فورين بوليسي: تحقيق العرب ما يريدون من التطبيع مع بشار الأسد محل شك

الخميس 15 يونيو 2023 02:02 م

أعاد تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" التساؤل حول أسباب ترحيب الدول العربية مجددا بالنظام السوري بقيادة بشار الأسد، بعد انعزالهم عنه، بسبب القمع الوحشي للانتفاضة الشعبية التي تحولت إلى حرب أهلية دموية وطاحنة جرت تدخلات إقليمية ودولية.

ويرى التحليل، الذي ترجمه "الخليج الجديد" أن ظهور بشار الأسد في قمة جامعة الدول العربية في 19 مايو/أيار الماضي، توج جهدا استمر شهوراً لإعادة دمج الديكتاتور وبلده في السياسة والاقتصاد في الشرق الأوسط.

لم يتم تشجيع هذه العملية من قبل الولايات المتحدة، التي استمرت في معارضة الأسد.

أسباب التطبيع

 لكن إعادة إدماج الأسد لم تكن حصريًا نتيجة تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة مقارنة بالصين وروسيا أيضًا.

وبدلاً من ذلك، كان الأمر نتيجة تحول في الأولويات بين بلدان المنطقة.

وعلى الرغم من أن بعض الجهات الفاعلة الإقليمية، وخاصة قطر، تعارض إصلاح العلاقات مع النظام ، فإن آخرين ، مثل السعودية والإمارات، يتحولون نحو البراجماتية بعد سنوات من تمويل الجماعات المناهضة للأسد.

وفي الوقت  الذي تؤكد فيه دول عربية مثل الإمارات والسعودية استقلاليتها عن واشنطن وتنويع شراكاتها على الساحة الدولية، تزداد أهمية علاقات تلك الدول مع روسيا.

ويقول جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لشركة Gulf State Analytics إن "تطبيع العلاقات مع سوريا يعمل على تقريب أعضاء مجلس التعاون الخليجي هؤلاء من موسكو، لكن بالطبع هذا ليس دافعهم الوحيد للتدفئة مع دمشق".

المخدرات وإيران

ويقول التحليل: في الواقع، بدلاً من أن يكون مجرد ساحة معركة بالوكالة لحرب باردة في القرن الحادي والعشرين مع الولايات المتحدة من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، فإن النظام السوري يقع في قلب مسائل الاستقرار والأمن الإقليميين، عبر مجموعة من قضايا من تجارة المخدرات إلى إدارة العلاقات مع إيران.

ويضيف أن عزل سوريا وانهيار اقتصادها بسبب الحرب والعقوبات أنعش تجارة الكبتاجون، وعزز نفوذ إيران وروسيا هناك.

وتتجاوز القيمة السوقية لصناعة الكبتاجون في سوريا الآن 10 مليارات دولار، وفق تقديرات، وهي قيمة تزيد  في الواقع عن قسمة الصادرات السورية القانونية، ويتحصل بشار الأسد من ورائها بشكل خاص على مليار دولار لنفسه.

وشق الكبتاجون من سوريا طريقه إلى دول المنطقة، لا سيما السعودية التي ضربها بلا هوادة.

ويستعرض التحليل وجهة النظر القائلة بأن الدول العربية، عبر التطبيع مع الأسد، تحاول جره بعيدا عن إيران، حيث يقلل من أهمية تلك النظرية، ويرى أن الأسد مرتبط بإيران بشكل وثيق للغاية، بعد أن حمته لمدة 12 عاما من السقوط أمام الثوار.

وقد بادرت إيران أمام جهود التطبيع إلى زيادة استثماراتها في سوريا، غير خطط الائتمان التي قدمتها لدمشق خلال الأعوام الماضية، ولذلك فمن غير المرجح  أن تتغير أولوية مكانة إيران في قلب بشار الأسد والنظام السوري.

وينقل التحليل عن ناتاشا هول، الزميلة البارزة في برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قولها: "إيران راسخة بعمق.. لن يذهبوا إلى أي مكان".

الشرعية للحكم الإجرامي

وبشكل عام، يرى التحليل أن تطبيع العلاقات العربية مع الأسد يضفي فقط الشرعية على حكمه الإجرامي القمعي، وعلى الرغم من وجود بعض التوقعات على الطاولة لتجديد العلاقات - بأن النظام سوف يوقف تدفق الكبتاجون، ويعيد اللاجئين إلى الوطن، ويدير العنف على الحدود، ويبتعد عن إيران.

ولا توجد حاليًا معالم، ولا جدول زمني، ولا مقاييس للنجاح، ولا توجد آليات إنفاذ لضمان قيام النظام بأي تغييرات في سلوكه تجاه جيرانه أو الشعب السوري.

المصدر | فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بشار الاسد النظام السوري تطبيع العلاقات السورية الإيرانية العلاقات السورية الروسية

رغم التطبيع العربي معه.. 5 وسائل متاحة لمحاسبة نظام الأسد

السعودية والإمارات تضغطان على حلفائهما في أوروبا للتطبيع مع الأسد

لا تنازلات من الأسد.. هل تُضطر دول التطبيع إلى القبول برؤيته؟

ريسبونسبل ستيتكرافت: لا يمكن معالجة قضايا المنطقة دون إشراك الأسد.. ولكن

هجوم حاد على حمدين صباحي بعد لقائه بشار الأسد.. ماذا قال الناشطون؟

كاتب أمريكي: التطبيع العربي مع الأسد "شر لا بد منه".. وعلى واشنطن استغلاله بهذه الطريقة