كشفت طهران، الثلاثاء، عن تزويدها سفنا حربية، تتبع الحرس الثوري، بصواريخ يبلغ مداها ألفي كيلو متر، لأول مرة، وذلك على وقع تهديدات بـ"حرب مباشرة ومفتوحة" من إسرائيل.

وأعلن الخطوة العسكرية قائد القوات البحرية للحرس الثوري العميد، علي رضا تنكسيري، مشيرا إلى أنها تأتي بمثابة رد على "العدو"، في إشارة إلى إسرائيل، حسبما أورد تليفزيون إيران الرسمي.

وجاء تصريح المسؤول العسكري البارز، بعد تقارير نشرتها صحف عبرية، كشفت عن استعداد الجيش الإسرائيلي "لحرب مباشرة ومفتوحة" ضد إيران.

وأضاف تنكسيري أن البحرية الإيرانية زودت السفن الحربية التابعة لقواته لأول مرة بصواريخ عمودية الإطلاق، متهما عدوا لم يسمه، بمحاولة منع بلاده من بلوغ أهدافها.

وأكد القائد العسكري الإيراني أن بلاده تريد أن تبين "إنجازات الثورة"، محذرا من أن التقاعس عن التسليح يجعل "الأعداء يروون سير الأحداث كما يحلو لهم"، على حد وصفه، مشددا على أن "طهران تريد أن تكشف الحقائق للمواطنين خصوصا جيل الشباب".

تسليح ذاتي

وأشاد تنكسيري بالإنجازات الكبيرة التي حققتها بلاده منذ ثورة عام 1979، مشيرا إلى أن كل التطور العسكري الذي وصلت إليه إيران، أنُجز في "ظروف الحظر القاسية"، لافتا إلى أن بلاده تمكنت من بناء سفن عسكرية نوعية أثارت الاهتمام.

وفي الوقت الذي أقر فيه "تنكسيري" بحالة الضعف العسكرية لبلاده قبل الثورة، وعدم قدرتها على مساءلة السفن التي تدخل مياهها الإقليمية، أكد أنها اليوم قادرة على منع سفن بريطانيا وأمريكا وفرنسا ونيوزيلندا وأستراليا، من الدخول إلى المياه الإيرانية الإقليمية، كما أنها تستطيع الدخول بسرعة إلى مياه الدول المجاورة، ما يعني "الاقتدار"، وفق تعبيره.

وكان تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية قد أورد، في وقت سابق، أن إسرائيل تستعد وفقًا لمعطيات أمنية لحرب مباشرة مع إيران قد تمتد لعدة أيام من القتال، مشيرة إلى أن "الجيش بدأ أخيرًا التحضير لاحتمال حقيقي للحرب مع الحرس الثوري".

ووفق التقرير، فإن شعبة الاستخبارات الإسرائيلية "أمان" تضاعف الاستعداد لمخطط الحرب الذي لم يسبق التخطيط لمثيل له من قبل، لافتا إلى أن "الحرب القادمة ستكون متعددة؛ ما دفع الجيش إلى رفع مستوى الاستعدادات".

وحذر قادة في الجيش الإسرائيلي من خطورة عدم الاستعداد الجيد لهذه الحرب، التي "لا تشبه إطلاقًا حربًا ضد حزب الله أو عملية في غزة ضد حماس أو الجهاد الإسلامي"، مشيرين إلى أنها (الحرب) قد تكون "أول اختبار للجيش حيال استعداده لسيناريو مواجهة عسكرية مكثفة ومفتوحة مع الجيش الإيراني".

وكشف تقرير الصحيفة العبرية عن استحداث فرع استخباري أمني باسم الفرع 54، يعنى بمراقبة الحرب وجمع المعلومات عن إيران.

ونقل التقرير عن قائد الفرع الأمني قوله: "نحن مسؤولون عن توفير البنية التحتية المعرفية للجيش الإسرائيلي، إزاء كل ما يتعلق بالقدرات العسكرية الإيرانية والتشكيلات الاستراتيجية التي يمتلكونها، ونحن منخرطون في دراسة العناصر المسيطرة في إيران من المستوى الرفيع إلى السلطة".

كما نقل التقرير عن وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، تحذيره الصريح من القدرات العسكرية للقوات البحرية التي تتبع الحرس الثوري الإيراني.