تبادلت الولايات المتحدة وروسيا، الاتهامات بشأن "سلوك خطر" في أجواء سوريا، بعد اعتراض 3 مقاتلات روسية، طائرات مسيّرة أمريكية في سماء شمال شرق البلاد.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، إنَّ طائرات عسكرية روسية انخرطت "في سلوك غير آمن وغير احترافي أثناء تفاعلها مع طائرات أمريكية في سوريا"، فيما اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أنَّ الطائرات الأميركية "انتهكت" قواعد سلامة الطيران.

ووفقاً ليبان صادر عن القيادة، فإنه بينما كانت 3 مسيرات أمريكية من طراز "MQ-9" تنفذ مهمة ضد أهداف لـ"داعش"، بدأت ثلاث مقاتلات روسية في مضايقتها.

وأضاف البيان أنه "خلافاً للمعايير والبروتوكولات المعمول بها، أسقطت الطائرات الروسية عدة مشاعل مظلية أمام المسيرات، مما أجبرها على إجراء مناورات مراوغة".

كما قام طيار روسي بـ"وضع طائرته أمام إحدى المسيرات مستخدماً الحارق اللاحق، وهو ما حدَّ من قدرة المشغل على تشغيل المسيرة بأمان"، وفقاً للقيادة الأمريكية.

واعتبرت القيادة الأمريكية أن هذه الأحداث "مثال آخر على الإجراءات غير المهنية وغير الآمنة التي تقوم بها القوات الجوية الروسية العاملة في سوريا، والتي تهدد سلامة القوات الأميركية والروسية"، على حد وصفها.

وحثت القوات الروسية في سوريا على "وقف هذا السلوك المتهور، والالتزام بمعايير السلوك المتوقعة من قوة جوية محترفة، حتى نتمكن من استئناف تركيزنا على الهزيمة الدائمة لداعش".

من جانبه قال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا أوليج جورينوف، إنَّ المسيرات التابعة لـ"التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب" بقيادة الولايات المتحدة شوهدت، وهي تحلّق فوق منطقة تدريبات روسية سورية خمس مرات، "في انتهاك لقواعد سلامة الطيران"، بحسب وكالة "تاس" الروسية.

وقال جورينوف للصحفيين: "يعرب الجانب الروسي مجدداً عن القلق حيال الخروقات المنهجية لبروتوكولات تجنب الصدام في ما يتعلق بطلعات المسيرات التابعة للتحالف، في المجال الجوي فوق مناطق شمالي سوريا"، لافتاً إلى أنه تم تسجيل 12 خرقاً.

وأشار إلى أنَّ زيادة عدد الطلعات غير المنسقة للطائرات المسيرة التابعة لـ "التحالف الدولي" من شأنه "تصعيد التوتر، وليس تعزيز التعاون المتبادل والبنّاء"، منبهاً إلى أن الجانب الروسي "غير مسؤول عن سلامة الطلعات غير المنسقة للطائرات المسيرة التابعة للتحالف".

وانطلقت تدريبات عسكرية مشتركة للقوات الجوية الروسية والسورية الأربعاء، وتستمر ستة أيام. وقال جورينوف إنه "من المقرر في إطار التدريب التطرق إلى مسائل العمل المشترك للطيران والدفاع الجوي وقوات الحرب الإلكترونية رداً على الضربات الجوية".

وفي 14 يونيو/حزيران، قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن القوات الجوية الأمريكية نشرت مقاتلات من طراز F-22 Raptors في منطقة مهامها كجزء من إجراء متعدد الأوجه لتعزيز القدرات الأمريكية في أعقاب السلوك غير الآمن وغير المهني بشكل متزايد من قبل الطائرات الروسية في المنطقة.

وجاءت الخطوة الأمريكية آنذاك عقب ساعات من إعلان القيادة المركزية الأمريكية في بيان عن إصابة 22 جندياً أمريكياً جراء حادثة تعرّضت لها مروحية في شمال شرق سوريا.

وحينها، اتهم القائد الأعلى للقوات الجوية في القيادة المركزية للجيش الأمريكي أليكسوس جرينكويتش، القوات الجوية الروسية بتشجيع طياريها على الانخراط في ممارسات خطرة استفزازية فوق القواعد الأمريكية في سوريا، محذراً من مخاطر وقوع حوادث أو حتى اندلاع صراع.