المقاومة تلاحق سموتريتش
زمام المبادرة انتقل للمقاومة المسلحة والحراك الشعبي في الضفة الغربية الذي امتلك زمام المبادرة لدرجة أمكنته من ملاحقة سموتريتش في معقله!
معركة الضفة الغربية انطلقت والعودة إلى التنسيق الأمني مع السلطة والسيطرة المطلقة لجيش الاحتلال اصبحت من الماضي بعد تولي المقاومة رسم ملامح مرحلة بدأت عمليا وواقعيا.
المعركة لا زالت في بدايتها والأدوات والتقنيات والتكتيكات والصواريخ قيد التطوير، فماذا لو مضت أسابيع وأشهر ماذا سيبقى للمستوطنين من أمن؟! وماذا سيتبقى من مشروعهم بالضفة الغربية؟
* * *
عملية كدوميم شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية أكدت مجددا ان معركة الضفة الغربية مع الاستيطان والاحتلال الاسرائيلي متواصلة لم تتباطأ رغم الحملة العسكرية التي اطلقها جيش الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها.
عملية مستوطنة كدوميم الثانية من نوعها في اقل من 48 ساعة على انسحاب قوات الاحتلال من مخيم جنين، والابرز خلال الاسبوع الحالي بعد ان مثلت ضربة امنية للمشروع الاستيطاني في الضفة الغربية باستهدافها المعقل المحصن لوزير المالية الفاشي بتسلئيل سموتريتش عراب الاستيطان والاقتحامات للمسجد الاقصى.
بتسلئيل سموتريتش الذي احتفى بالحملة العسكرية على جنين باعتبارها تستهدف حديقة منزله في كدوميم تلقى صفعة قوية باقتراب المقاومين من مسكنه المحصن وغرفة نومة التي راهن على عملية "المنزل والحديقة" في مخيم جنين لحمايته.
فشل جديد لحكومة نتنياهو ولجيش الاحتلال وللمشروع الاستيطاني الذي اصبح في مهب الريح، فالأموال التي أُنفقت والقوانين التي شرعت والاستراتيجيات العسكرية والحملات والتنسيق الامني لن يوقف مد المقاومة، ولن يجعل من حياة المستوطنين في الضفة الغربية ممكنة بل مستحيلة، فالمعركة لا زالت في بدايتها، والأدوات والتقنيات والتكتيكات والصواريخ لا زالت قيد التطوير، فماذا لو مضت الاسابيع والاشهر ماذا سيبقى للمستوطنين من أمن؟! وماذا سيتبقى من مشروعهم في الضفة الغربية؟
معركة الضفة انطلقت، والعودة للخلف إلى التنسيق الامني مع السلطة والسيطرة المطلقة لجيش الاحتلال اصبحت من الماضي بعد ان تولت المقاومة رسم ملامح المرحلة التي بدأت في الضفة الغربية عمليا وواقعيا.
الاحتلال والمستوطنون بقيادة الحكومة الفاشية قدموا رؤيتهم للمستقبل بداية العام الحالي وبعيد انتخاب حكومة نتنياهو السادسة، وقدمت المقاومة رؤيتها ومشروعها، في حين غابت السلطة في رام الله بانفصالها عن تطورات الواقع والمشهد السياسي والامني بل تعاملت معه بنزق من أصابته الشيخوخة، وأفقدته الامراض المزمنة الشعور بالزمن وتغيره.
ختامًا..
عملية كدوميم جاءت لتؤكد مرة اخرى وفي اقل من 24 ساعة على عملية مستوطنة (براخا) جنوب نابلس أن زمام المبادرة انتقل إلى المقاومة المسلحة والحراك الشعبي في الضفة الغربية الذي امتلك زمام المبادرة لدرجة أمكنته من ملاحقة سموتريتش في معقله المحصن!
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
