ألقى تحقيق عسكري إسرائيلي في حادثة مقتل جنود على الحدود مع مصر بنيران عسكري مصري، باللوم على طول فترة نوبات الحراسة للجنود الإسرائيليين في هذه النقطة ونقاط أخرى، والتي تصل، بكثير من الأحيان، إلى 12 ساعة متواصلة.

واعتبر التحقيق أن هذه المدد الطويلة مرهقة بدنيا وعسكريا، وقد تدفع بالجنود إلى التراخي من أجل الحصول على بعض الراحة، مدللا على ذلك بأن أحد الجنود الإسرائيليين القتلى استهدف وهو جالس على كرسي خلال مناوبته، وفقا لما نقل موقع "makorrishon" العبري.

ولفت الموقع إلى شهادة جنديين إسرائيليين كانا في الموقع المجاور للعملية التي نفذها الجندي المصري، والذي كان  على مسافة لا تزيد عن 200 متر، حيث قالا إنهما سمعا 4 طلقات ولم يبلغا عنها لاعتقادهما أنها رياح قوية. وأيضًا بسبب حقيقة أن الطلقات النارية أمر متكرر الحدوث في المنطقة لكونها منطقة تهريب للمخدرات بين إسرائيل ومصر.

وقالت مصادر إن الجنود لا يعرفون الفتحة التي دخل منها الجندي المصري بسلاحه، تلك الفتحة التي لم تغلق كما يجب. ويبدو أنه ليس من الواضح من وافق على مناوبات طويلة للجنود الإسرائيليين تمتد لـ12 ساعة متتالية.

واعتبرت التحقيقات الإسرائيلية أن ما سبق يمثل تراخيا واضحا من الجنود، لذلك تم إصدار قرار بإدخال كتيبة  عسكرية إسرائيلية جديدة من النخبة، بدلا من كتيبة "الفهد" التي كانت تتولى حماية الحدود مع مصر.

والأسبوع الماضي، زار عسكريون إسرائيليون العاصمة المصرية القاهرة، واطلعوا على سير التحقيقات التي يجريها الجيش المصري وأجهزة  الاستخبارات حول منفذ الهجوم، الشهيد محمد صلاح، وأوضحت مصادر أن التحقيقات خلصت إلى أن الشهيد لا يوجد له أية انتماءات تنظيمية، وأنه نفذ العملية من  تلقاء نفسه؛ ما زاد من القلق في الجانب الإسرائيلي.

لكن وسائل إعلام عبرية لا تزال تصعّد ضد القاهرة، وتعتبر أنه على الرغم من الحوار المثمر مع كبار المسؤولين في إسرائيل، فإنهم في مصر لم يعتذروا بعد عن الهجوم ولم يتحملوا المسؤولية عنه، بل على العكس من ذلك، في وسائل الإعلام وكذلك في المحادثات في البرلمان، يتم تعريف الجندي المنفذ على أنه بطل.

وكانت مصر تسلمت جثمان الجندي صلاح، منفذ العملية، الذي كان يبلغ من العمر 23 عاماً، وتم دفنه في مقابر أسرته بمحافظة القليوبية، شمال القاهرة.