استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما بعد جنين؟

الجمعة 7 يوليو 2023 11:57 ص

ما بعد جنين؟

التفاؤل الحذر للقيادة العسكرية الصهيونية التقليدية يؤكد أن العملية ستنتهي إلى فشل استراتيجي.

عملية عسكرية تكتيكية، من دون بنية تحتية إستراتيجية سياسية شاملة؛ لن تغيّر الواقع لفترة طويلة.

الحملة العسكرية سعىت لهدف عسكري وآخر سياسي يسمح بفرض سياسات الاستيطان بالضفة الغربية وصولا لضمها بالكامل لكن الحقائق على الارض تشير لغير ذلك.

الحل السياسي الاستراتيجي الشامل هو التقدم أبعد من جنين إلى رام الله، وما بعد رام الله وصولا لغور الاردن؛ وهي وصفة يدرك العسكريون أنها تقود لمزيد من المقاومة.

نمو التيارات اليمينية في الكيان المحتل الداعمة لضم الضفة الغربية عبر موجة استيطان واعتداءات غذت الفعل المقاوم بالضفة، ووسعت حاضنته الاجتماعية والشعبية والإقليمية.

* * *

في تصريحات أدلى بها خلال حفل أقامته السفارة الأمريكية بمناسبة ذكرى إنشاء الكيان (النكبة)، قال رئيس حكومة الاحتلال الفاشية بنيامين نتنياهو، إن "العملية العسكرية في جنين ستستمر حتى تكتمل المهمة".

غير أن حدود العملية للل للاحتلال تبدو أكثر وضوحا لدى قائد المنطقة الوسطى بالجيش الإسرائيلي يهودا فوكس إذ قال إن "الهدف من العملية في جنين هو تدمير البنية التحتية للإرهاب، وزيادة حرية العمليات التي لدينا في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

وبذلك يمكن القول إن الحملة العسكرية التي أطلقها الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها لن يقتصر تأثيرها على جنين مخيمها، بل يمتد أثرها المادي والنفسي الى كافة أرجاء الضفة الغربية عبر تحطيم المقاومة، ومعاقبة حاضنتها الاجتماعية، بما يسمح لجيش الاحتلال بالتحرك دعما للمستوطنين وللمشاريع الاستيطانية التي أطلقتها الحكومة الفاشية في كافة أرجاء الضفة الغربية.

الحملة العسكرية لا شك أنها طموحة؛ تسعى لتحقيق هدف عسكري وآخر سياسي؛ يسمح بفرض السياسات الاستيطانية في الضفة الغربية وصولا الى ضمها بالكامل، إلا أن الحقائق على الارض تشير الى غير ذلك.

فالمقاومة لم تكن فعلا منفصلا عن الواقع المتدهور في الضفة الغربية الذي عكسه نمو التيارات اليمينية في الكيان المحتل، سواء كانت العلمانية أو الدينية الداعمة لضم الضفة الغربية عبر موجة استيطان واعتداءات غذت الفعل المقاوم في الضفة، ووسعت حاضنته الاجتماعية والشعبية، بل والاقليمية.

أهداف الحملة العسكرية الاستراتيجية في ضوء الحقائق المتعلقة بالشعب الفلسطيني ومقاومته التي يسعى الاحتلال الى إبطاء نموها وتطورها عبر حرمانها من حاضنتها الاجتماعية، والحد من سرعة تطويرها لأدواتها العسكرية التكتيكية والتقنية؛ تشير إلى غير ذلك، وهو ما أكده عدد من الخبراء والقادة الأمنيين الاسرائيليين الأكثر تفاؤلاً.

إذ نقل عن الرئيس السابق للشاباك (الأمن الداخلي) جيكوب بيري قوله: "يمكن لعملية ناجحة أن تبطئ نشاط (الارهابيين) لفترة زمنية معينة؛ لتعود الامور إلى طبيعتها فيما بعد، ولا يوجد خيار آخر، فهذه طريقة حياتنا".

في المقابل؛ فإن (تمير هايمان) مدير شعبة الاستخبارات السابق في جيش الاحتلال (أمان) ورئيس مركز دراسات الامن القومي الاسرائيلي (INSS)، قال إن عملية عسكرية تكتيكية، من دون بنية تحتية إستراتيجية سياسية شاملة؛ لن تغيّر الواقع لفترة طويلة، مضيفا أن العملية ليست موجهة ضد السلطة في رام الله، عاكساً بذلك طبيعة الخلاف بين القيادات التقليدية، خصوصا المتقاعدين والقيادة السياسية لحكومة الاحتلال، التي تسلل عناصرها من اليمين الفاشي الى مناصب قيادية في الجيش.

ختاماً.. التفاؤل الحذر للقيادة العسكرية الصهيونية التقليدية يؤكد أن العملية ستنتهي إلى فشل استراتيجي، فالحل السياسي الاستراتيجي الشامل له دلاله واحدة عند اليمين، هي التقدم الى ما هو أبعد من جنين إلى رام الله، وما بعد رام الله وصولا الى غور الاردن؛ وهي وصفة يدرك العسكريون أنها ستقود إلى مزيد من المقاومة.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الاحتلال فلسطين جنين المقاومة رام الله الحملة العسكرية الاستيطان اليمين الفاشي عملية عسكرية تكتيكية