بكين في الصورة.. نقطتان تحكمان مستقبل العلاقات بين الرياض وواشنطن

الأحد 2 يوليو 2023 03:28 م

قال كريستيان كوتس أولريشن، وهو زميل لشؤون الشرق الأوسط بمعهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس بالولايات المتحدة، إنه توجد نقطتان تحكمان مستقبل العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، معتبرا أن الصين تلوح في الأفق كشريك اقتصادي طويل الأجل للمملكة.

أولريشن تابع، في تحليل بـ"المركز العربي واشنطن دي سي" للدراسات (ACW) ترجمه "الخليج الجديد"، أن النقطة الأولى هي أن "المسؤولين السعوديين والأمريكيين يعملون في آفاق زمنية مختلفة تماما، إذ تركز القيادة السعودية على (تنفيذ رؤية السعودية) 2030 (التنموية) وتتطلع إلى تحديات منتصف القرن، والتي ستفعل الكثير لتشكيل السياق الذي سيكبر فيه (ولي العهد الأمير) محمد بن سلمان (37 عاما) كملك".

وأوضح أن الأمر يشمل "القضايا المتعلقة بتحولات الطاقة في جميع أنحاء العالم ووضع المملكة كلاعب على الطاولة عند اتخاذ القرارات العالمية الرئيسية".

و"عندما يتحدث المسؤولون الغربيون عن تحقيق هدف صافي انبعاثات صفرية (للغازات الممسببة للتغير المناخي) بحلول عام 2050، فمن المحتمل أن يكونوا على بعد أربع أو خمس قيادات عن ذلك التاريخ، في حين يخطط بن سلمان للبقاء في السلطة حتى 2060، عندما تتوقع المملكة أن تصل إلى صافي انبعاثات صفرية"، بحسب أولريشن.

وأردف: "نظرا لاعتماد السعودية المستمر على عائدات تصدير النفط، فإن حقيقة أن الانتقال العالمي الأوسع سيحدث خلال حياة محمد بن سلمان يعني أن لديه مصلحة شخصية مباشرة في السير بالمملكة في طريق مستدام".

لا مصالح مشتركة

والنقطة الثانية ذات الصلة، وفقا لأولريشن، هي أن "العلاقات السعودية الأمريكية يبدو أنها تستند بشكل محض إلى نهج معاملات مجردة من المصالح الجيوسياسية المشتركة أو غيرها من المصالح المشتركة، مثل أساس "النفط مقابل الأمن" الذي قيل في أحيان كثيرة إنه يدعم العلاقة الثنائية".

وأضاف أنه "من المفارقات أن نهج المعاملات كان يُنظر إليه على أنه سمة من سمات نهج إدارة (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب (2017-2021) غير التقليدي في صنع السياسات".

ولفت أولريشن إلى "عدم وجود رد أمريكي علني على الهجمات (من جانب جماعة الحوثي المينية المدعومة من إيران) على الأهداف البحرية ومنشآت الطاقة في السعودية والإمارات في 2019، والذي بلغ ذروته عبر هجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار على (منطقتي) بقيق والخريص (بالسعودية)، مما أدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة النفطي مؤقتا في سبتمبر/ أيلول الماضي".

وشدد على أن هذا الموقف الأمريكي "أوجد موجات صدمة في الرياض وأبو ظبي، وخلق المساحة والقوة الدافعة للتواصل مع إيران والتي ولدت الانفراج الإقليمي".

وبوساطة الصين، وقَّعت السعودية وإيران في 10 مارس/ آذار الماضي اتفاقا استأنفتا بموجبه علاقتهما البدلومسية، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج العديد من الصراعات في أنحاء منطقة الشرق الأوسط.

وقال أولريشن إن "عهد المزيد من المعاملات يتطلب من الأطراف تحديد الأولويات وأيها يمكن أن تكون قابلة للتسوية التفاوضية على أساس قضية محددة للوصول بشكل أفضل إلى "السعر" المناسب الذي يمكن أن يعيش به الجانبان".

وأردف أن "ذلك سيشمل إعادة التفكير أو تحديث بعض الرموز التي نشأت حول العلاقة الأمريكية السعودية على مدى ثمانية عقود منذ الاجتماع التاريخي بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والملك السعودي عبد العزيز آل سعود على متن السفينة يو إس إس كوينسي في 1945".

واعتبر أن "الحقيقة الصعبة هي أنه بالنسبة لقيادة سعودية تخطط لعقد 2030 وما بعده، فإن الصين (المنافس الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة) هي التي تلوح في الأفق كشريك (للمملكة) في الاقتتصاد وطاقة حاضر وطويل الأجل".

المصدر | كريستيان كوتس أولريشن/ المركز العربي واشنطن دي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة علاقات الصين محمد بن سلمان