أردوغان: العنصرية والماضي الاستعماري سبب اضطرابات فرنسا

الاثنين 3 يوليو 2023 09:23 م

اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الاحتجاجات العنيفة وأعمال الشغب التي تشهدها فرنسا بعد قتل شاب من أصل جزائري، يبلغ من العمر 17 عاما برصاص شرطي، نتاج "الماضي الاستعماري" و"العنصرية المؤسسية".

وعقب اجتماع للحكومة التركية، الإثنين، في العاصمة أنقرة، أبدى أردوغان "قلقه" من أن تؤدي الأحداث الأخيرة في فرنسا "إلى مزيد من قمع المسلمين والمهاجرين"، وذلك في معرض حديثه عن مصرع مئات المهاجرين في نهاية شهر يونيو/حزيران قبالة السواحل اليونانية، وفقا لما أوردته وكالة "الأناضول".

وأشار الرئيس التركي إلى أن تركيز الإعلام الغربي على "الأثرياء الخمسة الذين غاصوا لرؤية تايتانيك"، علامة على "العقلية الاستعمارية المتغطرسة غير الإنسانية القائمة على تفوّق الإنسان الأبيض".

كما اعتبر أردوغان أن هذه العنصرية موجودة "خاصة في البلدان المعروفة بماضيها الاستعماري، حيث تحوّلت العنصرية الثقافية إلى عنصرية مؤسسية، (وهي) سبب الأحداث في فرنسا".

اعتداء دنيء على القرآن

وفي سياق آخر، أكد أردوغان أنه لا حرية في حرق القرآن في السويد، مضيفا: "عندما يتعلق الأمر بأمنهم لا يعترفون بالقانون، لكن عندما يتعلق الأمر بمقدسات المسلمين فإنهم يتذكرون فجأة حرية الفكر".

وشدد على أن "الاعتداء الدنيء الذي استهدف القرآن الكريم في العاصمة السويدية ستوكهولم في وقت يعيش فيه العالم الإسلامي فرحة عيد الأضحى تسبب في غضب الجميع".

وقال: "من غير الممكن أن يتوافق هذا الانحراف الذي يتجاهل مشاعر ملياري مسلم، مع أبسط القيم الإنسانية، ناهيك عن حرية الفكر، والأخطر هو تنفيذ جريمة الكراهية هذه تحت حماية الشرطة".

واستطرد قائلًا: "لا يمكن في أي بلد متحضر في العالم وصف الاعتداءات على مقدسات الناس بأنها حرية فكر، وبالنسبة لنا لا فرق بين الأعمال التي تستهدف مساجدنا والاعتداءات الشائنة على كتابنا المقدس، وفي الواقع هذه الحقيقة يعرفها من يسمحون بجرائم الكراهية ويتغاضون عنها بقدر مرتكبيها".

وأضاف: "نرى في هذه الاعتداءات مظاهر جديدة لمرض العداء للإسلام والمسلمين الذي ينتشر بسرعة في الغرب مثل ورم خبيث، والعالم الغربي لا يتخذ أية خطوات وخاصة في مكافحة هذا المرض".

ولفت أردوغان إلى أنه "لم يتم حتى اليوم أخذ الدروس من العمل الإرهابي الذي استشهد فيه 51 مسلمًا أثناء أدائهم الصلاة في مسجد في منطقة كريستشيرش بنيوزيلندا قبل 4 سنوات".

وأشار إلى أن "تنظيمات النازية الجديدة تستمر في الازدهار بدعم غالبًا من امتداداتها داخل الدولة"، مؤكدًا أنه لا يتم غالبًا تسجيل جرائم الكراهية التي يرتكبها المتطرفون اليمينيون، ومرتكبوها إما لا يتم القبض عليهم أو يفلتون من العقاب.

وذكر أردوغان أن التمييز في العديد من البلدان الغربية أصبح "قاعدة اجتماعية، وتحولت العنصرية الثقافية إلى عنصرية مؤسسية خاصة في البلدان المعروفة بماضيها الاستعماري".

وجاء تعليق الرئيس التركي بعدما مزق المواطن العراقي المقيم في السويد، سلوان موميكا (37 عاما)، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحا بذلك بموجب قرار قضائي.

كما تزامنت تصريحات أردوغان مع ما تشهده فرنسا منذ أيام من غضب واسع واحتجاجات تخللتها أعمال شغب ومواجهات مع الشرطة، تنديدا بمقتل الشاب نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة، بذريعة عدم امتثاله لدورية مرورية في ضاحية نانتير غرب باريس.

ومنذ مقتل الفتى الفرنسي من أصل جزائري، أضرم مثيرو الشغب النيران في سيارات، ونهبوا متاجر واستهدفوا مقار بلديات ومباني أخرى، منها منزل رئيس بلدية إحدى ضواحي باريس.

والإثنين، توفي رجل إطفاء بفرنسا في أثناء إخماده حرائق السيارات بضاحية باريس الشمالية سان دوني، وقالت وزارة الداخلية، إن نحو 160 شخصاً اعتقلوا ليلاً فيما يتصل بأعمال شغب هزت مدناً في أنحاء البلاد، عقب قتل الفتى نائل.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية اعتقال 157 شخصاً ليل الإثنين في فرنسا، مقارنة مع 700 شخص في الليلة السابقة، وأكثر من 1300 ليل الجمعة.

وأشارت الوزارة إلى أن 3 من بين 45 ألف شرطي تم نشرهم ليلاً أصيبوا، وأن أضراراً لحقت بنحو 350 مبنى و300 سيارة.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

أردوغان تركيا فرنسا العنصرية

العنصرية تتسع.. هوس فرنسي بالسيطرة على أجساد النساء المسلمات