تُوج نادي مانشستر سيتي الإنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعد تحقيقه لفوز صعب على إنتر ميلان الإيطالي بهدف دون رد في المباراة النهائية التي أقيمت مساء اليوم السبت 10 يونيو، على ملعب أتاتورك في مدينة اسطنبول التركية، ليُحرز مدربه بيب غوارديولا الثلاثية التاريخية المستعصية على جميع الأندية الإنجليزية منذ عام 1999 عندما حققها سير أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد.

أحرز هدف المباراة الوحيد، قائد وسط منتخب إسبانيا رودري، بتسديدة صاروخية خلال الشوط الثاني من المباراة التي عرفت تألقاً كبيراً من جانب حارس مرمى السيتي إيدرسون مورايش، حيث أنقذ إنفراداً صريحاً للاوتارو مارتينيز، وأبعد رأسية للوكاكو من على خط المرمى.

ضاعت الفرصة الأولى في الملحمة الختامية لدوري أبطال أوروبا من نجم وسط مانشستر سيتي، بيرناردو سيلفا، عندما سدد كرة مقوسة رائعة من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 6 مرت جوار المقص الأيمن بنصف ياردة بشكل غريب.

وخدع بيرناردو سيلفا الجناح الأيسر للإنتر ديماركو داخل المنطقة بتمويه جميل بالقدم اليمنى، قبل أن يسدد باليسرى على أقصى يمين الحارس أونانا الذي لم يتحرك عليها من شدة سرعتها ودقتها.

وشهدت الدقيقة 27 إنقاذ مثالي من أونانا لتسديدة مذهلة لهداف دوري الأبطال هذا الموسم، إيرلينغ هالاند، داخل منطقة الجزاء ذهبت على أقصى اليمين، لكن الحارس الكاميروني حولها ركنية بتصد ممتاز.

وتعرض المدير الفني لمانشستر سيتي، بيب غوارديولا، لصفعة قوية في الدقيقة 30 بسقوط صانع ألعابه كيفن دي بروين متأثراً بإصابة خطيرة أجبرته على ترك مكانه للجناح السريع فيل فودين في الدقيقة 35 بعد سلسلة من محاولات الأطباء لاسعافه.

وجرّب مدافع مان سيتي، مانويل أكانجي، التسديد من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 45+2، لكن كرته ذهبت بعيدة فوق العارضة، حيث غلب عليها القوة أكثر من الدقة.

أهدر مارتينيز فرصة مؤكدة للتسجيل بعد دقائق قليلة من بداية الشوط الثاني، ودفع الإنتر الثمن بتلقي هدف من قذيفة مدوية للاعب الوسط الذي غاب عن نهائي 2021، رودري.

وأضاع لاوتارو مارتينيز في الدقيقة 59 حين فضل التسديد من زاوية ضيقة للغاية داخل منطقة الجزاء بدلاً من تمريرها عرضية إلى المهاجم البديل روميلو لوكاكو.

استغل لاوتارو مارتينيز تمريرة عائدة من منتصف الملعب من بيرناردو سيلفا تعامل معها أكانجي بإهمال كبير بانتظار خروج مورايش لتشتيتها، لكن لاوتارو كان أقرب لينقض عليها وينفرد، غير أن تصرفه بالتسديد من تلك الزاوية سمح للحارس إيدرسون مورايش للخروج وغلق زاوية التسديد عليه ليبعدها بيده اليسرى.

شعر مانشستر سيتي بالخطر من سيطرة الإنتر على الكرة، وعمل على الاحتفاظ بالكرة وبناء هجمات منظمة بتمريرات قصيرة من قدم لقدم، ليتمكن في التسجيل عند الدقيقة 68 بواسطة رودري.

وتلقى بيرناردو سيلفا تمريرة بينية أرضية داخل منطقة جزاء الإنتر جاءته من مانويل أكانجي المتقدم لتأدية الدور الهجومي، تسلمها سيلفا بسرعته العالية قبل التمريرة بالعرض داخل المنطقة لتشتت بشكل خاطيء من المدافعين لتتهادى أمام رودري القادم من الخلف ليقابلها بتصويبة صاروخية بباطن القدم من 18 ياردة لتعانق الزاوية اليسرى لأونانا الذي لم يحرك لها ساكناً.

كاد الإنتر بعدها يُعدل النتيجة في الدقيقة 70 برأسية ماكرة من داخل منطقة الجزاء لفيديريكو ديماركو عبرت من فوق الحارس إيدرسون مورايش المتقدم من مرماه، غير أن العارضة تعاطفت مع السيتي وأبعدت الكرة لترتد إلى ديماركو الذي تابعها برأسية جديدة لكن هذه المرة أبعدها زميله لوكاكو بالقدم، في مشهد مخيب لآمال جمهور الأفاعي.

تحرك سيموني إنزاغي بإجراء تغييرين في الدقيقة 76 بنزول روبين جوسينس وراول بيلانوفا بدلاً من دينزيل دونفريس وأليساندرو باستوني.

وأثناء إعادة الإنتر لضبط خطة لعبه، انفرد فيل فودين بالمرمى لكن تسديدته كانت مكشوفة لأونانا الذي أمسك بها بسهولة.

وأضطر بيب غوارديولا لإجراء تغيير آخر إضطراري في الدقيقة 82 بنزول كايل ووكر بدلاً من جون ستونز للإصابة، مواصلاً استسلامه أمام الإدارة المذهلة لسيموني إنزاغي.

وألقى مدرب الإنتر بآخر أوراقه في الدقيقة 84 حين قرر إشراك هنريخ مخيتاريان ودي أمبروزيو بدلاً من هاكان وماتيو دارميان، لتتحول الكفة بأكملها نحو فريقه بسلسلة من الهجمات الخطيرة.

ركز الإنتر على ارسال الكرات العرضية من اليمين واليسار نحو روميلو لوكاكو داخل منطقة الجزاء، وكادت تنتهي إحداها لهدف في الدقيقة 89 برأسية للوكاكو بعد تلقيه عرضية برأسية من ديماركو، لكن الأرض انشقت لتخرج إيدرسون مورايش ليُبعدها بركبته اليسرى لترتد ويبعدها المدافع روبن دياز لركنية برأسه من داخل الستة ياردات.

ولم يتفطن مانشستر سيتي لأسلوب لعب الإنتر في الدقائق الخمس الأخيرة التي أضافها الحكم البولندي مارتشينياك كوقت بدل من ضائع، وسط تنويع من الفريق الإيطالي لأسلوب لعبه بالتسديد البعيد، لتضيع كرة من المتألق باريلا ذهبت فوق المقص الأيسر في الدقيقة 90+2.

وفي الدقيقة 90+5 تصدى إيدرسون مورايش لرأسية أخرى عبقرية بعد ركلة ركنية نفذت على القائم القريب من الجهة اليسرى للمرمى، مع تقدم الحارس أونانا، لتبعد إلى ركنية جديدة ليطلق بعدها الحكم صافرة النهاية معلناً تتويج مان سيتي بأول لقب لدوري الأبطال في تاريخه.