استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الجزائر... بحثاً عن "الشرق المفيد"

الأربعاء 12 يوليو 2023 12:24 م

الجزائر... بحثاً عن "الشرق المفيد"

في هذه الاستدارة الجزائرية والانعطاف الصريح، بات الشرق المفيد، سياسة واقتصادا، أكثر حضوراً ومركزية في الخيارات الجزائرية.

رغم تغير السياقات وتعقيدات مصالح الدول، هناك خطوط قديمة تسهل إعادة ربط العلاقات بعضها ببعض، وتعزيزها بالبعد الاقتصادي، لتصبح أنجع وأدوم.

تبحث الجزائر عن "الشرق المفيد"، وزيارات تبون تؤكد ذلك كما يبحث الشرق عن دول ناشئة أكثر تحملا لأعباء الانخراط في "الثورة الجيوسياسية في النظام الدولي".

تتضح خيارات الجزائر، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وإن حاولت الجزائر الرسمية إظهار التوازن في العلاقات بالفضاء الغربي والمتوسطي وهي ترمي بثقلها الطاقوي إلى أوروبا.

عندما التقى زعيم الصين ماو تسي تونغ رئيس حكومة الثورة الجزائرية في 1960 قال إن "الصين ترى الجزائر جزءا هاماً من الجبهة الموحدة ضد الإمبريالية". لكن كيف ترى الصين الحديثة الجزائر الآن؟

* * *

زيارة واحدة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى بلاد نهرو، الهند، وتكون الجزائر قد أكملت استدارة سياسية باتجاه الشرق. وإلى أن تتم هذه الزيارة في أفق لاحق، تبقى بكين بعد موسكو، وموسكو بعد أنقرة، وأنقرة بعد الرياض والقاهرة والخليج، أوج هذه الاستدارة، وقمة هذا الانعطاف الصريح الذي بات فيه الشرق، سياسة واقتصادا، أكثر حضوراً ومركزية في الخيارات الجزائرية.

على مقياس الجغرافيا السياسية، المتضمنة للبعد الاقتصادي، تبدو الصورة هكذا. لكنها تجد لها متكأ على سلم التاريخ السياسي، سيسترعي الانتباه والاهتمام في آن.

هذا الجهد الجزائري في البحث عن تطعيم اقتصادي لرصيد زاهر من العلاقات التي كانت تجمعها بكتلة من دول حليفة بعينها، كانت تتصدرها زعامات إقليمية بالغة التأثير، لكل من هذه الزعامات صلة مباشرة وقوية بالجزائر، وفرت للبلد كثيراً من الإسناد في فترة الكفاح، والدعم خلال بناء الدولة الوطنية عقب الاستقلال، ماو تسي تونغ في الصين، وجواهر لال نهرو في الهند، وليونيد بريجنيف في الاتحاد السوفييتي (روسيا)، وتيتو في يوغسلافيا (صربيا)، (الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يزور الجزائر قبل نهاية العام)، كما الملك فيصل في السعودية وجمال عبد الناصر في مصر.

صحيح أن السياقات تغيرت وتحكمها تعقيدات المصالح بين الدول، وهو أمر لا يغيب عن المهندس السياسي في الجزائر، لكنْ هناك خطوط قديمة يمكن أن تسهل إعادة ربط العلاقات بعضها ببعض، وتعزيزها بالبعد الاقتصادي، لتصبح أكثر نجاعة واستدامة.

تبحث الجزائر الآن عن "الشرق المفيد"، وزيارات تبون العشر (ثماني منها إلى دول الشرق)، تؤكد ذلك، مثلما يبحث هذا الشرق عن دول ناشئة أكثر تماسكاً وقدرة على تحمل أعباء الانخراط فيما توصف "بالثورة الجيوسياسية في النظام الدولي".

بهذا القدر تتضح الخيارات الجزائرية وتنضج أكثر، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ولها ما يبررها، حتى وإن حاولت المؤسسة الرسمية في الجزائر إظهار مستوى من التوازن أيضاً في العلاقات مع الفضاء الغربي والمتوسطي، خاصة وأن الجزائر ترمي بثقلها الطاقوي إلى أوروبا.

عايش وزير الخارجية أحمد عطاف، ذروة تخلي الغرب عن الجزائر في زمن الأزمة الأمنية في تسعينيات القرن الماضي. كان يشغل المنصب نفسه في أكثر سنوات الأزمة ضراوة (1996-1999)، لكنه يدافع عن موجبات أن تُبقى الجزائر باب الغرب مفتوحاً، بقدر ما يحقق مصالحها، ويضمن تواصلها السياسي والاقتصادي المفيد مع الغرب أيضاً.

سيقول هذا الغرب كلاماً كثيراً، عندما يزور تبون بكين، ويلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ. عندما التقى الزعيم التاريخي للصين ماو تسي تونغ رئيس حكومة الثورة الجزائرية فرحات عباس خلال زيارته إلى بكين، في 30 سبتمبر/ أيلول 1960، قال إن "الصين ترى الجزائر جزءا هاماً من الجبهة الموحدة ضد الإمبريالية". ما هو مهم الآن هو كيف ترى الصين الحديثة الجزائر الآن؟

*عثمان لحياني كاتب صحفي جزائري

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

الجزائر الهند الصين الغرب تبون أحمد عطاف الشرق المفيد الثورة الجيوسياسية النظام الدولي الجغرافيا السياسية الفضاء الغربي والمتوسطي