سراب الردع عبر أجنحة المسيّرات
المطالبات الاسرائيلية باستعادة الردع لم تأتِ على ذكر قطاع غزة، بل جاءت على ذكر جنين ومخيمها على غير العادة.
المسيرات وسياسة الاغتيالات الإسرائيلية أكدت مرة أخرى وفي مفارقة من نوع آخر على تراجع كفاءة المشاة الإسرائيلية
المطالبة باستعادة الردع في جنين تمثل صعوداً واضحاً للمقاومة فيها وفي الضفة واعترافا ضمنياً بمعادلة ردع تتشكل في الضفة الغربية.
المزاودات الأمنية والاستيطانية لن تفضي لاستعادة الردع بل ستؤكد تآكله و استحالة استعادته على الأرض أو في السماء التي ستُملأ بصواريخ المقاومة عاجلاً ام آجلاً.
استعادة الردع في الضفة عبر أجنحة المسيرات سراب لن يوصل الاحتلال إلا لفقدان السيطرة على الأرض وإشعال المقاومة؛ وتشابك ساحاتها كصيرورة لا يمكن الهروب منها.
* * *
المطالبات الاسرائيلية باستعادة الردع لم تأتِ على ذكر قطاع غزة، بل جاءت على ذكر جنين ومخيمها على غير العادة.
مفارقة تعد الأغرب من نوعها؛ ذلك انها وإن كانت تمثل تصعيداً اسرائيلياً خطيراً في الضفة الغربية لتعويض الفشل الأمني وفقدان السيطرة على الأرض؛ فانها من ناحية أخرى تمثل صعوداً واضحاً للمقاومة في جنين والضفة الغربية؛ واعترافا ضمنياً بمعادلة ردع تتشكل في الضفة الغربية.
لجوء وزير الأمن يؤاف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي للاغتيالات عبر أجنحة المسيرات مثل بحثاً اسرائيلياً عن سراب الردع والانتقام في السماء هروبا من الفشل على الأرض التي تبعثرت عليها هيبة وكرامة جيش الاحتلال ومستوطنية في زقائق جنين ومستوطنة (عيلي) قبل أيام.
غير أن المسيرات وسياسة الاغتيالات الإسرائيلية أكدت مرة أخرى وفي مفارقة من نوع آخر على تراجع كفاءة المشاة الإسرائيلية بعد عملية الشرطي المصري محمد صلاح الذي استشهد بالقرب من معبر العوجا على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة عام 1948.
الحلول التي قدمها وزير الامن غالانت ورئيس الأركان هليفي من ناحية أخرى لم تعجب وزير الأمن الإسرائيلي السابق زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان الذي قال صباح يوم الخميس:
إن صواريخ القسام ستنطلق تجاه مستوطنات شمال الضفة وغوش دان من جنين قريباً، داعيا الى توجيه ضربة أوسع تشمل قطاع غزة؛ علماً بأن ليبرمان كان أشد وزراء الأمن الاسرائيلي حذراً من التورط في صدام مع المقاومة في قطاع غزة خشية من النتائج الكارثية على مستقبله السياسي.
المزاودات الأمنية والإستيطانية بين حكومة اليمين الديني الفاشي؛ و المعارضة اليمنية العلمانية المتطرفة لن تفضي لاستعادة الردع بل ستؤكدعلى تآكله و استحالة استعادته على الأرض أو في السماء التي ستُملئ بصواريخ المقاومة عاجلاً ام آجلاً؛ كما تنبأ ليبرمان.
ختاما .. البحث عن الردع في الضفة عبر أجنحة المسيرات سراب لن يوصل الاحتلال إلا الى مزيد من فقدان السيطرة على الأرض وإشعال المقاومة الشعبية؛ وتشابك ساحاتها بين الضفة والقطاع وأراضي 1948 المحتلة والإقليم برمته وهي صيرورة لم يعد بالإمكان الهروب منها على الأرض أو في السماء .
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي