رصدت صحيفة هاآرتس العبرية تراجعا حادا في زيارات الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو للدول العربية مقارنة بنظيرتها السابقة بقيادة نفتالي بينيت خلال الأشهر الستة لتشكيلهما.

وذكرت الصحيفة أن هذا التراجع يتزامن مع تصاعد أنشطة الاستيطان من قبل الحكومة الإسرائيلية الحالية وأعمال العنف ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين.

ومنذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2022، يقود نتنياهو حكومة تضم أحزابا من أقصى اليمين الديني والقومي، وتعمل على تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية، التي يتمسك بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وعلى صعيد رؤساء الحكومة، ذكرت الصحيفة أن نتنياهو زار خلال الـ6 أشهر الأولي من ولايته السادسة دولة عربية واحدة هي الأردن، بينما سافر بينيت خلال نفس الفترة إلى الإمارات والأردن ومصر.

وأضافت الصحيفة: كانت زيارة بينيت للإمارات هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء إسرائيلي والأولى من نوعها لمصر منذ عقد.

وعلى صعيد الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، زار وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي السودان لكنه لم يزر أي دولة عربية أخرى، بينما زار نظيره بالحكومة السابقة يائير لابيد كل من الإمارات والبحرين والأردن ومصر والمغرب.

وفي حين لم يزر وزير الدفاع الحالي يوآف جالانت، أي دولة عربية خلال الأشهر الستة الأولى من توليه المنصب، فقد زار وزير الدفاع بالحكومة السابقة "بيني جانتس كل من البحرين والمغرب.

ووفق الصحيفة فإن "المغرب هو البلد العربي الأكثر زيارة من قبل قادة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي منذ أدائه اليمين الدستورية، حيث استضافت الرباط وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريجيف، ورئيس الكنيست أمير أوحانا.

ومع ذلك، تسبب المغرب في إحراج دبلوماسي لإسرائيل الأسبوع الماضي عندما أعلن أنه سيلغي الاجتماع المقبل لمنتدى النقب الشهر المقبل، ردا على تحركات إسرائيلية لتوسيع مستوطناته بشكل كبير في الضفة الغربية".

ونتيجة لتلك التحركات الإسرائيلية، أصدرت الإمارات والأردن ومصر في الأشهر الأخيرة بيانات استنكار لخطط إسرائيل بناء المزيد من المنازل في المستوطنات.

وأوضح تقرير صحيفة هآرتس أن "السعودية، التي قال نتنياهو في عدة مناسبات إنه يأمل في تطبيع العلاقات معها، أصدرت بيان إدانة مماثل.

وفي الأسابيع الأخيرة، ربط مسؤولون سعوديون كبار في عدة مناسبات التقدم نحو تطبيع (مع إسرائيل) بالحركة في الساحة الفلسطينية".

وقالت حركة السلام الآن اليسارية الإسرائيلية (غير حكومية)، المتخصصة بمراقبة الاستيطان، في تقرير نشرته الإثنين الماضي، إن "الحكومة الإسرائيلية الحالية دفعت منذ بداية العام الجاري بمخططات لبناء 13 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية".