لعقود من الزمن، كان المنتج البارز لصناعة الأسلحة الإسرائيلية هو "عوزي"، وهو سلاح رشاش يستخدمه الجنود في جميع أنحاء العالم. وفي الآونة الأخيرة، تحول الاهتمام إلى القبة الحديدية التي يروج لها على أنها أقوى نظام دفاع ضد الصواريخ في العالم.

في هذا السياق، يرى تقرير لمجلة "ذي إيكونوميست" أن الحرب في أوكرانيا وفرت مزيدا من الاهتمام وأثبتت أنها نعمة لصادرات الأسلحة في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ويشير التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد" إلى موافقة البرلمان الألماني في 14 يونيو/ حزيران الحالي على دفعة بقيمة 560 مليون يورو (615 مليون دولار) لشراء نظام الدفاع الصاروخي "سهم 3"، من قبل مبادرة "سكاي شيلد" الأوروبية المؤلفة من 17 دولة.

و"سهم 3" هو نظام دفع متطور ضد الصواريخ الباليستية طورته شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية المملوكة للدولة، بالتعاون من شركة بوينج الأمريكية.

يضيف التقرير أن ألمانيا وحلفاءها قلقين بشأن روسيا. وبسعر 4 مليارات يورو، ستكون الصفقة الحالية ضمن الأكبر في تاريخ الصادرات العسكرية لإسرائيل.

وقد قدمت فنلندا والتشيك بدورهما طالبات للحصول على أنظمة دفاع صاروخي إسرائيلية، وتخطط حكومات أوروبية الأخرى للقيام بذلك.

بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي في تطوير تقنية مكافحة الصواريخ في أواخر الثمانينيات. وقامت منذ ذلك الحين بتكييفها للاستخدام ضد الصواريخ الأصغر وقذائف المدفعية (التي تطلقها حركات المقاومة الفلسطينية).

ويعتقد التقرير أن الأوروبيين دخلوا في فورة إنفاق عسكري منذ غزو روسيا لأوكرانيا. ففي العام الماضي، بلغت صفقات الأسلحة الإسرائيلية أعلى مستوى على الإطلاق عند 12.5 مليار دولار، وكان أكثر من ربع المبيعات إلى أوروبا، وهي نسبة من المتوقع أن تنمو في عام 2023.

لقد أثبتت الطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات وأنظمة التدريب المتقدمة شعبية كبيرة، إلى جانب أنظمة الدفاع ضد الصواريخ، وهو ما منح إسرائيل المزيد من العملاء.

ووفقا للتقرير تريد دولة أوروبية لم يكشف عنها شراء دبابات ميركافا المستعملة، وربما تحل محل الدبابات القديمة المخصصة لأوكرانيا.

وإضافة إلى الفوائد المادية، تعتبر الزيادة في مبيعات الأسلحة إلى أوروبا دفعة دبلوماسية لإسرائيل وفق "إيكونوميست". ففي الماضي، انتقد العملاء المحتملون معاملة دولة الاحتلال للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، والآن سوف يستخدمون الأنظمة الإسرائيلية التي تم تطويرها واستخدامها في حروب إسرائيل في غزة.