العالم على شفا اضطراب اقتصادي كبير.. كاتب أمريكي يعدد الأسباب

الاثنين 3 يوليو 2023 01:12 م

حذر الكاتب الأمريكي راي داليو، وهو مستثمر ومؤلف كتاب "مبادئ التعامل مع النظام العالمي المتغير"، من أن "العالم على شفا اضطراب اقتصادي كبير"، معتبرا أنه من غير الممكن تغيير مسار الأحداث، وداعيا الناس إلى تصور الأسوأ، حتى يكونوا مستعدين له.

داليو أوضح، في تقرير بمجلة "تايم" (Time) الأمريكية ترجمه "الخليج الجديد"، أنه لفهم ما يحدث وما قد يحدث، قرر دراسة الارتفاعات والانخفاضات في الأسواق المالية واقتصاديات الدول، فألقى نظرة على 3 أحداث مهمة في التاريخ بين عامي 1930 1945 وهي:

1- أكبر حجم للديون وأسرع معدلات نمو لهذه الديون وشرائها وأكبر مبالغ يطبعها البنك المركزي.

2- أكبر الفجوات في الثروة والدخل والقيم، وأكبر قدر من الشعبوية.

3- أكبر صراع دولي بين القوى العظمى، وأهمها بين الولايات المتحدة والصين.

تحولات مؤلمة

وخلص داليو إلى أن التاريخ يُظهر أن التحولات المؤلمة تحدث في الحالات التالية:

1- وجود حجم هائل من القروض يؤدي إلى انفجار فقاعات الديون وتسبب الانكماش الاقتصادي.

2- وجود صراعات كبيرة داخل الدول جراء الثروات الكبيرة وصراعات القيم التي تفاقمت بسبب الظروف الاقتصادية السيئة.

3- وجود صراعات دولية كبرى بسبب القوى العالمية الصاعدة التي تتحدى القوى العالمية القائمة في وقت الأزمات الاقتصادية والسياسية الداخلية.

5 عناصر

داليو قدَّم ملخصا لما توصل إليه في دراسته من خلال 5 عناصر:

1- القوة المالية/الاقتصادية

في الولايات المتحدة، نحن الآن في الجزء الأوسط من دورة الديون قصيرة الأجل والمعروفة أيضا باسم دورة الأعمال، بالتزامن مع التضخم الذي يسبق انكماشات اقتصادية محتملة خلال الـ18 شهرا القادمة، بحسب داليو.

وتابع: كما أننا في مرحلة متأخرة وخطيرة من دورة الديون الطويلة الأجل؛ فمستويات أصول الديون والتزامات الديون أصبحت مرتفعة للغاية.

وأردف أنه من المحتمل بسبب العجز الكبير، أن تُضطر وزارة الخزانة الأمريكية إلى بيع الكثير من الديون، ويبدو أنه لن يكون هناك طلب كافٍ عليها، ما سيؤدي إما إلى ارتفاع معدلات الفائدة أو طباعة الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الكثير من الأموال وشراء السندات التي ستؤدي إلى خفض قيمة الأموال، ولذلك يمكن أن تسوء ظروف الدين/ المالية، وربما يحدث ذلك بشكل كبير للغاية خلال الأشهر الـ18 القادمة.

2- قوة النظام المحلي

داليو قال إننا شهدنا في دول عديدة، أهمها الولايات المتحدة، نسبة متزايدة من السكان المتطرفين الشعبويين (20-25% من اليمين متطرفون و10-15% من اليسار) مقابل انكماش في نسبة السكان المعتدلين من الحزبين (الأمريكيين الديمقراطي والجمهوري).

وأفاد بأنه ثناء دراسته التاريخ رأى أن النزعة الشعبوية المتزايدة والصراع المتنامي يحدث مرارا عندما تكون توجد فجوات كبيرة بين الثروة والقيم في وقت تكون فيه الظروف الاقتصادية سيئة.

وتابع داليو أن الأشهر الـ18 المقبلة ستكون فترة انتخابات كبيرة، مما سيؤدي إلى صراع سياسي أكبر، ومن المرجح أن يزيد الانقسام بين اليسار واليمين وستكون المعارك شرسة.

وزاد بأنه في مثل هذه الأوقات، اختارت نسب كبيرة من السكان القادة السياسيين الشعبويين الذين تعهدوا بالقتال والفوز من أجلهم بدلا من التنازل.

3- قوة النظام العالمي 

من المرجح أن تزداد حدة الصراعات بين الولايات المتحدة والصين، وأن تؤدي التوترات السياسية المحلية إلى زيادة العدوانية تجاه بكين، لاسيما وأن الأمريكيين يقتربون من انتخابات رئاسية في 2024، وفقا لداليو.

وأضاف الصين والولايات المتحدة اقتربتا بالفعل بشكل خطير من نوع من أنواع الحرب، سواء كانت حربا اقتصادية شاملة أو حربا عسكرية.

4- الطبيعة

وعلى الرغم من أنه من الصعب، بحسب داليو، التنبؤ بأفعال الطبيعة بدقة، إلا أنه يبدو أنها تزداد سوءا، ومن المرجح أن تكون أكثر أضرارا وتكلفة خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة جراء تغير المناخ.

5-  التكنولوجيا

مثل أفعال الطبيعة تقريبا، من الصعب أن نعرف ماذا يمكن أن نتوقع من التكنولوجيا والإبداع البشري، لاسيما وأن الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث مكاسب هائلة أو تدمير هائل، اعتمادا على كيفية استخدامه، والشيء الوحيد الذي يمكننا التأكد منه هو أن تلك التغييرات ستكون مدمرة للغاية، كما أضاف داليو.

وشدد على أنه "قد يكون من غير الواقعي الاعتقاد بأنه يمكننا تغيير مسار الأحداث ماديا، لذا فإن الأهم بالنسبة لمعظم الناس هو تصور الأسوأ، لأننا إذا تصورنا الأسوأ، سنكون مستعدين له".

وأردف أن "مدى جودة إدارة تلك التغييرات سيحدث فرقا كبيرا، فإذا تمكن قادتنا من تجاوز ميولهم للقتال والتركيز بدلا من ذلك على التعاون، يمكننا بالتأكيد اجتياز هذه الأوقات الصعبة لخلق عالم أفضل لمعظم الناس".

المصدر | راي داليو/ تايم- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العالم اضطراب اقتصادي الولايات المتحدة الصين الديون صراعات