استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الحج ووحدة المسلمين

الثلاثاء 4 يوليو 2023 02:04 م

الحج ووحدة المسلمين

هل يمكن أن تتحول الحالة الإسلامية إلى حالة واحدة؟ ما الذي يمنعها من ذلك وهي التي تأسست في البداية لتكون مكوّنا جامعا؟

كيف يمكن تفعيل هذه الدائرة بشكل يوسّع من مداها ويحولها من حالة ظرفية مؤقتة إلى حالة دائمة تتجاوز مجال الحج زمانا ومكانا؟

المكوّن الديني في الأمة بقي صامدا راسخا أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان، وهو ما يعني أن الحالة العقائدية يجب أن تكون في قلب عملية التوحيد.

يتجلى في صورة الطواف انتفاء الفروقات العقائدية والمذهبية بين المسلمين وهو أمر يناقض الواقع الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه المجتمعات العربية والإسلامية.

* * *

هو ركن الإسلام الخامس حيث يقصد الحجاج بيت الله الحرام يؤدون مناسكهم التي تنتهي بيوم النحر. من جهة ثانية يمثل موسم الحج صورة نادرة عن وحدة المسلمين حيث تنتفي حول البيت العتيق كل الفوارق العرقية والاجتماعية والطبقية واللغوية والقبلية وهو ما يجعل منه الوجه الأبرز لوحدة المسلمين.

هذه الصورة تكاد تكون الصورة الوحيدة اليوم التي تصهر جموع المؤمنين وتؤلف بين قلوبهم بعد أن عانت الأمة عقودا من التمزق والتشرذم. تتجلى في صورة الطواف خاصية أساسية تتمثل في انتفاء الفروقات العقائدية والمذهبية بين المسلمين وهو أمر يناقض الواقع الاجتماعي الذي تعيشه أغلب المجتمعات العربية والإسلامية.

لكن كيف يمكن تفعيل الدائرة بشكل يوسّع من مداها ويحولها من حالة ظرفية مؤقتة إلى حالة دائمة تتجاوز مجال الحج في الزمان والمكان؟ هل يمكن أن تتحول الحالة الإسلامية إلى حالة واحدة؟ ما الذي يمنعها من ذلك وهي التي تأسست في البداية لتكون مكوّنا جامعا؟

لن نستطيع في هذا المجال الضيق أن نفصّل في أسباب الفرقة حول العناصر التي تمنع من توحيد الحالة الإسلامية التي هي في أصل نشأتها حالة واحدة. من جهة ثانية يبدو توحيد الحالة الاسلامية المخرج الوحيد للشعوب المنضوية تحت مظلتها للخروج من المتاهة التي سقطت فيها وعلى رأسها الشعوب العربية.

لا يمكن في حالة الأمة الراهنة المرور بالحالات الحضارية المشابهة مثل الحالة الأوروبية وغيرها لأن المكوّن الديني فيها بقي صامدا راسخا لأكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان، وهو ما يعني أن الحالة العقائدية يجب أن تكون في قلب عملية التوحيد. لا يعني هذا مطلقا إلغاء بقية المكونات والخصائص أو التنقيص من قيمتها في تفعيل حالة الوحدة أو التضامن الممكنة لكنها عاجزة في السياق الراهن عن أن تكون هي الحاملة لهذا المشروع.

لقد برهنت المسارات الحديثة للمنطقة كيف تحولت الحالة الإسلامية من عنصر توحيد إلى عامل تفرقة تأسست على أنقاضه مجموع التيارات الفكرية العقائدية التي أبقت على حالة التفرقة والتناحر قائمة، بل وساهمت في إذكائها عن قصد أو عن غفلة. وهو الأمر الذي انعكس سلبا على الحالة العقائدية العامة للأمة وشعوبها بأن تراجعت فرص إيقاف النزيف الذي صار يهدد البناء بكامله.

رغم ذلك تبقى فرص تجاوز عناصر التفرقة وبلوغ حالة التجانس ممكنة لأن الأصل فيها هو التجانس والوحدة من ناحية أولى، ولأنها الطريق الوحيدة الممكنة للخروج من النفق الذي وقعت فيه الأمة.

*د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، باريس.

المصدر | الوطن

  كلمات مفتاحية

الحج الأمة الإسلام وحدة المسلمين الحالة الإسلامية عملية التوحيد