استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل ينجح بايدن فى إغلاق معتقل غوانتانامو؟

الجمعة 30 يونيو 2023 03:34 ص

هل ينجح بايدن فى إغلاق معتقل غوانتانامو؟

يعتبر أعضاء الحزب الجمهورى أى جهود لإغلاق غوانتانامو تساهلا مع الإرهاب.

احتمال فوز ترامب، أو مرشح آخر يشاطره الرأى يمكن أن ينهى أى جهود لإغلاق معتقل غوانتانامو كما فعل ترامب عندما كان فى البيت الأبيض.

استغلت واشنطن المعتقل بصورة غير إنسانية وبعيدا عن القانون، حيث مكنها من القدرة على العمل خارج القيود العادية للقانون وحقوق الإنسان.

رغم تعهد رئيسين ديمقراطيين، باراك أوباما وجو بايدن، بإغلاقه، إلا أن المعتقل ما زال مفتوحا ويُحتجز به 30 معتقلا، الكثير منهم لم توجه إليهم أي تهم.

ما دام هناك محتجزون فى غوانتانامو، فإن إدانات أمريكا المتكررة لمراكز الاعتقال التعسفية فى الصين وإيران وفنزويلا، وغيرها من أعداء واشنطن، ستبقى جوفاء.

اعتقد ترامب أن غوانتانامو وسيلة رائعة للتعامل مع الأشخاص السيئين ووقع أمرا تنفيذيا لإبقائه ولا يزال مشرعون يطالبون بإبقائه مفتوحا للمشتبه بضلوعهم في الإرهاب.

منذ بدء استخدامه لاعتقال من تعتبرهم واشنطن إرهابيين بعيدا عن الأراضى الأمريكية لتتجنب الإجراءات القانونية الواجبة هناك، أصبح اسم غوانتانامو مرادفا لـ«العار الأمريكى».

* * *

قد تكون نافذة إدارة جو بايدن للتحرك تجاه إغلاق معتقل غوانتانامو قد ولت مع بدء موسم الحملة الرئاسية لعام 2024، حيث من المرجح أن يصف أعضاء الحزب الجمهورى أى جهود لإغلاق غوانتانامو بأنها تساهل مع الإرهاب.

كما أن احتمال فوز دونالد ترامب، أو مرشح آخر يشاطره الرأى، يمكن أن ينهى أى جهود من هذا القبيل، كما فعل ترامب عندما كان فى البيت الأبيض بين عامى 2017 إلى 2021.

رغم توالى الدعوات الأممية والحقوقية، من مختلف أنحاء العالم، للإدارة الأمريكية، من أجل إغلاق معتقل غوانتانامو الذى افتتحته واشنطن قبل 22 عاما، فى إطار ما سمتها «الحرب على الإرهاب» عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، فإن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تلب نداءات إغلاقه، وفشل الرئيس السابق باراك أوباما فى ذلك رغم تعهده به فى مناسبات عدة.

مرت أكثر من 22 عاما على بدء استخدام واشنطن معتقل غوانتانامو بقاعدتها العسكرية فى كوبا، ورغم تعهد الرئيسين الديمقراطيين، باراك أوباما وجو بايدن، بإغلاقه، إلا أن المعتقل ما زال مفتوحا ويُحتجز به 30 معتقلا، الكثير منهم لم توجه إليهم أى تهم.

ومنذ بدء استخدام القاعدة لاحتجاز من تصفهم واشنطن بالإرهابيين، بعيدا عن الأراضى الأمريكية، وبحيث يتم تجنب الإجراءات القانونية الواجب اتباعها داخل الحدود الأمريكية، أصبح اسم غوانتانامو مرادفا لـ«العار الأمريكى». إذ استغلت واشنطن المعتقل بصورة غير إنسانية وبعيدة عن القانون، حيث مكنها من القدرة على العمل خارج القيود العادية للقانون وحقوق الإنسان.

تم إنشاء هذا المعتقل بعد هجمات 11 سبتمبر كمعسكر اعتقال سرى للسجناء الخطرين بشكل خاص، واعتبرت الحكومة الأمريكية فى البداية أنه يعمل خارج الولاية القانونية الأمريكية، مما أعطى وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من الوكالات الغطاء القانونى لإجراء استجوابات بطرق خاصة ترقى إلى التعذيب الصريح وإخضاع السجناء لمعاملة قاسية ولاإنسانية ومهينة.

وليس هناك أدلة على أن هذه الاستجوابات والتعذيب قد أسفرت عن الكثير من المعلومات الاستخباراتية، لكنها ضمنت إعلان الكثير من الأدلة ضد الأسرى غير مقبولة فى المحكمة، حتى لو سمحت النيابة العسكرية بمناقشة تعذيبهم علنا فى المحكمة.

