استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العرب من النكسات إلى التحولات

السبت 1 يوليو 2023 06:57 ص

العرب من النكسات إلى التحولات

تحولات مهمة تفرض نفسها على المنطقة محمّلة برياح شديدة الأهمية لكن في الاتجاه الآخر المغاير لـ«نكسات» مضت، منبئة باقتراب مجيء «عصر التحولات».

أظهرت خطوة أوبك+ تحولات بمواقف الدول المنتجة للنفط وبينها روسيا باتجاه مغاير لما تريده أمريكا وحلفاؤها في مجموعة السبع، المستهلك الرئيسي للطاقة.

ظهور قوي للصين مؤخرا بمواجهة التفرد والاستعلاء الأمريكي بما ينبئ بجدية توجه العالم نحو إعادة هندسة النظام العالمي من قطبية أحادية أمريكية إلى تعددية قطبية.

* * *

عادة، ومنذ ما يقرب من خمسة عقود مضت، اعتاد جُلّ العرب التعامل مع شهر يونيو/ حزيران باعتباره «شهر النكسات»، أو بالتحديد «شهر النكسة»، كما هو اسم شهر مايو/ أيار «شهر النكبة». لكن شهر يونيو/ حزيران هذا العام جاء ببشائر مختلفة للعرب على كل المستويات، الدولية والإقليمية والدولية.

فعلى المستوى الدولي شهد العالم في شهر يونيو/ حزيران ظهوراً قوياً للصين في مواجهة سياسة التفرد والاستعلاء الأمريكية، ظهوراً ينبئ بجدية توجه العالم نحو إعادة هندسة النظام العالمي من نظام أحادي القطبية تستحوذ عليه الولايات المتحدة، إلى نظام تعددي أكثر عدالة وديمقراطية، تشارك في قيادته الصين وروسيا. مخرجات القمة الصينية – الروسية الثانية التي استضافتها موسكو في أوج الحرب الأوكرانية كانت شديدة الأهمية بهذا الخصوص، حيث أعلن البلدان «مولد شراكة استراتيجية عميقة» هدفها تحقيق التوازن مع ما يصفه البلدان ب«التأثير الخبيث للولايات المتحدة»، وأكدا أن علاقتهما الجديدة «تفوق أي تحالف سياسي أو عسكري في زمن الحرب الباردة».

في قمة موسكو قالت روسيا والصين إن «العلاقة بينهما وصلت إلى أعلى مستوى على الإطلاق»، وقال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إن العلاقات الصينية الروسية «تجاوزت كونها علاقات ثنائية، وهي ذات أهمية كبرى للنظام العالمي».

ومع السعي الصيني لتأكيد التنافس على الزعامة العالمية بالشراكة مع روسيا، تسعى الصين إلى احتواء النفوذ والوجود العسكري الأمريكي في فنائها الإقليمي المباشر، أي إقليم «آسيا الهادئ».

وفي الوقت الذي رفض فيه وزير الدفاع الصيني «لي شانغفو»، لقاء نظيره الأمريكي على هامش القمة الدفاعية الآسيوية التي استضافتها سنغافورة، وتحمل اسم «حوار شانغرى- لا» هذا الشهر، حذر وزير الدفاع الصيني أمام هذا المؤتمر من إقامة تحالفات عسكرية شبيهة بحلف شمال الأطلسي «الناتو»، في منطقة آسيا – المحيط الهادئ، وقال في كلمته أمام تلك القمة الدفاعية الآسيوية إن «سياسة تأسيس تحالفات عسكرية أمريكية في منطقة المحيط الهادئ – المحيط الهندي وسيلة لاختطاف دول المنطقة وتضخيم الصراعات والمواجهات».

وفي هذا الشهر أيضاً، وضمن التحولات العالمية الإيجابية، ولكن على مستوى اقتصادات الطاقة، كشفت منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك»، أن «مجموعة أوبك اتخذت قراراً مهماً خلال اجتماعها الأخير في فيينا يوم الأحد الرابع من يونيو/ حزيران الجاري، يعلن أنه بدءاً من يناير/ كانون الثاني المقبل، حيث ستتم زيادة جهودها لتغيير مستوى إنتاج التكتل إلى 40,4 مليون برميل يومياً لمدة عام كامل، في خطوة شديدة الأهمية تهدف إلى تنظيم سوق النفط، وضبط التوازن بين العرض والطلب.

خطوة تكشف عن تحولات في مواقف الدول المنتجة للنفط، ومن بينها روسيا في اتجاه مغاير مع ما تريده الولايات المتحدة وحلفائها في مجموعة الدول الصناعية السبع، المستهلك الرئيسي للطاقة.

في هذا التوقيت بالذات، كانت المملكة العربية السعودية تستقبل رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو الذي تعاديه الولايات المتحدة، ولا تعترف به، وبالتحديد عشية وصول وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للمملكة.

هذا التحول العالمي يأخذنا إلى التحولات الإقليمية حيث استقبلت المملكة أيضاً، وفي اليوم السابق، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية الذي جاء لإعادة افتتاح سفارة بلاده في الرياض وقنصليتها في جدة، في تحول شديد الأهمية في علاقة السعودية بالولايات المتحدة من جهة، والقوى الأساسية المنافسة، أو المعادية لها، من ناحية أخرى، خاصة إيران وفنزويلا.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سافر إلى فنزويلا بعد يوم واحدة من لقاء الرئيس الفنزويلي بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وبعد أسبوع واحد كان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يزور إيران، ويلتقي في طهران وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (16/6/2023)، ويجريان «محادثات واضحة وإيجابية»، على حدّ وصف وزير الخارجية السعودي، حيث جدد الوزير دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس الإيراني لزيارة المملكة.

من يتابع تحركات الآلاف من الحجيج الإيرانيين هذه الأيام بمقدوره أن يتلمس عمق التحولات المهمة التي أخذت تفرض نفسها على المنطقة، محمّلة برياح تعتبر شديدة الأهمية، ولكن في الاتجاه الآخر المغاير ل«النكسات» التي مضت، منبئة باقتراب مجيء «عصر التحولات».

*د. محمد السعيد إدريس خبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

العرب نكسات تحولات النفط السعودية إيران الصين روسيا النظام العالمي أوبك+