العالم بعد الحرب القادمة للقوى العظمى.. سيناريوهات مدمرة وعواقب وخيمة

الثلاثاء 20 يونيو 2023 09:43 م

استكشف تقرير نشر تفاصيله موقع "ذ ديبلومات"، ما يمكن توقعه في أعقاب حروب القوى العظمى، وذلك عبر النظر إلى الحروب الماضية ووضع سيناريوهات مستقبلية.

التقرير الذي حمل عنوان "مستقبل بديل بعد حرب القوى العظمى"، تحدثت عن تفاصيله المؤلفة المشاركة فيه، مديرة مركز تحليل الاستراتيجية الأمريكية الكبرى، والخبيرة السياسية في مؤسسة "راند"، ميراندا بريبي، وذلك في مقابلة معها ترجمها "الخليج الجديد".

المحطات الرئيسية

يرجح التقرير أن تخطئ تنبؤات القادة في وقت السلم بشأن الحروب المستقبلية، على الأقل في بعض العناصر الرئيسية.

تاريخيًا، كان صانعو السياسة دائمًا تقريبًا يضعون افتراضات غير صحيحة حول الجوانب الرئيسية للحرب المستقبلية؛ مثل طول الحرب أو أطراف النزاع أو بيئة ما بعد الحرب؛ لذلك يرى التقرير أنه يجب أن نكون متواضعين بشأن قدرتنا على التنبؤ بمسار الحروب المستقبلية وتداعياتها.

كما يرجح أن تكسب القوى العظمى التي لا تشارك بشكل مباشر في نزاع ما، مقارنة بالأطراف التي تقاتل فيه. على سبيل المثال، من المرجح أن توفر الحرب بين الولايات المتحدة وروسيا الصين مزايا كبيرة.

لا يُترجم النصر في زمن الحرب بالضرورة بتحقيق السلام بعده. على سبيل المثال، قد يواجه الفائزون تحالفات متوازنة أقوى بعد الحرب، وقد تؤدي ديناميكيات التحالف في زمن الحرب إلى تقويض تماسك التحالف بعدها.

سيناريوهات ما بعد الحرب

يؤدي 2 من السيناريوهات الأربعة للتقرير إلى نتائج حاسمة للصين والولايات المتحدة مع اليابان.

لقد طور معدو التقرير عن قصد سيناريوهات انتهت بطرق مختلفة لاستكشاف تداعيات ما بعد الحرب؛ لذلك تمت محاولة تطوير سيناريوهات حرب القوى العظمى المعقولة، ولكن ليس بالضرورة الأكثر احتمالية.

وعلى وجه التحديد، تم النظر في 3 طرق مختلفة يمكن أن تنتهي بها الحرب بين الولايات المتحدة والصين؛ في إحداها تؤدي الحرب إلى نتيجة غير حاسمة، حيث لا يدعي أي من البلدين نصرًا واضحًا.

وفي الثانية تضم الصين تايوان وتسير في طريق الحرب، حيث يفترض أن بكين قادرة على شن هجوم في الوقت الذي تختاره، مع تحذير متقدم محدود، وأداء جيشها جيد دون هذا النوع من المشاكل اللوجستية وغيرها من المعضلات التي لدى روسيا في أوكرانيا.

ويضيف أنه  بالرغم من أن الصين تضم تايوان في هذا السيناريو، إلا أنها تواجه تكاليف باهظة في أعقاب ذلك. في هذا السيناريو الخاص، قاد غزو بكين دولًا في شرق آسيا إلى تشكيل تحالف شبيه بحلف شمال الأطلسي لتحقيق التوازن ضد الصين، وقاد اليابان وكوريا الجنوبية إلى متابعة برامج نووية، دون معارضة أمريكية.

سيناريو الانتصار الحاسم للولايات المتحدة واليابان، يتصاعد فيه الصراع في بحر الصين الشرقي عندما تهدف الحرب الأمريكية إلى التوسع لتشمل إضعاف قوة بكين العسكرية؛ لمنع العدوان الإقليمي في المستقبل.

وفي هذا السيناريو تنجح الولايات المتحدة واليابان في الدفاع عن مطالبات طوكيو البحرية وتدمير أجزاء كبيرة من قدرات الصين. ومع ذلك، كما هو الحال في السيناريو الآخر، فإن النصر يأتي بثمن، حيث تضفي روسيا والصين الطابع الرسمي على تحالف ما بعد الحرب، مع تكثيف سباق التسلح بعد الحرب بين بكين وواشنطن.

وتنأى العديد من الدول في المنطقة بنفسها عن الولايات المتحدة، التي ترى أنها وسعت الصراع دون داعٍ؛ مما يقلل من قواعد الولايات المتحدة وخياراتها للوصول.

تأثيرات التكنولوجيا الجديدة

وجد التقرير أن المخططين وواضعي السياسات، تاريخيًا، فشلوا بكثير من الأحيان في توقع الآثار المترتبة على التقنيات الجديدة.

فبالرغم من سلسلة الحروب في وسط أوروبا وشرق آسيا خلال أواخر القرن التاسع عشر، فشل القادة الأوروبيون مرارًا وتكرارًا في فهم أو إساءة تفسير الآثار العسكرية للسكك الحديدية والأنواع الجديدة من القوة النارية.

وبالمثل، بالرغم من أن الصراعات السابقة قد شهدت استخدام حرب الخنادق، فقد فشل القادة الأوروبيون خلال الحرب العالمية الأولى في توقع أن هذا الابتكار سيجعل العمليات الهجومية والنصر السريع صعب التحقيق.

تخفيف مخاطر تصعيد الصراع

يمكن أن يساعد التعامل مع البدائل المخططين على التفكير في طرق مختلفة يمكن أن تتكشف بها الحروب. قد يساعد هذا في الكشف عن التكاليف والمخاطر المحتملة للخيارات السياسية والعسكرية ومساعدة صانعي السياسات على تحديد أيها يستحق العمل.

إن تخيل هذه الاحتمالات قبل الحرب يمكن أن يمنح المخططين وقتًا لتطوير وتقييم الخيارات التي قد تقلل من خطر التصعيد.

يرى التقرير أن حروب القوى العظمى بشكل عام مدمرة للغاية ولها آثار كبيرة على مجتمعات واقتصاديات ما بعد الحرب. تاريخيًا، توسعت هذه الحروب في كثير من الأحيان لتشمل دولًا إضافية لم يتوقعها صناع السياسة في الأصل، كما حدث عندما دخلت الصين الحرب الكورية.

وغالبًا ما تستمر هذه الحروب لفترة أطول وتكون أكثر حدة مما يتوقعه صناع السياسة، ولها عواقب غير متوقعة بعد الحرب. وفي العصر النووي، تنطوي حروب القوى العظمى أيضًا على خطر تصعيد من هذا النوع.

لذلك يوصي التقرير صانعي القرار في الولايات المتحدة وحلفائها أن يكونوا متواضعين عند وضع توقعات حول الحروب المستقبلية، وأن يفكروا دائمًا في احتمال أن تتكشف هذه الحروب بطرق مختلفة بشكل كبير عما يتوقعونه. ويمكن أن يساعدهم هذا التواضع في تقييم المقايضات المحتملة لقرارات استخدام القوة بشكل أكثر دقة.

المصدر | ميرسي أ. كو/ ذا ديبلومات - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين القوى الكبرى صانعو السياسة المستقبل الولايات المتحدة الحرب