استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ماذا تبقّى من المعارضة السورية؟

الثلاثاء 6 يونيو 2023 03:53 ص

ماذا تبقّى من المعارضة السورية؟

توجّه عربي وإقليمي ودولي لتطبيع العلاقات بالنظام السوري وإهمال القرارات الأممية الخاصة بالحل السياسي في سورية، خصوصاً القرار 2254.

متى تبادر قوى المعارضة إلى تجميع قواها بجسم وخطاب موحد، بعيداً عن المصالح الشخصية، ما يعيد إليها شيئاً من بريقها ويعيدها للساحة الدولية؟

يجري تهميش دور المعارضة السورية التي تفقد أهميتها شيئاً فشيئاً، وبشكل متسارع، لأسباب منها ما يتعلق بتركيبة هذه المعارضة، ودور روسيا حليف النظام الأبرز.

تشكك روسيا بحجم تمثيل المعارضة، وتصنع معارضات ومنصات تتبنى الرؤية الروسية للحل في سورية، لإشراكها ضمن الهيئات التمثيلية للمعارضة، مع ضعف الكفاءة السياسية لمعظم جهات تمثيل المعارضة.

* * *

تشهد الساحة السورية في الطرف المعارض حراكاً سياسياً مكثّفاً لمواجهة التحديات التي تهدد وجوده، وذلك بعد التوجّه العربي والإقليمي وحتى الدولي لتطبيع العلاقات مع النظام السوري على حساب إهمال القرارات الأممية الخاصة بالحل السياسي في سورية، وخصوصاً القرار 2254.

يتوازى ذلك مع تهميش دور المعارضة السورية التي تفقد أهميتها شيئاً فشيئاً، وبشكل متسارع، لأسباب منها ما يتعلق بتركيبة هذه المعارضة، منها ما يرتبط بدور روسيا الحليف الأبرز للنظام، باللعب على وتر التشكيك بحجم تمثيل المعارضة، وصناعة معارضات ومنصات تتبنى الرؤية الروسية للحل في سورية، بهدف إشراكها ضمن الهيئات التمثيلية للمعارضة، بالإضافة إلى ضعف الكفاءة السياسية لدى معظم الجهات التمثيلية المعارضة.

وحملت تركيبة الجهات التمثيلية للمعارضة أسباب فشلها، ويبرز من تلك الجهات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الذي لا يزال يمثل الجهة السياسية التمثيلية لقوى الثورة والمعارضة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي رغم تراجع دوره بسبب علاقته بتركيا، التي دخلت بمسار تطبيعي مع النظام، وبسبب انفصاله عن الحاضنة الشعبية للثورة السورية.

كما أن تشكيلة الائتلاف تتألف من مكونات ليس لها وجود فعلي على الأرض وشخصيات همّها تكريس بقائها من دون أي فاعلية سياسية، بالإضافة إلى انفصاله عن الحامل العسكري للمعارضة، أي فصائل الجيش الوطني وحتى اصطدامه بها أحياناً، الأمر الذي أفقده التأثير على الحاضن الشعبي للمعارضة والثورة، والقدرة على تطبيق أي من مخرجات الاتفاقات التي يوقعها.

كما تُعد الهيئة العليا للتفاوض الجسم التمثيلي المعني بالتفاوض مع النظام من خلال الأمم المتحدة بهدف تطبيق القرار 2254، ويشكّل الائتلاف الوطني أكبر مكوناتها بالإضافة إلى خمس كتل أخرى من بينها منصة موسكو المدعومة من روسيا.

ورغم أن الهيئة هي الجهة التمثيلية الوحيدة التي يمتلك العسكر كتلة ضمن مكوناتها، إلا أن هناك مناطق واسعة من سورية غير ممثلة بالهيئة (محافظة إدلب، وشرق الفرات). كما أنها لم تتمكن من تحقيق أي تقدّم في عملها، بل على العكس ساهمت بإفراغ القرار الدولي من مضمونه وحوّلته إلى تفاصيل سهّلت على النظام اللعب عليها. كما أن الدول التي تدعم النظام والدول العربية والإقليمية المتدخلة بالقضية السورية خلقت مسارات أخرى للحل أضعفت عمل الهيئة.

أما الجهة التمثيلية الثالثة فهي الحكومة السورية المؤقتة التي من المفترض أن تكون جهة تنفيذية، إلا أنها لم تتمكن بفعل ضعف الإمكانيات والتبعية المطلقة لتركيا من تحقيق شيء يذكر ولا تزال كياناً بلا فاعلية أو تأثير.

عدم جدية المجتمع الدولي في الوصول لحل جذري للقضية السورية، وعودة الكثير من الدول للتطبيع مع النظام السوري في دمشق، بالإضافة إلى العوامل الداخلية التي ما زالت تساهم في إضعاف وتشتيت المعارضة السورية، عوامل من شأنها أن تشكل دافعاً إضافياً لتعويم النظام وإقصاء المعارضة من المشهد ما لم تبادر قوى المعارضة إلى تجميع قواها بجسم وخطاب موحد، بعيداً عن المصالح الشخصية، ما يعيد إليها شيئاً من بريقها ويعيدها للساحة الدولية.

*عبسي سميسم رئيس تحرير صحيفة صدى الشام الأسبوعية.

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا سورية تطبيع النظام السوري القرار 2254 المعارضة السورية منصة موسكو الائتلاف الوطني قوى الثورة والمعارضة هيئة التفاوض السورية الحكومة السورية المؤقتة