* * *

تعهد الرئيس جو بايدن خلال حملته الانتخابية عام 2020، وبعد وصوله للبيت الأبيض فى يناير 2021 بإغلاق غوانتانامو، ووجه وزارة الدفاع لدراسة أفضل السبل للقيام بذلك.

ويتبع بايدن سياسة تخفيض عدد المعتقلين، وترحيلهم لبلدانهم الأصلية، أو دول تقبل استضافتهم، كمدخل إفراغ المعتقل، أو الوصول بعدد المعتقلين لرقم صغير يستطيع بعدها الضغط لنقلهم ومحاكمتهم داخل الأراضى الأمريكية.

عندما تسلم بايدن الحكم، كان عدد المعتقلين 41 رجلا، واليوم وبعد عامين ونصف العام من حكم بايدن، انخفض الرقم إلى 30 معتقلا. لكن بالمعدل الذى تتحرك به الإدارة فى الإفراج عن بعض المعتقلين الأقل خطورة وأهمية، قد تستغرق هذه العملية عدة سنوات أخرى، وقد يعرقل ذلك وصول رئيس جمهورى للبيت الأبيض حيث سيوقف هذه العملية برمتها.

يتطلب إغلاق المعتقل، الذى يسىء لصورة أمريكا حول العالم، أن يستخدم بايدن سلطته الرئاسية لإصدار أوامر تنفيذية إلى وزارات الدفاع والعدل والخارجية ووكالات الاستخبارات والوكالات الأخرى المعنية بتنسيق جهودها وتوجيه مواردها لتحقيق ذلك فى إطار زمنى محدد.

ولا يخفى على الأشخاص المساعدين للرئيس بايدن أنه ما دام هناك محتجزون فى غوانتانامو، فإن إدانات أمريكا المتكررة لمراكز الاعتقال التعسفية فى الصين وإيران وفنزويلا، وغيرها من أعداء واشنطن، ستبقى جوفاء.

لا تتجاهل الجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان مرور أكثر من 22 عاما والكثير من المعتقلين داخل غوانتانامو، وما يعنيه ذاك من أن المعتقلين أصبحوا من كبار السن، أى يعانون من أعراض الشيخوخة التى من المؤكد أنها تفاقمت بسبب التأثير التراكمى لتجاربهم والسنوات التى قضوها فى الاحتجاز.

فرض الكونغرس حظرا على السماح لأى من معتقلى جوانتانامو بدخول الأراضى الأمريكية، سواء للمحاكمة أو الاحتجاز أو حتى العلاج الطبى. لذلك لا يوجد مكان آخر تقريبا لسجن أولئك الذين يتوصلون إلى صفقات ادعاء، وبينما تطول قضاياهم، وتتدهور صحة السجناء، يجب نقل فرق من الأطباء والجراحين بانتظام إلى الجزيرة لعلاجهم.

قبل 15 عاما، أعلن الرئيس جورج بوش، الذى أنشأت إدارته مركز الاعتقال، بحلول نهاية فترة ولايته الثانية أنه يرغب بشدة فى إنهاء غوانتانامو. قدم باراك أوباما التزاما علنيا عند دخوله البيت الأبيض بأنه سيغلق المعتقل، لكنه أثبت أنه غير قادر على ذلك.

على النقيض من ذلك، اعتقد خليفته دونالد ترامب أن غوانتانامو وسيلة رائعة للتعامل مع الرجال السيئين ووقع أمرا تنفيذيا لإبقائه مفتوحا. ولا يزال بعض المشرعين، ولا سيما السيناتور ليندسى غراهام، الجمهورى من ولاية كارولينا الجنوبية، يطالبون بإبقاء غوانتانامو مفتوحا كمركز اعتقال للمشتبه فى ضلوعهم فى الإرهاب.

فى الوقت ذاته يتمتع الرئيس الأمريكى بالسلطة الكاملة لإزالة أى عقبات فى سبيل إغلاق المعتقل، ويمكن ذلك بإعادة السجناء المتبقين إلى أوطانهم، أو حملهم على صفقة ادعاء، حيث يقرون بالذنب، ويقضون بقية حياتهم فى سجون فيدرالية ذات حراسة خاصة ومشددة، كتلك التى سُجن فيها الشيخ عمر عبدالرحمن حتى وفاته، وذلك بدلا من عقوبة الإعدام.

يُعد مرور كل تلك السنوات منذ 2001، دون وقوع «عمليات إرهابية كبرى ضد الولايات المتحدة»، فرصة للرئيس بايدن، الذى يرفع شعارات حقوق الإنسان وسيادة القانون، لتنفيذ وعده الانتخابى الأكثر صعوبة خاصة مع خوضه انتخابات رئاسية مرة أخرى العام المقبل.

*محمد المنشاوي كاتب صحفي في الشئون الأمريكية من واشنطن

المصدر | الشروق

  كلمات مفتاحية

أمريكا بايدن أوباما ترامب إرهاب معنقل غوانتانامو الكونغرس الحزب الجمهوري انتخابات رئاسية