عبر 3 فرق سلة وهوكي في واشنطن.. هل تفوز قطر بنفوذ سياسي؟

الأربعاء 5 يوليو 2023 01:53 م

يحاول صندوق الثروة السيادي القطري شراء حصة في ثلاثة فرق لكرة السلة والهوكي بالعاصمة الأمريكية، في مسعى على ما يبدو لاكتساب نفوذ سياسي في الولايات المتحدة، بموازاة تحركات مماثلة من جانب السعودية لاسيما على مستوى رياضة الجولف، بحسب تقرير لآدم لوسينت في موقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor).

وتابع لوسينت، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "صندوق الثروة السيادي القطري يقترب من الاستحواذ على حصة في ثلاثة فرق رياضية أمريكية في خطوة مهمة من شأنها أن تغير الرياضة الأمريكية وتزيد من النفوذ القطري في واشنطن".

ففي 22 يونيو/ حزيران الماضي، أفادت وكالة الأخبار الأمريكية "سبورتيكو" (Sportico) بأن قطر تشتري نحو 5٪ من أسهم شركة "مونومنتال سبورتس أند إنترتاينمنت" (Monumental Sports & Entertainment) بقيمة 4.05 مليار دولار.

وتلك الشركة تمتلك أندية "واشنطن ويزاردز" (Washington Wizards) و"كابيتالس" (Capitals) و"ميستيكس (Mystics) في الرابطة الوطنية لكرة السلة للرجال  (NBA)  ودوري الهوكي الوطني (NHL) والرابطة الوطنية لكرة السلة للسيدات (WNBA)  على التوالي.

ولفت لوسينت إلى أن هذا التطور جاء في أعقاب موافقة الرابطة الوطنية لكرة السلة، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على تغيير القواعد من أجل السماح لصناديق الثروة السيادية بالحصول على حصص أقلية في الفرق.

نفوذ الدوحة

والفرق الثلاثة المعنية بالاستثمار القطري المحتمل تلعب في العاصمة الأمريكية، ونتيجة لذلك يرى مراقبون أن هذه الخطوة تهدف إلى "زيادة نفوذ قطر في الولايات المتحدة"، بحسب لوسينت.

وقال جوستين مارتن، الأستاذ المشارك للصحافة في معهد الدوحة للدراسات العليا: "يمكنني أن أتخيل أن المالكين القطريين الجزئيين للفرق سيسمحون للسياسيين البارزين والمسؤولين وجماعات الضغط وقادة الأعمال وأطفالهم من العاصمة بلقاء نجوم كرة السلة والهوكي واستضافتهم في الأجنحة الفاخرة".

مارتن أردف أنه حينها "يمكن مناقشة ملفات منها، طلبات شراء أسلحة من الولايات المتحدة وصفقات طاقة ثنائية والسماح للمواطنين القطريين بالحصول على تأشيرات الدخول عند وصولهم إلى الولايات المتحدة. هذه استراتيجية قطرية ذكية، ومن المرجح أن تدعم العلاقات العسكرية والحكومية وربما ينجح الأمر".

وفي مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" (NBC News) الأمريكية يوم 23 يونيو/ حزيران الماضي،  وصف النائب الديمقراطي الأمريكي كولن ألريد شراء قطر المعلق لحصص أقلية في فرق واشنطن الثلاثة بأنه "شكل رفيع المستوى للغاية من الضغط".

وفي اليوم السابق، غرد مارتي كونواي، أستاذ إدارة الرياضة في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، قائلا إن صفقة قطر المعلقة لشراء "واشنطن ويزاردز" هي مثال على انتقال الاستثمار الأجنبي المباشر من الشرق إلى الغرب، على عكس الاتجاه في الماضي.

وأشار لوسينت إلى أن الأموال القادمة من قطر والخليج العربي منتشرة بالفعل في جميع أنحاء اتحادات كرة القدم بأوروبا، حيث اشترت شركة قطر للاستثمارات الرياضية حصة أغلبية في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي عام 2011.

ولعدة سنوات، رعت الخطوط الجوية القطرية نادي بايرن ميونيخ الألماني، فيما يسعى الشيخ القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني حاليا لشراء نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي.

وتابع أنه في 2021، استحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، كما ترعى شركة طيران الإمارات مواطنه نادي أرسنال.

غسيل رياضي

و"تأتي محاولة قطر لشراء حصة في "مونومنتال سبورتس أند إنترتاينمنت" في أعقاب خطوة كبيرة من جانب السعودية في الرياضة الأمريكية"، وتحديدا في الجولف، ضمن استثمار المملكة في الرياضة "كجزء من جهودها للتنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط"، بحسب لوسينت.

وفي 11 يونيو/حزيران الماضي، أعلن كل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي ورابطة لاعبي الجولف المحترفين الأمريكية (PGA Tour) وجولة موانئ دبي العالمية (DP World Tour) عن اتفاق لدمج عملياتهم لخلق أكبر كيان في لعبة الجولف على مستوى العالم، وسيترأسه محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان.

وأضاف لوسينت أن أندية في الدوري السعودي لكرة القدم تعاقدت مع العديد من النجوم الدوليين في الأشهر الأخيرة، بينهم الفرنسي نجولو كانتي قادما من تشيسلي الإنجليزي، كما تجري المملكة محادثات لاستضافة بطولات التنس المحترفة للرجال والسيدات.

و"تتعرض محاولة قطر لشراء حصة في فرق واشنطن الرياضية الثلاث لانتقادات، ففي مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست، يوم 24 يونيو/ حزيران الماضي، اتهم  كانديس بروكنر الدوحة بـ"الغسيل الرياضي"، مشيرا في هذا المجال إلى استضافتها في 2022 لبطولة كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في دولة شرق أوسيطة وذات غالبية مسلمة.

وعادة ما تنفي الدول الخليجية صحة اتهامات لها باستخدام استثماراتها الرياضية في الغرب لتحسين صورتها على خلفية انتقادات تتركز بالأساس على ملف حقوق الإنسان في تلك الدول الثرية والغنية بالنفط.

وأردف لوسينت: "كما تعرضت جولة "ليف جولف" (LIV Golf) (المدعومة من السعودية) لانتقادات شديدة في الولايات المتحدة بسبب سجل حقوق الإنسان في السعودية، وبدرجة أقل ارتباط الحكومة السعودية المزعوم بهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، كما تحقق وزارة العدل الأمريكية في اندماج الجولف، بحثا عن انتهاكات محتملة لمكافحة الاحتكار".

ومرارا، نفت السعودية أي مسؤولية لها عن تلك الهجمات، التي أودت بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص في نيويورك وواشنطن ونفذها 19 شخصا بينهم 15 سعوديا.

و"لم تواجه صفقة قطر المعلقة مثل هذا الرد العنيف (بالمقارنة مع السعودية)، لكن هذا الوضع قد يتغير مع تقدم الصفقة"، كما أضاف لوسينت.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر فرق واشنطن سلة هوكي نفوذ استحواذ