أثار مقطع فيديو، نشره أحد قادة اليمين المتطرف في فرنسا، غضبا واسعا بين المسلمين على شبكات التواصل الاجتماعي، لإظهاره إجبار فتيات على خلع الحجاب أثناء دخولهن إحدى المدارس.
وظهرت الفتيات بالفيديو مرتديات لعباءات واسعة تحت الحجاب، الذين يضطررن لخلعه على أبواب المدرسة بتعليمات من إدارتها.
وتداول رواد مواقع التواصل مقطع الفيديو معربين عن استياء شديد من إجبار المسلمات على مخالفة معتقدهن، وتساءلوا عن الحريات المزعومة فيما تسمى ببلاد النور.
وكان السياسي الفرنسي اليميني المتطرف، إريك زمور، أول من نشر مقطع الفيديو، ليس لإظهار تأييد إدارة المدرسة فقط، بل للدعوة إلى حظر "العباءة" أيضا، باعتبارها "استعمار" لفرنسا.
وكتب زمور معلقا: "بنفس معدل نمو (الاستبدال العظيم) في فرنسا، فإن أزياء العبايات الإسلامية تستعمر المدارس للالتفاف على الحظر المفروض على ارتداء الحجاب".
وأضاف: "شكراً لأولياء الأمور والمعلمين الذين يشاركون في شبكة ParentsVigil الخاصة بنا لمحاربة العدوان الإسلامي في مدرسة أطفالنا".
وإزاء ذلك، كتبت حنان العتيبة مغردة: "هذه هي الحرية الحقيقية في الغرب"، فيما توجه "حامد العلي" إلى الله بالدعاء: "أسأل الله أن يخلع رأسك من جسدك يا ماكرون (الرئيس الفرنسي)".
ووصفت "نادية حسن" مقطع الفيديو المتداول بأنه أبشع ما رأته من مقاطع عبر شبكات التواصل في الآونة الأخيرة.
وتفرض فرنسا على المسلمات خلع الحجاب في المدارس والجامعات والمؤسسات العامة بحجة تعارضه مع علمانية الدولة، رغم إقرار دول أوروبا العلمانية الأخرى لحق المسلمات في ارتدائه.
وتشهد فرنسا صعودا ملحوظا لليمين المتطرف، الذي يروج لما يعتبره "خطرا" على هوية البلاد من تنامي أعداد المسلمين بها، والتي تقدرهم بعض الإحصاءات بما يقارب الـ 10% من مجموع السكان.
وبلغ هذا الصعود حد إطلاق حملة كبيرة بشبكات التواصل الاجتماعي، لرفض قبول ارتداء "العبايات"، وهو ما أيدته وزارة التعليم ضمنيا بإصدار تعميم لمديري المدارس لـ "التعامل مع هذه الظاهرة".
ويتركز الجدل في فرنسا حاليا على تصنيف العباءة، ذلك إنها ليست – من حيث المبدأ – زيا دينيا، بينما يعتبرها اليمين المتطرف زيا مخالفة لهوية البلاد، وتعبر عن "ثقافة خليجية".
وأمام هذا الجدل دعا مديري المدارس للنقاش مع التلميذات اللواتي يرتدين العباية "ليفهم ما إذا كان الدافع وراءها ديني أم ثقافي لكي يتم اتخاذ الإجراء المناسب"، ورفض مديرو المدارس هذه المهمة، نظرا لأنها لن تؤدي لنتيجة مجدية بالإضافة إلى صعوبتها واستهلاكها للكثير من الوقت، حسبما أوردت وكالة رويترز.
وأعاد الموضوع فتح الحوار، في وسائل الإعلام الفرنسية، عن وضع المرأة في الإسلام وفي المجتمعات الغربية، وأشار بعض المراقبين اليمينيين إلى أن "العباية هي الزي الذي تعودت نساء مسلمات من التيار السلفي ارتداؤه في الحياة العامة"، معتبرين أن ذلك دليلا على طابعها الديني.
ابشع فديو انا شوفتهhttps://t.co/fkkNmagRO2
— Nadia Hassan (@Nadia45910432) June 12, 2023
هذه هي #الحرية الحقيقية في الغرب!!! https://t.co/umemIHq3Jk
— د. حنان العتيبي (@Dr_Utaybi) June 11, 2023
أسأل الله أن يخلع راسك من جسدك يا مكرون
— حامد العلي (@Hamed_Alali) June 11, 2023
إجبار المحجّبات على خلع حجابهن قبل دخولهن المدرسة في فرنسا! pic.twitter.com/qsod4rrhoh
بنات المسلمين يُجبَرن على خلع حجابهن لدخول المدارس والمؤسسات في فرنسا.
— الھیئة العالمیة لنصرة نبي الإسلام (@SupportProphetM) June 10, 2023
حين يتعلق الأمر بالمسلمين يأكل الساسة الفرنسيون صنم الحرية، ويطلقون يد الحكومة في التضييق على المسلمين!
لذلك يجب الاستمرار في الحملة الشعبية ل #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية956#abaya#فرنسا_تحارب_الحجاب pic.twitter.com/2HHEeLv7Hq
في مشهد مؤلم إجبار الطالبات المسلمات في #فرنسا على خلع الحجاب للدخول إلى المدرسة، والتي ترفض الذهاب إلى المدرسة يعاقب والديها بالسجن ويتم وضعها في دار رعاية، الملاحظ أنه لا يوجد أي من #النسويات والعلمانيين الذين يتحدثون عن حرية وحقوق المرأة انتقد ما يحصل !pic.twitter.com/GrPVmg4UyK
— عبدالله الملا #فلسطين_قضيتي 🇶🇦🇵🇸 (@q6ralmulla) June 11, 2023
حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل حاكم دوله اسلاميه لا ينتصر لحق هؤلاء الفتيات اللائ يرغمن على خلع الحجاب من اجل التعليم فى المدارس والجامعات الفرنسيه #فرنسا_تحرم_الحجاب pic.twitter.com/4OnUhbgb9V
— ابو انس (@boanasahmed12) June 10, 2023