تنبؤات جورج فريدمان قبل 14 عاما: صراع في شرقي أوروبا وانهيار للجيش الروسي

الاثنين 10 يوليو 2023 01:52 م

قال الكاتب وعالم السياسية الأمريكي جورج فريدمان إنه تنبأ في كتاب له منشور قبل 14 عاما باندلاع صراع بين روسيا والقوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، في شرقي أوروبا، وانهيار الجيش الروسي "بعد 2020 بوقت قصير".

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا على أوكرانيا تبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

واقتبس فريدمان في مقال حديث، بمركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد"، نقاطا من كتابه "المائة عام التالية" المنشور في 2009.

وقال فريدمان في كتابه إن "الروس سيهيمنون على آسيا الوسطى والقوقاز وربما يمتصون مولدوفا، لكنهم لن يكونوا قادرين على استيعاب دول البلطيق، لكن إذا استوعبوا دول البلطيق واكتسبوا حلفاء مهمين في البلقان، مثل صربيا وبلغاريا واليونان أو دول أوروبا الوسطى مثل سلوفاكيا، فستكون المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا أكثر حدة وخوفا".

وأردف أن "حاجة روسيا للتحرك غربا متأصلة في مخاوفها من هجوم من جانب الغرب. وتمتد اهتماماتها في المنطقة من البلقان إلى دول البلطيق، لكن اهتمامها الأساسي يجب أن يكون إلى الغرب، إلى جبال الكاربات وما بعدها، وهو الاتجاه الذي تأتي منه الحروب".

وسلسلة جبال الكاربات تبدأ من التشيك وتمتد إلى جهة الشمال الشرقي حتى سلوفاكيا وبولندا والمجر وأوكرانيا وأخيرا بجهة الجنوب الشرقي رومانيا، حيث تشكل قوس لجهة الجنوب الغربي في منطقة البوابات الحديدية عند نهر الدانوب جنوبي رومانيا على الحدود مع صربيا.

(())

مصلحة واشنطن

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقال فريدمان إن "مصلحتها هي السيطرة على البحار، ما يستلزم منع صعود القوات البحرية الأوروبية الكبرى. وتمتلك روسيا إمكانات لإيفاد قوة بحرية كبيرة في المحيطين الأطلسي والهادئ، لذلك ترى واشنطن أن الدفاع الروسي قد يكون هجوما محتملا، وبالتالي فهي مضطرة للرد باستخدام القوات البرية المتحالفة بشكل أساسي في القتال الرئيسي بينما تسيطر على القوات الجوية والبحرية".

واستدرك: "لكن في النهاية، ستكون القوة العسكرية الروسية متوترة بشدة في مواجهة ذلك الجزء من القوة العسكرية الأمريكية الذي قررت واشنطن استخدامه ردا على تحركات موسكو".

واستطرد: "بغض النظر عما تفعله بقية دول أوروبا، فستلتزم بولندا والتشيك والمجر ورومانيا بمقاومة التقدم الروسي وستعقد أي صفقة تريدها واشنطن للحصول على دعمها، ولذلك سيتم رسم الخط (الفاصل بين الغرب والشرق) في جبال الكاربات هذه المرة، وليس في ألمانيا كما كان خلال الحرب الباردة (1947-1991). وستكون السهول الشمالية البولندية خط المواجهة الرئيسي، لكن الروس لن يتحركوا عسكريا".

واعتبر أن "الفكرة التي توجه هذه التوقعات هي أن الدول الأكثر تهديدا من جانب القوة الروسية ستتحالف مع الولايات المتحدة لمنع التقدم الروسي نحو الكاربات وخارجها. وبالنسبة لروسيا، فإن العمق الاستراتيجي أساسي، فالواجب الأساسي لموسكو هو خلق مسافة بينها وبين العدو المحتمل غرب الكاربات".

انهيار الجيش الروسي

"والأسباب التي ستشعل فتيل هذه المواجهة والحرب الباردة قبلها، ستفرض نفس نتائج الحرب الباردة، ولكن هذه المرة بجهد أقل للولايات المتحدة. وبينما حدثت المواجهة الأخيرة في وسط أوروبا، فإن المواجهة الجديدة ستقع في مكان أبعد بكثير إلى الشرق"، وفقا لفريدمان.

وأردف: "في المواجهة الأخيرة (الحرب الباردة) كانت الصين حليفة لروسيا، على الأقل في البداية. في هذه الحالة ستكون الصين خارج اللعبة.. لن تسيطر روسيا بشكل كامل بعد الآن على القوقاز، وستواجه ضغوطا أمريكية وتركية شمالا".

وزاد بأنه "في المواجهة الأخيرة، كان لدى روسيا عدد كبير من السكان، لكن هذه المرة عدد سكانها أقل، والضغط الداخلي، وخاصة في الجنوب ، سيصرف انتباه موسكو عن الغرب، وفي النهاية وبدون حرب، سيحدث انفجار شعبي داخلي، كما حدث في 2017 و1991، وسينهار الجيش مرة أخرى بعد 2020 بوقت قصير".

وقال فريدمان إنه "في 1917، أدى استنفاد القوة البشرية إلى انهيار الحكومة الروسية، وفي 1991، انهار الاتحاد السوفيتي جزئيا لأنه لم يكن قادرا على منافسة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية".

واعتبر أنه "بالمثل، فرضت الحرب في أوكرانيا على روسيا صراعا تقليديا يتطلب أعدادا كبيرة من القوات، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح وتوقعات بانهيار الذراع (العسكرية) الروسية بسبب عدم قدرتها على خلق التكنولوجيا وإيجاد قوة عسكرية كبيرة ومدربة".

المصدر | جورج فريدمان/ جيوبوليتيكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا الغرب حرب شرقي أوروبا الجيش الروسي الولايات المتحدة

بايدن: تمرد فاجنر لم يضعف بوتين ولكنه يخسر الحرب