الهجمات ضد المسيحيين في القدس تتصاعد.. لماذا؟

الاثنين 19 يونيو 2023 02:02 م

يشعر العديد من المسيحيين أن العداء المتزايد تجاههم يهدف إلى طردهم، في ظل تصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين اليهود في البلدة القديمة في القدس، وكذلك على الرهبان والسيّاح المسيحيين القادمين من مختلف دول العالم.

ويبرز المسيحيون المحليون عندما ينضمون إلى الشعائر الدينية، حيث تقود المجموعات الكشفية الفلسطينية والأرمنية المواكب الدينية.

لكن في الأشهر الأخيرة، قال مسيحيون يعيشون في شرق المدينة المحتلة إنهم شهدوا زيادة في المضايقات وأعمال العنف ضدهم.

في بداية العام، على جبل صهيون، حيث يعتقد المسيحيون أن "العشاء الأخير" قد حدث، شوهد مراهقان أرثوذكسيان متطرفان يهوديان على الكاميرات الأمنية وهم يدنسون القبور في المقبرة الأنجليكانية.

وتم تحطيم الصلبان وشواهد القبور، وقالت الشرطة الإسرائيلية في وقت لاحق إنه تم اعتقال شخصين.

في نهاية يناير/كانون الثاني، ألحق حشد من اليهود المتطرفين أضراراً بالممتلكات ورموا بالكراسي في مشاهد عنيفة في مطعم مملوك للأرمن بجوار "البوابة الجديدة" في المدينة القديمة، رافقتها صيحات "الموت للعرب، الموت للمسيحيين".

وفي الشهر التالي، قام سائح أمريكي يهودي متدين بتخريب تمثال للمسيح بمطرقة في كنيسة الجلد على "درب الصليب".

مقطع فيديو تم تصويره في مكان الحادث، يُسمعُ فيه حارس فلسطيني وهو يصرخ "اتصل بالشرطة"، بينما الرجل الذي ألقاه على الأرض ينادي: "لا يُسمح لك بالحصول على أصنام"، وقيل إنه يخضع لتقييم نفسي.

كما حطم المستوطنون اليهود شواهد قبور وصلبان أكثر من 30 قبرًا في المقبرة البروتستانتية، وخطوا شعارات عنصرية على جدران البطريركية الأرمنية في البلدة القديمة، وعبارات "الموت للأرمن، والموت للمسيحيين".

واستولى المستوطنون اليهود كذلك على المزيد والمزيد من الممتلكات، حيث يُنظر إلى المستوطنات على أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي، لكن إسرائيل لا توافق.

غطاء رسمي

يأتي ذلك في وقت ينخرط في هذه الاعتداءات شخصيات إسرائيلية رسمية، مثل نائب رئيس البلدية في القدس أرييه كينغ، الذي يقود عشرات المستوطنين للهجوم على السياح المسيحيين.

ويقول رئيس التجمع الوطني المسيحي في القدس دميتري دلياني: "منذ قدوم حكومة نتنياهو اليمينة المتطرفة ازدادت نسبة الاعتداءات الإرهابية على الرهبان والمسيحيين وعلى السياح أيضًا، والتي ترتكبها عصابات المستوطنين، الذين يستهدفون التواجد المسيحي في البلدة القديمة، خاصة منطقة الحي المسيحي في باب الخليل، وحي الأرمن، مدعومين من التصريحات التحريضية من قبل حكومة الاحتلال، التي تعتبر غطاء سياسيا لهؤلاء المتطرفين لممارسة جرائمهم ضد المسيحين في البلدة القديمة".

ويضيف دلياني: "فضلًا عن التصريحات التحريضية من قبل حكومة نتنياهو، هناك غطاء حكومي يدعم هذه الاعتداءات من خلال وجود إيتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي الذي أعطى مزيدا من الدعم والتغطية على جرائم المستوطنين، ووجود وزير المال بتسلئيل سموتريتش الذي رفع الموازنة المقدمة للمستوطنين".

وعلى مر السنين، أصبحت حالات البصق والسب ودفع الكهنة في البلدة القديمة أمرًا روتينيًا. وعلاوة على ذلك، يقول قادة الكنيسة إنه كان هناك المزيد من الإعتداءات الطائفية في الآونة الأخيرة.

يقول المطران ويليم شوملي من البطريركية اللاتينية: "يحدث هذا بسبب كراهية وتعصب وتطرف جزء من المجتمع الإسرائيلي"، مضيفاً: "إنها أقلية من الناس".

فيما يقول مراقبون إن "الهدف من هذه الاعتداءات هو تقليل عدد المسيحين المتواجدين في البلدة القديمة، من خلال ترهيبهم وجعلهم دون حماية وأمان، ونطالب العالم بالتدخل لوقف هذه الاعتداءات الممنهجة ضد التواجد المسيحي في القدس، والذي يتناقص يومًا بعد يوم".

ويشيرون إلى أن صعود اليمين المتطرف في السياسة الإسرائيلية قد لعب دوراً في زيادة الاعتداءات.

وتضم الحكومة الإسرائيلية الحالية قوميين متطرفين، مثل وزير المالية الذي يدعو إلى سياسات تظهر عدم التسامح مع أولئك الذين لا يشاركونهم دينهم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المسيحيون إسرائيل القدس فلسطين

مسيحيون قلقون من تصاعد ظاهرة البصق عليهم من يهود بالقدس (فيديو)

رغم الإدانات.. إسرائيليون يبصقون على كنائس القدس (فيديو)