حققت السعودية نجاحا ملحوظا في تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات الغذائية الضرورية قبل تولي مهمة تأمين الغذاء لملايين الحجاج القادمين إلى المملكة من مختلف دول العالم.

وينقل تقرير موقع "ياهو فاينانس" عن رئيس قسم التموين في مكة المكرمة قوله إن "منتجات 1.294 مصنع أغذية في السعودية ستؤمن أكثر من 120 مليون وجبة لما لا يقل عن مليوني حاج في 6 أيام تحت إشراف وزارة الحج والعمرة".

ووفقا للتقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد" يبلغ الاستثمار في الصناعات الغذائية نحو 7% من إجمالي الاستثمارات في القطاع الصناعي السعودي، وبالتالي ضخت أكثر من 94 مليار ريال لتشغيل المصانع العاملة في هذا القطاع، بحسب بيانات رسمية.

وتدير السعودية مشروعا عملاقا لزيادة غطائها النباتي، مما ساهم بشكل فعال في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية مثل التمور بنسبة 125%، والخضروات بنسبة 87%، بالإضافة إلى امتلاك أكبر سعة تخزين للقمح والدقيق في الشرق الأوسط بطاقة طحن يومية تبلغ 3.3 مليون طن.

ويشير التقرير إلى أن استراتيجية السعودية لتحقيق الأمن الغذائي تتضمن 11 برنامجا، بما في ذلك البرنامج السعودي للاستثمار الزراعي في الخارج، حيث أكملت الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك) عملية استحواذ بقيمة 4.65 مليار ريال على 35.43% من أسهم شركة "أولام أجري" السنغافورية في 2022. بالإضافة إلى الاستحواذ على مصنعين لتجهيز اللحوم في أستراليا.

ويضيف التقرير أن الأمن المائي يحتل أيضا مكانا بارزا في جدول الأعمال الاستراتيجي للمملكة، حيث تشارك حاليًا في مشاريع ضخمة لتحلية مياه البحر وتشغيل وإدارة 563 سدا، بينما تخطط لبناء 1000 سد جديد لتعزيز الاستفادة من مياه الأمطار.

وسمحت استراتيجية التخطيط الاستباقي للمملكة بتجنب نقص الإمدادات الغذائية طوال تاريخها، بالرغم من بعض الأوقات القاسية التي شهدتها المنطقة، مثل حرب الخليج الثانية عام 1990، وأزمة أسعار الغذاء عام 2008، وتدهور الإمدادات الغذائية وسلاسل التوريد عام 2021 بسبب وباء كورونا.