استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الاعتذار عن العبودية!

الأربعاء 5 يوليو 2023 01:08 م

الاعتذار عن العبودية

يبقى السؤال الأهم: هل اعتذرت الولايات المتحدة عن ضحايا العبودية في تاريخها الحافل بالانتهاكات؟!

اعتذر رئيس أساقفة كانتربيري عن ارتباط صندوق استثمار كنيسة إنجلترا في الماضي بتجارة الرقيق.

أظهر تحقيق مفوضي الكنيسة وأكد أن الصندوق استثمر على مدى أكثر من 100 عام مبالغ كبيرة من المال في شركة مسؤولة عن نقل العبيد.

في نقلة مهمة اعتذر ملك هولندا رسمياً بمناسبة ذكرى مرور 150 عاما على تحرير العبيد في المستعمرات الهولندية، عن العبودية التي مارستها بلاده خلال حقبة الاستعمار.

كيف تتحوّل وثيقة إلغاء العبودية إلى بزنس فيما ينبغي أن تحفظ في مكان بارز بمتحف مرموق كونها تمثل صفحة «بيضاء» أقلعت فيها أمريكا عن إحدى أكبر خطاياها: العبودية؟

* * *

في عام 2016، وفي مزاد نظم في نيويورك، بيع بسعر 2.41 مليون دولار نص التعديل الثالث عشر في الدستورالأمريكي الذي وقعه الرئيس أبراهام لينكولن عام 1865 وبموجبه ألغى العبودية في بلاده.

ومن الصعب الجزم بمدى وجاهة التفسير الذي قدّمته مؤسسة التاريخ الأمريكي والتي تملك نسختين من الوثيقة، لبيعها هذه النسخة لاستخدام المال لشراء قطع أخرى، لأن ما يخطر على البال أولاً هو:

كيف تتحوّل وثيقة بهذه الأهمية إلى «بزنس»، فيما المتعين أن تحفظ في مكان بارز في متحف مرموق، كونها تمثل صفحة «بيضاء» كفّرت فيها أمريكا عن واحدة من أكبر خطاياها، خطيئة العبودية.

يبقى السؤال الأهم: هل اعتذرت الولايات المتحدة عن ضحايا ماضيها «العبودي»، وهو سؤال لا تتيسر إجابة شافية عليه، إلا اذا استثنينا اقتراحاً بتقديم نوع من التعويض لأحفاد العبيد الذين كانوا جزءاً من تجارة العبيد عبر الأطلسي.

وذلك عبر أشكال مختلفة من المدفوعات النقدية الفردية إلى التعويض المعتمد على الأراضي والمتعلق بالاستقلال، هي لا تزال فكرة مثيرة للجدل ولا يوجد إجماع واسع حول ما إذا كان يمكن تنفيذها.

سؤال لا ينحصر في أمريكا وحدها، وإنما يشمل بلداناً أوروبية أخرى، تورطت في العبودية، ففي بريطانيا مثلاً اعتذر رئيس أساقفة كانتربيري عن ارتباط صندوق استثمار كنيسة إنجلترا في الماضي بتجارة الرقيق، كما أظهر ذلك تحقيق بدأه مفوضو الكنيسة، وأكد أن الصندوق استثمر على مدى أكثر من 100 عام مبالغ كبيرة من المال في شركة مسؤولة عن نقل العبيد.

وقال القس جاستن ويلبي إنه «آسف بشدة لوجود هذه الروابط»، مضيفاً «أن هذه التجارة البغيضة أخذت الرجال والنساء والأطفال الذين خلقهم الله وجردتهم من كرامتهم وحريتهم، وأن دعم البعض داخل الكنيسة لها واستفادتهم منها هو مصدر عار»، ليخلص إلى أنه «فقط من خلال مواجهة هذه الحقيقة المؤلمة، يمكننا اتخاذ خطوات نحو الشفاء الحقيقي والمصالحة».

في هولندا، وفي خطوة تعدّ نقلة مهمة، اعتذر ملك البلاد، رسمياً، وبمناسبة الذكرى السنوية الـ150 لتحرير العبيد في المستعمرات الهولندية السابقة، عن العبودية التي مارستها بلاده خلال الحقبة الاستعمارية.

وقال العاهل الهولندي: «أقف أمامكم كملككم وكجزء من حكومتكم. اليوم أنا أعتذر شخصياً»، وسبق لرئيس الوزراء مارك روته أن تقدّم في ديسمبر/كانون الأول الماضي باعتذار رسمي باسم الحكومة الهولندية.

لكن كثيرين ناشدوا الملك الاعتذار نظراً للرمزية التي يعنيها صدور ذلك عنه، على خلفية نقاش تشهده هولندا بشأن ماضيها الاستعماري وتجارة الرقيق التي جعلت منها إحدى أغنى دول العالم.

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

هولندا العبودية الاستعمار الولايات المتحدة الاعتذار عن العبودية كنيسة إنجلترا تجارة الرقيق أبراهام لينكولن