يوسف عامر - الخليج الجديد

بعد الكثير من التكهنات والتقارير التي وصفت الأمر بالجدي تارة والشائعة تارة أخرى، انتقل النجم الفرنسي كريم بنزيما إلى نادي اتحاد جدة السعودي مقابل راتب فلكي يقارب الـ200 مليون دولار سنويًا، وبعقد يمتد للعام 2026، ليلتحق بالبرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو الذي أخذ السبق في يناير/كانون الثاني الماضي بتعاقده مع النصر السعودي.

الفرنسي نجولو كانتي التحق بكريم بنزيمة ليزامله في اتحاد جدة، رغم التقارير الطبية التي حذرت النمور من التعاقد معه لكثرة إصاباته.

مؤخرًا، انهالت العروض السعودية على الكثير من اللاعبين الكبار بعقود خيالية من أجل خوض موسم أو اثنان في دوري "روشن"، ثم تعليق الحذاء وإنهاء المسيرة داخل شبه الجزيرة العربية.

التقارير العالمية أكدت وصول عروض سعودية للاعبين مثل الكرواتي لوكا مودريتش، والفرنسي هوجو لوريس، والبرازيلي نيمار دا سيلفا، الإسباني سيرجيو راموس، البلجيكي روميلو لوكاكو، الأرجنتيني دي ماريا، وآخرين من كبار الدوريات الكبرى.

البداية في قطر

تجربة ضم اللاعبين المخضرمين كبار السن للدوريات العربية من أجل رفع مستويات التحدي في الدوري ورفع القيمة السوقية شهدتها قطر قبل سنوات مع عدد كبير من اللاعبين.

ويقول الهولندي ويسلي شنايدر الذي لعب للغرافة القطري عام 2018 لـ"الخليج الجديد": "الانتقال إلى نحو الخليج لم يحمل طابع اليأس كما ذكرت بعض التقارير وقت انتقالي، ولكنها تجربة جديدة قررت خوضها واستمتعت بها لمدة عام ونصف قبل التحول للعمل الإداري".

ويضيف شنايدر: "قرار قطر بضم عدد من النجوم الكبار أفاد الدوري بشكل كبير وصعد بالمنافسة والتحدي بين الأندية وبلا شك أثر على الناشئين بالإيجاب".

وبالإضافة لشنايدر، خاض عدد من اللاعبين الكبار مواسمهم الأخيرة في قطر مثل الأرجنتيني باتيستوتا، الذي يحمل تجربة مميزة مع العربي القطري عام 2003 قادمًا من إنتر ميلان، واستمر في الملعب لمدة عامين إلى أن اعتزل اللعب نهائيًا في 2005.

الألماني ستيفان إيفنبرج زامل باتيستوتا في العربي القطري بعدما حقق دوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونخ، وخاض موسمًا وحيدًا على الأراضي القطرية قبل علان اعتزاله وتوجهه لمجال التعليق الرياضي في التلفزيون الألماني.

وانضم الكاميروني المخضرم صامويل إيتو إلى نادي قطر القطري عام 2018 ولموسم وحيد اعتزل بعده وأصبح رئيس الاتحاد الكاميروني فيما بعد.

قائمة المشروع القطري لتطوير مستوى الدوري ضمت أيضًا الفرنسي مارسيل ديسايي والإسباني تشافي هرنانديز.

استلهام التجربة

تألق المنتخب السعودي في مباراته الافتتاحية بكأس العالم قطر 2022 أمام الأرجنتين رفع سقف توقعات الجماهير، لتتعالى الهتافات في المدرجات للمطالبة بإحضار لاعبين من العيار الثقيل.

ورغم إخفاق صقور الخضر في التأهل من دور المجموعات بالمونديال، إلا أن المسؤولين عن الرياضة قرروا المضي قدمًا في تطوير الكرة السعودية ورفع القيمة التسويقية للدوري، مما يعد تطويرًا للتجربة القطرية بشكل أكبر ونطاق أوسع.

وبالفعل، مثلت تجربة انتقال كريستيانو رونالدو الضخمة للنصر نموذجا ملهما، حيث رفعت قيمة النادي السوقية بنسبة 34% وصولاً إلى 79 مليون يورو في يناير/كانون الثاني الماضي، وبفارق يصل إلى 30 مليون يورو عن أقرب منافسيه؛ ليتربع على عرش الأندية السعودية الأعلى قيمة سوقية.

نواة مشروع وطموح مادي

المحلل الرياضي الإنجليزي نويل ولان أكد أن استراتيجية السعودية رياضيًا تعتمد على جذب اللاعبين بالمال، إلا أنها ناجحة في تحقيق أهدافها حتى الآن.

ويضيف ولان لـ"الخليج الجديد" أن السعودية دخلت سوق الاستثمار الرياضي الخارجي متأخرة بالاستحواذ على نيوكاسل الإنجليزي، إلا أنها انتهجت سياسة داخلية لتقوية شوكة الدوري المحلي بتوزيع كبار اللعبين على الأندية، فالنصر الذي استحوذ على كريستيانو لم يزاحم الأندية الأخرى بصفقات من العيار الثقيل وهو ما ينبئ بوجود تعليمات بسياسة واضحة لتوزيع اللاعبين القادمين من الدوريات الكبرى على الأندية.

وأنهى ولان تصريحاته بأن اللاعبين دائما ما يتمنون نهاية مرضية لمشوارهم، سواء جماهيريًا أو ماديًا، وهو ما تحققه السعودية لهم بكونهم نواة لمشروع كبير يتم ذكرهم من خلاله بعد نهاية مشوارهم، بالإضافة للعائد المادي الكبير الذي لن يتواجد في الملاعب الأوروبية للاعبين تخطت أعمارهم الـ30.

أما الخبير الرياضي علي عباس فتمنى انتقال عدوى التطوير إلى باقي الدوريات العربية.

ويضيف عباس لـ"الخليج الجديد" أن انتباه السعودية للاستثمار الرياضي في أنديتها وكرة القدم بشكل عام سببه الرئيسي تحقيق هدف لزيادة عوائد الرياضة بالإضافة لقطاعات أخرى مثل السياحة، وهو ما يساهم في تحقيق أهدافها بالتخلي عن النفط في الاقتصاد.