توقعات بالتوصل لاتفاق.. كبير مستشاري بايدن يبحث في السعودية ملف التطبيع مع إسرائيل

الأحد 18 يونيو 2023 08:55 ص

وصل بريت ماكجورك كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى السعودية، نهاية هذا الأسبوع، لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين تركز على جهود الإدارة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والمملكة الخليجية، وسط توقعات بالتوصل لاتفاق تطبيع بحلول نهاية هذا العام.

ونقل تقرير لموقع "أكسيوس" ترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن رحلة ماكجورك، هي جزء من جهد البيت الأبيض للقيام بدفع دبلوماسي من أجل اتفاق سلام سعودي إسرائيلي، خلال الأشهر المقبلة، قبل أن انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية للرئيس جو بايدن".

وتأتي زيارة ماكجورك إلى السعودية بعد أقل من أسبوعين من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمملكة، ولقاء ولي العهد الحاكم الفعلي للبلاد الأمير محمد بن سلمان.

وناقش بلينكن وبن سلمان مسألة التطبيع المحتمل مع إسرائيل، وفي طريق عودته إلى الولايات المتحدة، اتصل بلينكن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإطلاعه على المحادثات.

وتحدث بلينكن لمدة 40 دقيقة مع نتنياهو، وقدم إيجازا حول المطالب المهمة التي تم طرحها لتطبيع العلاقات الدبلوماسية السعودية مع إسرائيل.

ومن المتوقع أيضًا أن يلتقي ماكجورك ببن سلمان.

كما من المتوقع أن تزور باربرا ليف، كبيرة دبلوماسية وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، إسرائيل والضفة الغربية ومصر والأردن هذا الأسبوع، بحسب مسؤولين أمريكيين.

بيد أن تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ترجمه "الخليج الجديد"، رجح التوصل لاتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل بحلول نهاية هذا العام.

وأشارت الصحيفة إلى أن محادثة بلينكن ونتنياهو الأخيرة، مثلت "انعطافة" في جهود البيت الأبيض للتقريب بين إسرائيل والسعودية.

وسلط التقرير الضوء على تفاصيل الجهود التي تبذلها إدارة بايدن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل والمطالب التي وضعها كلا الجانبين على الطاولة من أجل تمرير هذا الاتفاق.

وصف مسؤولان أمريكيان (طلبا عدم الكشف عن هويتهما)، المحادثات بين بلينكن مع بن سلمان ومن بعده نتنياهو، كانت بمثابة "منعطف" في مساعي إدارة بايدن طويلة المدى للتوسط في صفقة دبلوماسية تاريخية بين السعودية وإسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض، الذي ظل على مدى أكثر من عامين بعيدا بعض الشيء عن هذا الملف، قرر الدخول في الرهان والدفع ببعض أوراقه.

وأضحت الصحيفة، أن "الولايات المتحدة الآن في خضم مفاوضات معقدة بين 3 قادة لديهم أسبابهم الخاصة لإبرام صفقة، ولكنهم يقدمون مطالب قد تكون باهظة الثمن بعض الشيء، كما أنهم ببساطة لا يحبون أو يثقون ببعضهم البعض".

ونقلت الصحيفة عن العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين القول، إن فرص إبرام صفقة يمكن أن تصل لأقل من 50%.

ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل سيكون أحد الأحداث الأكثر دراماتيكية في الشرق الأوسط، ويمكن أن يجني فوائد لقادة البلدين وكذلك لبايدن، الذي يستعد للانتخابات الرئاسية العام المقبل.

بالنسبة لنتنياهو، فإن اعتراف السعودية بإسرائيل سيكون بمثابة انتصار سياسي كبير للزعيم الذي تواجه حكومته الائتلافية اليمينية المتشددة معارضة داخلية شرسة.

من جانبه، يسعى بن سلمان لتعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة والحصول على المزيد من الأسلحة، وكذلك الحصول على موافقة واشنطن على أن تقوم المملكة بتخصيب اليورانيوم كجزء من برنامج نووي مدني، وهو أمر طالما قاومته واشنطن.

بالمقابل، تبين الصحيفة أن بايدن يدرك أن التقارب مع السعودية يحمل في طياته مخاطر سياسية، على اعتبار أنه تعهد في وقت سابق بجعل المملكة دولة "منبوذة".

ومع ذلك، أكدت الصحيفة أن النجاح في التوصل لاتفاق دبلوماسي في الشرق الأوسط قد يكون ذا فائدة جمة بالنسبة لبايدن قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

وأضافت أن المسؤولين الأمريكيين يرون أيضا أن هناك أهمية استراتيجية في تعزيز العلاقات مع السعودية كوسيلة لمنع الرياض من الانجذاب أكثر نحو الصين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين القول، إنهم يعتقدون أن هذه العوامل أوجدت نافذة زمنية، ربما قبل العام المقبل، للتوصل لاتفاق محتمل.

وتعلق إسرائيل آمالها على الولايات المتحدة في أن تكون وسيط للسلام بين تل أبيب والرياض، كما كانت واشنطن وسيط في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

وسبق أن أعلن نتنياهو، صراحة أكثر من مرة عن رغبته في إقامة علاقات مع السعودية، وقال إن ذلك الأمر سيكون بمثابة "نقلة نوعية لسلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي"، ومن شأنه إنهاء الصراعين العربي الإسرائيلي، والفلسطيني الإسرائيلي.

ومؤخرا، تزايدت التقارير والمؤشرات حول استعداد السعودية للدخول إلى حظيرة التطبيع مع دولة الاحتلال، بعد الزيارة التي أجراها بايدن إلى المملكة منتصف العام الماضي، والتقى خلالها بن سلمان، الذي أشارت تقارير أخرى سابقة إلى أنه لا يمانع من التطبيع، لكن وجود والده الملك سلمان بن عبدالعزيز هو العقبة الأبرز في هذا الطريق.

لكن الصفقة السعودية الإسرائيلية المحتملة يمكن أن تكون اختراقًا تاريخيًا في السلام بالشرق الأوسط؛ ما يؤدي إلى تأثير "الدومينو" في قيام المزيد من الدول العربية والمسلمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وإعادة العلاقات الأمريكية السعودية إلى مسارها الصحيح.

المصدر | أكسيوس ونيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بن سلمان السعودية تطبيع إسرائيل نتيناهو أمريكا البيت الأبيض

إسرائيل: لا تسيير للحجاج إلى السعودية هذا العام.. والتطبيع معها بعيد المنال

"بعيد المنال"..  بايدن يستبعد تزويد السعودية بمعاهدة دفاعية وقدرات نووية مدنية

معهد الشرق الأوسط: التعاون في إطلاق برنامج السعودية النووي مصلحة أمريكية

ن.تايمز: بايدن يدرس صفقة كبيرة بين إسرائيل والسعودية والسلطة الفلسطينية