استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل لعبت "رويترز" دورا في الانقلاب على الرئيس مرسي؟

الأحد 9 يوليو 2023 03:33 م

هل لعبت "رويترز" دورا في الانقلاب على الرئيس مرسي؟

مع ازدياد حجم الانتهاكات في مصر لم تعد وزارة الخارجية البريطانية قادرة على تجاهل تلك الأوضاع فتم إغلاق موقع "أصوات مصرية".

انخرطت وكالة صحفية عالمية ودولة غربية تدعي احترامها للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان في عملية قذرة للإطاحة بحكومة منتخبة عبر وسيلة غير ديمقراطية!

وكالة "رويترز" تعاونت بشكل وثيق مع الخارجية البريطانية لقيادة أحداث 3 يوليو 2013. وكشفت الوثائق أن جواسيس بريطانيين أبرموا صفقة سريّة مع رويترز.

تم تدريب 300 مصري عبر المشروع، وهو جيش من الصحفيين يُنتج أكثر من 300 قصة أسبوعيا بالإنكليزية والعربية يُعاد تداولها لدى أكثر من 50 منفذًا إعلاميًا بأنحاء العالم.

* * *

بعد عشر سنوات على الانقلاب العسكري في مصر على الرئيس محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب لجمهورية مصر العربية تتكشف حقائق عديدة.

من أغرب الحقائق تلك التي كشف عنها تقريري لموقع أمريكي تطرق فيه إلى وثائق مسرّبة كشفت أن وكالة "رويترز" عملت كقناة لوزارة الخارجية البريطانية لتمويل منفذ إعلامي مصري بشكل سري ساهم في الإطاحة بأول زعيم منتخب ديمقراطيًا في البلاد، الرئيس محمد مرسي.

وجه الغرابة هنا هو أن تنخرط وكالة صحفية عالمية ودولة غربية تدعي احترامها للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وعلى رأسها حقوقه السياسية، في عملية قذرة للإطاحة بحكومة منتخبة عبر وسيلة غير ديمقراطية!

كشفت الوثائق المسربة التي استعرضها موقع "ذا غراي زون" أن وكالة "رويترز" تعاونت بشكل وثيق مع وزارة الخارجية البريطانية لقيادة الأحداث المصيرية في الثالث من شهر تموز/ يوليو 2013.

وكشفت الوثائق أن جواسيس بريطانيون أبرموا صفقة سريّة مع وكالة "رويترز".

ويؤكد الموقع أن المسؤولين في جميع أنحاء الغرب كانوا قلقين علانية من انتصار جماعة الإخوان المسلمين واتباعها مسارًا مستقلًا بعد نجاح ثورة 25 يناير. لكن مثل هذه المخاوف ظهرت بشكل خاص في بريطانيا، المستعمر السابق للقاهرة وأكبر مستثمر فيها اليوم.

وأشار الموقع إلى أن مؤسسة "تومسون رويترز" أطلقت موقع "أصوات مصرية" المستقل ظاهريًا لتغطية الشؤون المصرية. ودون علم الجمهور المصري، تم تمويل هذا المنفذ الإعلامي بالكامل من قبل وزارة الخارجية البريطانية. وبحلول الوقت الذي أُغلق فيه موقع "أصوات مصرية" في عام 2017، ضخت لندن مليوني جنيه إسترليني في المبادرة.

وورد في وثيقة مسربة تابعة لمؤسسة "تومسون رويترز" - وهي الذراع الخيرية لوكالة الأنباء الدولية "رويترز" - أن موقع "أصوات مصرية" أصبح مؤسسة إعلامية محلية رائدة ومستقلة في مصر حتى إغلاقه. وتم عرض محتواه للتداول المجاني في جميع أنحاء المنطقة. وفي سنة 2016، أصبح الموقع واحدا من أكثر 500 موقع ويب الأكثر زيارة في مصر.

وفق الوثائق تم تدريب 300 مصري خلال المشروع، وهو جيش حقيقي من الصحفيين يُنتج أكثر من 300 قصة كل أسبوع باللغتين الإنجليزية والعربية يُعاد تداولها من قبل أكثر من 50 منفذًا إعلاميًا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك وكالة "رويترز".

كانت لندن تسعى للسيطرة السردية على أرض الواقع في ظل الأحداث الجارية في مصر، وذلك على الصعيدين المحلي والدولي.

يكشف الموقع كذلك أن وكالة "رويترز" تعمدت تضخيم أعداد المحتجين على الرئيس مرسي في أعقاب إصداره مرسومًا دستوريًا تمتع بموجبه بصلاحيات تنفيذية شاملة، وقاد موقع "أصوات مصرية" حملة إدانة على هذا المرسوم وصوّره على أنه مخطط من قبل الرئيس - وبالتالي جماعة الإخوان المسلمين - للسيطرة الكاملة والدائمة على جميع فروع الحكومة المصرية.

وأشار الموقع إلى أن هذا الإجراء كان من المقرر أن يستمر لمدة ثلاثة أسابيع فقط، وتم إصداره بسبب السلطة القضائية القوية والمسيّسة بشدة في القاهرة التي حاولت مرارًا وتكرارًا إعاقة التحول الديمقراطي في مصر.

وحتى بعد الانقلاب استمر الموقع في تأييد الانقلاب، وقد التزم الصمت بشكل عام إزاء المذابح التي تعرض لها أنصار مرسي خصوصا في مجزرة رابعة.

وبحسب الموقع الأمريكي، فإن مع ازدياد حجم الانتهاكات في مصر لم تعد وزارة الخارجية البريطانية قادرة على تجاهل تلك الأوضاع فتم إغلاق موقع "أصوات مصرية".

كثيرون قد يستغربون استغرابي من تورط وكالة رويترز بعملية قذرة ولا أخلاقية، لكن وكالة عالمية تعمل ليل نهار كوجه وقلعة للحريات والتدفق الحر للمعلومات، وكثير من الصحفيين في كافة أرجاء المعمورة يتعاملون معها كعنوان للموضوعية والحيادية والنزاهة، فإن ذلك يزعزع الثقة في المنظومة الصحفية العالمية.

*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

مصر بريطانيا رويترز الانقلاب العسكري أصوات مصرية محمد مرسي الخارجية البريطانية مؤسسة "تومسون رويترز"