقاشات"، مضيفاً "نحن دولة عمرها 90 عاماً، اصبروا قليلاً".

على أي حال، تعمل حملة العلاقات العامة السعودية بلا هوادة، حتى أن تييري فريمو، مخرج مهرجان كان، احتفى باهتمام المملكة "بإنتاج الأفلام والسماح للفنانين بالظهور"، مشيدا في حوار مع مجلة "فرايتي" الأمريكية بتطور السعودية.

كما كان لافتا، انتشار لافتات في جميع أنحاء مدينة كان، تدعو المنتجين والمخرجين إلى التصوير في السعودية، بينما عرض جناحها أعمال المخرجين الشباب.

ونظمت جمعية "جيل 2030" التي تأسست عام 2019 لجمع المواهب الشابة السعودية والفرنسية النسخة الثانية من جولتها السينمائية السعودية.

يقول غيوم إسميول، رئيس سوق كان السينمائي الذي يقام إلى جانب المهرجان: "تطلب السعودية كل عام جناحًا أكبر، والمزيد من المرافق، ليكون أكثر حضورًا".

والسعودية ليست الدولة الوحيدة في المنطقة التي تستثمر بشكل كبير في السينما، فقد موّلت منافستها قطر 13 فيلماً في مهرجان كان هذا العام، بما في ذلك 3 أفلام في المسابقة الرئيسية، وهي هي "كلوب زيرو" لجيسيكا هاوسنر، و"بانيل إيه أداما" للفرنسية السنغالية راماتا-تولاي سي، و"عن الأعشاب اليابسة" للتركي نوري بيلجه جيلان.

وتقول فاطمة حسن الرميحي المدير التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: "لدينا الكثير من الإنتاجات الفرنسية".

وتضيف: "لا نريد أن نكون منعزلين، نريد صانعي الأفلام لدينا أن يكونوا منفتحين على مناطق أخرى وصانعي أفلام آخرين وأن يعملوا معهم."

قبل أن تؤكد أنه ليس لديها أي مخاوف من أن هذه الاستثمارات تهدف إلى نشر القوة الناعمة لقطر، وتقول: "من لا يفعل ذلك؟.. نحن نفعل ما نؤمن به، ولا نفقد هويتنا في نفس الوقت".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية السينما السينما السعودية كان مهرجان كان مؤسسة البحر الأحمر محمد التركي القوة الناعمة

سبايدر مان الجديد محظور في السعودية.. ما علاقة الشذوذ الجنسي؟

السينما السعودية تتقدم.. سطار يسجل إيرادات قياسية تقلق هولويود