استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن محمد صلاح

الأحد 11 يونيو 2023 12:21 م

عن محمد صلاح

تشكل عملية محمد صلاح مؤشراً إلى الفشل العميق في اختراق الضمير الجمعي للشعب المصري، وغيره عربياً.

كما كان مستحيلاً محو سيرة البطل المصري سليمان خاطر والأردني أحمد الدقامسة، يستحيل في الذاكرة الشعبية المصرية إحالة محمد صلاح إلى "المجهول".

أجيال شعب مصر ترفض التطبيع وما يجهله المطبّعون الجدد خبرته سلطات مصر المتعاقبة: لا يمكن إجبار الملايين على التطبيع مع احتلال يغرق في الدماء يومياً.

أوهام الاحتلال برؤية طوابير الشباب العربي تهلل للتطبيع، أو تدين "المخربين"، قلبها محمد صلاح بين شعبه إلى كابوس آخر من كوابيس دولة الأبارتهايد العنصرية.

* * *

يقرأ ساسة وكتّاب الاحتلال الإسرائيلي بعمق عملية الجندي المصري محمد صلاح على حدود سيناء، مع ربط الحدث بنمطية المشتكي من محدودية "التطبيع"، لتشكل العملية مؤشراً إلى الفشل العميق في اختراق الضمير الجمعي للشعب المصري، وغيره عربياً.

ورغم اختلاف التقييم، الظاهر أقله في تناول ما قام به الشاب المصري، فهناك حالة متكررة تفضح الفارق بين تعاطي الاحتلال مع قتلاه وخبثه في التعامل مع جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب: إما الاحتفاظ بها أو دفنها بسرعة في جنح الظلام.

محاولات التجهيل هي محاولات يائسة وبائسة للقفز عن حقيقة فشل مساعي "التطبيع" المتلاحقة، الهادفة لمحاصرة القضية الفلسطينية والاستفراد بها لجعلها مجرد قضية "سكان" و"مخرّبين".

فبعد مرور 45 عاما على معاهدة "كامب دافيد"، يجد الاحتلال نفسه أمام الحقيقة المزعجة: أجيال شعب مصر ترفض التطبيع. والحقيقة التي يجهلها المطبّعون الجدد خبرتها سلطات مصر المتعاقبة، إذ لا يمكن إجبار الملايين على التطبيع مع احتلال يغرق في دماء الجرائم يومياً.

القصة هنا ليست فقط قضية فلسطين، التي لا تحتاج للكثير لمعرفة عمقها الشعبي العربي، ففي ذاكرة مصر ما هو كافٍ، مضاف إليه استفزاز إسرائيل لحاضر وتاريخ هذا الشعب الذي خبر إجرامها على جسد أسراه وأطفاله في جريمة مدرسة بحر البقر وغيرها.

محاولات شيطنة أفعال من واجه الاحتلال لم تُنسِ شعب مصر أحبّتهم. وما هو مؤسف أن صلاح أريد تجهيله، فلا يقام له عزاء حتى، وأُخضع لحسابات وممارسات لا تجدها حتى مع مرتكبي المذابح الصهاينة، الذين يوصفون بأنهم "مختلون عقلياً"، مثل باروخ غولدشتاين، مرتكب مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994.

في كل الأحوال، من الواضح أنه مثلما كان مستحيلاً محو سيرة الجندي المصري سليمان خاطر والأردني أحمد الدقامسة، يستحيل في الذاكرة الشعبية المصرية إحالة محمد صلاح إلى "المجهول".

وبفعل الممارسات التي رافقت دفنه والتضييق على اسمه، تحوّل الشاب إلى أيقونة أخرى، بغض النظر عن مواقف الناس المتعارضة من السلطة في القاهرة. فنظرة متفحصة إلى متنفس شعب مصر، والعرب عموماً، على وسائل التواصل الاجتماعي، ستكشف أن المهمة مستحيلة.

أحلام يقظة دولة الاحتلال برؤية طوابير الشباب العربي تهلل للتطبيع، أو تدين "المخربين"، قلبها محمد صلاح بين شعبه إلى كابوس آخر من كوابيس دولة الأبرتهايد الصهيونية.

*ناصر السهلي كاتب صحافي فلسطيني

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

فلسطين مصر التطبيع مع إسرائيل محمد صلاح الاحتلال الإسرائيلي كامب ديفيد