أول جولة لرئيس إيران في "الحديقة الخلفية" لواشنطن.. ماذا تعني؟

الاثنين 12 يونيو 2023 03:45 م

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأحد، جولة تشمل فنزويلا وكوبا ونيكاراجوا في أمريكا اللاتينية التي توصف بـ"الحديقة الخلفية" للولايات المتحدة، وذلك بعد نحو أربعة أشهر من جولة مماثلة قام بها وزير خارجيته أمير حسين عبداللهيان.

وتلك هي أول جولة من نوعها لرئيسي منذ أن تولى منصبه عام 2021؛ إذ تعود الزيارة الأخيرة لرئيس إيراني إلى كوبا وفنزويلا إلى عام 2016، حين زارهما حسن روحاني، فيما زار سلفه محمود أحمدي نجاد نيكاراجوا في 2007.

  • بدأ رئيسي جولته بعد أيام من زيارة رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو للسعودية، مع توقعات بأن المملكة، وربما بطلب من الولايات المتحدة، يمكن أن تلعب دور وساطة بين واشنطن وكركاس التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع طهران وكلاهما تخضعان لعقوبات ألأمريكية.
  • رئيسي وقَّع مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، في يونيو/حزيران 2022، خطة للتعاون الشامل على مدى 20 عاما، ويبدو أن طهران تعتبرها نموذجا يحتذى به لتشكيل تحالفات مماثلة مع دول أمريكا اللاتينية والالتفاف على العقوبات الأمريكية.
  • الجولة ستشهد توقيع إيران والدول الثلاث على اتفاقيات لتعزيز العلاقات والالتفاف على العقوبات الأمريكية عبر رفع مستوى التعاون الاقتصادي والسياسي والعلمي، مع وزن أكبر للملف الاقتصادي في ظل الأزمة الاقتصادية في إيران، تحت وطأة العقوبات الغربية بقيادة الولايات المتحدة.
  • الجولة تأتي في سياق تشكيل تحالفات ثنائية لمواجهة السياسات الأمريكية؛ إذ تشترك دول في أمريكا اللاتينية ذات أنظمة حكم يسارية مع إيران في معارضتها لتلك السياسات، وتقول تلك الدول إنها تعاني من تدخلات وغطرسة أمريكية.
  • يبدو أن إيران، وعبر جولة رئيسي، حريصة على التواجد سياسيا في "حديقة واشنطن الخلفية"، لموازنة حضور الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما حضورها العسكري في مياه منطقة الخليج، خاصة بعد أن تمكن الأسطول البحري الإيراني من التواجد من المياه الإقليمية لدول أمريكا اللاتينية.
  • إيران ضخت استثمارات كبيرة في دول بأمريكا اللاتينية، خاصة في مجال تدشين متاجر لبيع البضائع الإيرانية، وشراء حصص كبيرة من مصافي النفط وإمداد تلك الدول بالبترول الإيراني، في مقابل اتهامات أمريكية بالالتفاف على العقوبات.
  • تنتفع طهران من العقود التي توقعها مع دول أمريكا اللاتينية، لاسيما في مجال تصنيع ناقلات النفط والزراعة العابرة للقارات، لمواجهة الجفاف داخل إيران وتدشين خطوط لإنتاج السيارات الإيرانية في تلك الدول، إلى جانب التنسيق السياسي في الأوساط الدولية.
  • بعد أن استأنفت إيران والسعودية علاقتهما الدبلوماسبة، عبر اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، تثير علاقات طهران مع دول أمريكا اللاتينية مخاوف الولايات المتحدة التي تعمل على عزل إيران إقليميا ودوليا؛ جراء ملفات خلافية أبرزها برنامجي إيران النووي والصاورخي وسياستها الخارجية في منطقة الشرق الأوسط.
  • يعتقد مراقبون أن العداء للولايات المتحدة والتوجه الأيديولوجي يطغيان على سياسة إيران الخارجية؛ ما كلفها غاليا خلال أكثر من أربعة عقود، لاسيما وأنه مكّن واشنطن من حشد إجماع دولي ضد طهران بزعم أنها تمثل تهديدا في إطار تحالفاتها مع دول أمريكا اللاتينية والصين وروسيا.

موضوعات متعلقة