استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن أي «حرية تعبير» يتحدثون؟

السبت 1 يوليو 2023 05:37 ص

عن أي «حرية تعبير» يتحدثون؟

بررت سلطات السويد فعلها المشين بأنه «حرية تعبير تكفلها البلاد»، وما هو هذا إلا تمويه لحقيقة تنامي المد اليميني المتطرف المشبع بالكراهية والعنصرية.

أي «حرية تعبير» لا تحترم معتقدات الناس هي زيف يراد به تسويق الكراهية، ونبذ الآخر والتنمر عليه، وهي علامات انحدار أخلاقي الذي ينزلق الغرب نحوه.

التذرع بحرية التعبيرلا مقام له فلا حرية رأي بلا ضوابط قانونية ومبادئ أخلاقية واحترام معتقدات الناس وحقهم في ممارسة شعائر دينهم وهذا حق المسلمين وغيرهم من الديانات.

* * *

ليس المسلمون وحدهم من يحتجون على تطاول فرد حاقد، أو مجموعة متطرفة على دينهم، وحرق كتابهم الكريم. مثلهم سيفعل المسيحيون لو حُرق الإنجيل، ومثلهم سيفعل اليهود لو حُرقت التوراة.

كل الملل على أنواعها سيغضبها المساس بمقدساتها، وستحتج على ذلك، بما يتيسر لها من سبل، ولذا نرى ردة فعل المسلمين في كل مرة تُحرق فيها نسخ من القرآن الكريم، أو تنشر رسومات مسيئة للإسلام في بلدان غربية مختلفة، وهذا ما حدث من ردة فعل احتجاجية ما زالت متواصلة، رسمية وشعبية، في مختلف البلدان العربية والإسلامية، حين قام شخص موتور في السويد بدوس نسخة من القرآن، قبل حرقها يوم عيد الأضحى المبارك أمام وسائل الإعلام، وهي المرة الأولى التي يتم فيها هذا التصرف الأرعن، في تجمع مرخص من قبل السلطات، رغم علمها، مسبقاً، أنه سيجري فيه حرق القرآن.

سلطات السويد بررت فعلها المشين هذا، بأنه يندرج في خانة «حرية التعبير التي تكفلها البلاد»، وما هو هذا إلا تمويه لحقيقة تنامي المد اليميني المتطرف المشبع بالكراهية، حيث بات في مواقع التأثير في دوائر القرار هناك، في إطار موجة الإسلاموفوبيا التي تجتاح أوروبا وسواها من بلدان، خاصة مع تزايد معدلات الهجرة من البلدان الإسلامية، بسبب ظروف الحرب والنزاعات، غير الخافي أن الغرب نفسه متورط في إشعالها، تنفيذاً لمآربه في تفكيك هذه الدول، بما يخدم مصالحه.

المفارقة المرّة أن الغرب الذي يقيم الدنيا ويقعدها ضد ما يصفه بـ«معاداة السامية» في وجه أي رفض أو استنكار للاعتداءات الإسرائيلية على شعب فلسطين، لا يكتفي بغض النظر عن موجة الإسلاموفوبيا، التي تبث الكراهية ضد المسلمين على أوسع نطاق، بل وييسر لها سبل التوسع، و«شرعنتها» كما فعلت سلطات السويد، حين رخصت للتجمع المعادي للمسلمين والإسلام رغم إدراكها خطورة ما سيجري فيه من حرق القرآن، ولم تعلن أي إجراء ضد مرتكب هذا الفعل المخزي، وهي العالمة بما سيثيره، من ردود فعل لدى المسلمين، الذين يشكل عددهم ما تبلغ نسبته نحو ربع سكان المعمورة.

التذرع بحرية التعبير هنا لا مقام جدي له، فلا توجد حرية للرأي بلا ضوابط قانونية ومبادئ أخلاقية، وفي مقدمة هذه المبادئ احترام معتقدات الناس ودياناتهم وحقهم في ممارسة شعائر دينهم، وهذا ينطبق على المسلمين وعلى سواهم من أهل الديانات الأخرى.

أي «حرية تعبير» مزعومة لا تحترم ذلك، هي زيف يراد به تسويق الكراهية، ونبذ الآخر والتنمر عليه، وهي علامات انحدار أخلاقي الذي ينزلق الغرب نحوه.

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

القرآن الغرب السويد الكراهية الديانات معتقدات إسلاموفوبيا حرية تعبير حرق القرآن انحدار أخلاقي