سلط موقع "تشاينا ديلي" الصيني الضوء على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين قطر والإمارات، واصفا إياه بأنه يشير إلى مناخ إيجابي من التهدئة، أسفر عن ذوبان للجليد الدبلوماسي بين البلدين، في أحدث حلقة في سلسلة من التقاربات بين دول الخليج، والتي تصدرت عناوين الصحف في أعقاب اتفاق السلام الذي توسطت فيه الصين بين السعودية وإيران في مارس/آذار الماضي.

وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن شؤون الطيران المدني البحرينية أعلنت، الشهر الماضي، استئناف الرحلات الجوية بين البحرين وقطر في 25 مايو/أيار، بعد أن قرر البلدان في أبريل/نيسان إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

خلافات أيدولوجية

وفي السياق، قال كليمنس تشاي، الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، أن الخلافات السابقة بين الإمارات وقطر كانت "أيديولوجية"، لكن أبو ظبي أبدت استعدادها للمضي قدمًا في المصالحة، وإن كان ذلك تدريجيًا.

وأضاف: "استغرق استئناف التمثيل الدبلوماسي الرسمي وقتًا أطول، حيث شعرت الإمارات، تماشياً مع سياستها الخارجية التصالحية، بضرورة تسريع إصلاح العلاقات تماشياً مع سياسات البحرين".

وتابع: "بالتأكيد، هناك شهية واضحة لخفض التصعيد الإقليمي في الشرق الأوسط، لكن الدافع المنبثق من دول الخليج لا يزال هو الأقوى".

وأشار تشاي إلى أن استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم العام الماضي وفرت لقادة المنطقة "نظرة إيجابية للتعاون"، مضيفا: "ما هو جدير بالملاحظة أيضًا هو أن الاجتماعات السابقة بين كبار المسؤولين من كلا الجانبين، سواء في المنطقة أو على هامش اجتماعات ثابتة أخرى، ركزت أيضًا على مشاريع التجارة والاستثمار، والتي يجب أن تتحول إلى تركيز أكبر في المستقبل".

خفض التصعيد

فيما اعتبرت رشا الجندي، الباحثة في مركز دبي لأبحاث السياسة العامة بالإمارات، أن الإعلان عن استعادة العلاقات الإماراتية القطرية "لم يكن مفاجئًا" لأنه يعتبر جزءًا من العديد من الخطوات السابقة المتخذة لتحقيق هذا الهدف.

وأوضحت أن العلاقات الإماراتية القطرية يمكن النظر إليها على أنها جزء من ميل عام لتبني استراتيجية خفض التصعيد في المنطقة، مشيرة إلى أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة تعمل معًا، لأول مرة، لدعم جهود بناء السلام العربية الإيرانية.

اتفاقية العلا

وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، يوم 19 يونيو/حزيران الجاري، إنه "بناء على اتفاقية العلا والحرص المشترك على تعزيز العلاقات الثنائية"، ستعيد قطر والإمارات العلاقات الدبلوماسية من خلال إعادة فتح السفارة القطرية في العاصمة الإماراتية أبوظبي وقنصليتها في دبي، وكذلك سفارة الإمارات في الدوحة في نفس اليوم.

وفي بيان مماثل، قالت وزارة الخارجية الإماراتية إن الجانبين "أكدا أن هذه الخطوة تأتي تجسيدا لإرادة قيادة البلدين".

يذكر أن اتفاقية العلا بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي، عام 2021، أنهت مقاطعة دامت 3 سنوات لقطر كانت مفروضة في يونيو/حزيران 2017، بزعم دعم الدوحة للجماعات والأنشطة الإرهابية.