ذاق سكان مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة، مرارة الهجرة من جديد، بعد إرغامهم من جيش الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة منازلهم تحت تهديد القصف.

وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر نزوح عدد كبير من الرجال والأطفال والنساء في جنين مشيا على الأقدام في الشوارع.

وأكّدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إجلاء 500 عائلة من داخل مخيم جنين بعد تهديد الجيش الإسرائيلي بقصف منازلهم.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن جيش الاحتلال اعتدى على المواطنين الذي خرجوا سيراً على الأقدام وأطلق عليهم سيلاً غزيراً من القنابل المسيلة للدموع خلال خروجهم من المخيم ما أدى لاختناق العشرات من الأطفال والنساء.

وتداعى مئات المواطنين لفتح منازلهم ودواوين عائلاتهم في مدينة جنين والقرى المحيطة بها، لاستقبال أهالي المخيم وتم استقبالهم في منازل أخرى، بعدما نشروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أرقام هواتفهم وسخروا مركباتهم لنقل الأهالي.

في غضون ذلك قال نائب محافظ جنين كمال أبو الرب، إن "حوالى 3 آلاف شخص غادروا المخيم حتى الآن"، مضيفا أنه يجري اتخاذ الترتيبات لإيوائهم في مدارس وملاجئ أخرى في مدينة جنين.

وأضاف: "تم فتح مراكز إيواء للنازحين، بينها مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومراكز مجتمعية ومنتزهات ويجري التنسيق مع مديرية التربية والتعليم لفتح المدارس".

نكبة جديدة

وأشار أبو الرب إلى أنّ "المشهد يعيدنا إلى نكبة عام 1948".

وأكدت المتحدثة باسم وكالة الامم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) جولييت توما، أن سكانا غادروا المخيم.

ونقلت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية عن شهود عيان، أن قوات الاحتلال أجبرت مئات المواطنين على إخلاء منازلهم، في المنطقة القريبة من دوار الحصان، وذلك بعد أن طالبتهم عبر مكبرات الصوت بإخلاء المنازل.

وأوضح شهود العيان لجوء العائلات لساحات المستشفيات وقاعة بلدية جنين.

ويعيد مشهد نزوح سكان جنين من منازلهم إلى الذاكرة، مأساة النكبة عام 1948 التي جرى خلالها تشريد مئات آلاف الفلسطينيين من ديارهم واحتلال معظم أرض فلسطين من قبل العصابات الصهيونية بمساعدة بريطانيا.

تدمير البنية التحتية

وخلال عدوانه على جنين أحدث جيش الاحتلال أمس الإثنين دمارا هائلا في البنية التحتية للمخيم ما أدى لتوقف خدمات المياه والكهرباء.

وأكّدت بلدية جنين، الإثنين، أن "الاحتلال يتعمد تدمير الخطوط الرئيسية لشبكة المياه، مناشدة المواطنين ترشيد استهلاك المواد التموينية، بسبب حصار المخيم".

ونجم عن العدوان الإسرائيلي على جنين، وفق آخر إحصائية من وزارة الصحة، استشهاد 10 مواطنين وإصابة نحو 100 آخرين، بينهم 20 بحال الخطر، إضافة إلى شهيد ارتقى في مدينة البيرة أمس خلال مواجهات اندلعت نصرة لجنين وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي عليها.